سجلت خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، التي اشتعلت في 8 يوليو (تموز) الماضي واستمرت حتى أمس، أي 29 يوما، محاولات عدة لعقد هدن إنسانية وصل عددها إلى تسع. ونجح بعض من تلك الهدن بينما كان مصير الآخر الفشل قبل أن تتوصل مصر إلى الهدنة الحالية، التي انطلقت أمس وأمدها 72 ساعة. ومن المفترض أن تكون هذه الهدنة «الأنجح والأطول والأهم» على الإطلاق، إذ تعد علامة فارقة في الحرب وتؤسس لمفاوضات سياسية في القاهرة قد تنتهي باتفاق نهائي يشمل وقفا لإطلاق النار طويل الأمد ويرفع الحصار عن غزة أو تفتح الباب مجددا لاستئناف القتال إذا ما أخفق الأطراف.
وفيما يلي تلك الهدن التسع بالتسلسل:
> 15 يوليو: سجلت في هذا اليوم أول محاولة لعقد هدنة إنسانية، بعد دعوة من الأمم المتحدة، واستمرت ست ساعات والتزمت فيها الأطراف بوقف إطلاق النار، قبل أن تنفجر الاشتباكات على نحو أعنف مجددا بسبب اتهام إسرائيل لحركة حماس برفض المبادرة المصرية.
> 20 يوليو: تدخل الصليب الأحمر لدى إسرائيل من أجل هدنة إنسانية لساعتين في غزة حتى يتمكن السكان من انتشال الضحايا، ووافقت إسرائيل على إعطاء هدنة في حي الشجاعية فقط بعدما قتلت فيه نحو 90 فلسطينيا. صمدت الهدنة ساعة ونصف الساعة قبل أن تقصف إسرائيل الحي مجددا، متهمة الفلسطينيين بخرقها. وشوهد الصحافيون وطواقم الإسعاف وهم يفرون من الحي بعد تجدد القصف الإسرائيلي.
> 26 يوليو: عادت الأمم المتحدة وطلبت هدنة إنسانية لـ12 ساعة استبقتها إسرائيل بقتل نحو 30 فلسطينيا، بينهم 20 من عائلة واحدة في خان يونس، وقصفت الفصائل إسرائيل لكن أثناء التهدئة أوقف الطرفان إطلاق النار إلا من خروق بسيطة. وانتشل الفلسطينيون أثناء هذه التهدئة ما لا يقل عن 120 جثة من تحت أنقاض المنازل المدمرة، في مختلف محافظات القطاع.
> 26 يوليو: عرضت الأمم المتحدة هدنة لأربع ساعات لكنها فشلت على الفور بسبب استمرار إطلاق النار وفي اليوم نفسه لم تلق دعوة ثانية من المجتمعين في باريس لهدنة من 12 ساعة آذانا صاغية. وحاولت إسرائيل إعطاء هدنة أربع ساعات، لكن حماس رفضت ذلك، واستأنف المسلحون إطلاق الصواريخ على إسرائيل.
> 27 يوليو: الأمم المتحدة طلبت هدنة من أجل عيد الفطر تبدأ من 12 ليلا إلى 12 ليلا يوم 28، لكن إسرائيل أفشلتها بقصف مستشفى الشفاء ومتنزه في مخيم الشاطئ ما أدى إلى مقتل عشرة أطفال وجرح نحو 50 آخرين، واندلعت المواجهات بعدها على نطاق أوسع وأعنف.
> 28 يوليو: دعوة لتثبيت التهدئة التي فشلت مرة ثانية لكن لم يستجب أحد.
> الأول من أغسطس (آب): وزير الخارجية الأميركي جون كيري والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يدعوان لهدنة 72 ساعة من أجل إطلاق مفاوضات في القاهرة. وصمدت الهدنة التي بدأت في تمام الساعة الثامنة صباحا بتوقيت فلسطين، 90 دقيقة فقط قبل أن تبدأ إسرائيل قصفا مكثفا على مدينة رفح جنوب القطاع.
وتضاربت الأنباء حول ملابسات انهيار وقف إطلاق النار، ففي حين اتهم الفلسطينيون إسرائيل باختلاق قصة خطف جندي، وقصف مدينة رفح بعنف، مؤكدين أن اشتباكات وقعت في المدينة قبل موعد سريان التهدئة، قالت إسرائيل إن مسلحين من حماس نفذوا هجوما من الأنفاق في منطقة أبو الروس شرقا بعد سريان التهدئة وخطفوا جنديا، وتبين لاحقا أن الجندي قتل خلال المعارك.
> 4 أغسطس: الأمم المتحدة توسطت لهدنة سبع ساعات تخللها خروق متعددة. وفي هذه الهدنة قتل نحو 20 فلسطينيا في رفح التي رفضت إسرائيل أن تشملها في التهدئة.
> 5 أغسطس: هدنه 72 ساعة دعت إليها مصر قبل بدء مفاوضات في القاهرة بين وفدين فلسطيني وإسرائيلي. بدأت الساعة الثامنة بتوقيت فلسطين ولم يتخللها أمس ولا حتى خرق واحد بخلاف الهدن السابقة. وأعلنت الأطراف أنها قابلة للتمديد.
تسع هدن في 29 يوما
أغلبها فشل.. وأطولها الأخيرة
تسع هدن في 29 يوما
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة