هاتف «فاير» الجديد من «أمازون».. مزايا ومآخذ

يفتقر إلى تقنيات الأوامر الصوتية رغم توافر محتويات رقمية هائلة

هاتف «فاير» الجديد من «أمازون».. مزايا ومآخذ
TT

هاتف «فاير» الجديد من «أمازون».. مزايا ومآخذ

هاتف «فاير» الجديد من «أمازون».. مزايا ومآخذ

«أمازون دوت كوم» باعت كميات كبيرة من الهواتف عبر السنين، لكن هذه الشركة العملاقة التي تتعاطى التجارة الإلكترونية لم تبع إطلاقا هاتفا من صنعها. إلا أن هذا الأمر تغير مع إطلاقها أخيرا «فاير»، أول هاتف ذكي صمم من قبلها. وبغية مواجهة «أبل»، و«سامسونغ»، والعدد الكبير من الهواتف المنافسة الذكية الأخرى، ينبغي أن يكون هاتف «أمازون» هذا أفضل نوعية، أو على الأقل مختلفا، خاصة أن «أمازون» دخلت إلى هذه السوق متأخرة.

* هاتف «ناري»

* «فاير» (Fire) هاتف مختلف بفضل عروض شاشته (قياس 4.7 بوصة) بالأبعاد الثلاثة، وغيرها من المميزات الجديدة، فضلا عن زنته البالغة 5.6 أونصة (الأونصة: 29 غراما تقريبا)، وله معالج متين رباعي النواة، مع مكبرات صوت استيريو، وكاميرا عالية النوعية. وقد صمم الهاتف للحفاظ على زبائن «أمازون» ضمن بيئتها التي تضم 33 مليون أغنية، وتطبيق، ولعبة فيديو، وبرنامج تلفزيون، وفيلم سينمائي، وكتاب، وغيرها الكثير. ويبدأ سعر هذا الهاتف بـ199.99 دولار.
طبعا، تبدأ الابتكارات الجديدة بمزية مقارب لتقنية الأبعاد الثلاثة المدهشة، التي تشير «أمازون» إليها بـ«ديناميك بيرسبيكتيف»، التي باتت ممكنة عن طريق الكاميرات الأربع منخفضة الطاقة، ومصابيح «إل إي دي» الأربعة بالأشعة تحت الحمراء. ويتوافر لهذا الهاتف تطبيقات أقل من 185 ألفا المعهودة، كما يمكن للمطورين استغلال مزية الأبعاد الثلاثة (ديناميك بيرسبيكتيف) في ممارسة الألعاب وغيرها من التطبيقات.
وأول ملامح «ديناميك بيرسبيكتيف» هو قفل الشاشة، فعندما يكون الهاتف ثابتا مع تحريك الرأس يتغير منظور المقدمة والخلفية وفقا لذلك، وهو من المؤثرات الخاصة التي خلافا للشاشات الأخرى بالعروض ثلاثية الأبعاد لا تسبب أي دوخة أو غثيان.
ووفقا للتطبيق أو الشاشة، فعندما تحرك الهاتف من جانب إلى جانب، وإلى جميع الاتجاهات، تقوم الأيقونات بالتحرك بذكاء أيضا، لكن يمكن اعتياد ذلك بعد فترة، مما يصبح بالإمكان تشغيله بيد واحدة. فمع تطبيق لموقع إخباري مثلا، يمكن بحركة خفيفة من الرسغ استدعاء لائحة الأخبار، والأخبار الرياضية، وصفحة المال، والعلوم، وغيرها من الأقسام، ومختصرات الأخبار الرئيسة. وعن طريق تطبيق يدعى «كلاي دودل» تتحرك قطعة الطين التي أحاول قولبتها إلى شكل ما، وتصبح كبيرة أو صغيرة كلما اقتربت منها أو ابتعدت. وقامت «أمازون» بتحسين ما بين واجهة التفاعل «الدائرية» لشاشة المدخل، والتطبيقات المستخدمة أخيرا المألوفة لدى مستخدمي جهاز «كيندل فاير» اللوحي، فهنالك حاليا تحديثات في الزمن الحقيقي التي يمكن العمل عليها فورا.

* مسح وقراءة

* من الأمور اللافتة للانتباه أيضا، مزية «فاير فلاي» الجديدة، فعن طريق الكبس طويلا على زر موجود على حافة الهاتف، تتحول الكاميرا الخلفية إلى أداة مسح معززة قادرة على قراءة الرموز الشريطية (بار كودس)، والمنتجات الطبيعية، وعناوين مواقع الشبكة المطبوعة، وأرقام الهاتف، وعناوين البريد الإلكتروني، وغيرها الكثير الذي يتجاوز 100 مليون بند، كما تقول «أمازون».
ويمكن لـ«فاير فلاي» التعرف أيضا على 35 مليون أغنية وتأسيس محطة راديو حسب الطلب داخل تطبيق «آي هارت راديو»، أو يمكن طلب تذاكر حفلة موسيقية عبر «ستب هب».
طبعا، «فاير فلاي» هي طريق مختصرة إلى مخزن أو متجر «أمازون»، فإذا ما جرى التعرف على كتاب، يمكن شراء الكتاب الحقيقي، أو الكتاب الرقمي الذي يقرأ عن طريق «كيندل»، أو الكتاب الصوتي أو السمعي على الهاتف. بيد أن «فاير فلاي» لا يعمل جيدا دائما، لأنك بحاجة إلى توصيل جيد. وعندما كنت لا أستخدم «فاير فلاي»، أعطت الكاميرا الخلفية (13 ميغابيكسل) نتائج جيدة في التقاط الصور والفيديوهات.
ويتضمن «فاير فلاي» أيضا مزية «مايداي» للدعم بفيديو (24 × 7)، وكان الكثيرون قد أعجبوا بذلك عندما جرى تقديمها على «كيندل فاير إتش دي إكس» اللوحي لأول مرة. وهي مفيدة جدا لتعلم كيفية التصدي لمزية مجهولة. وهي خاصية مرحب بها في الهاتف أيضا، لكنني واجهت مشكلات اتصال في الأوقات التي حاولت بها الوصول إلى موظفيها.
لكن، أين يفتقر «فاير» إلى تلك الومضة المنيرة؟ ألا وهي ميزة تقديم المساعدة بواسطة الصوت لدى إجراء المكالمات، أو إرسال الرسائل، أو تصفح الشبكة، فهي ميزة ضعيفة مقارنة مع خدمة «سري» من «أبل»، و«غوغل ناو»، و«فونس كورتانا» من «ويندوس».
ولا توجد هناك ماسحة للأصبع، كما هو الحال مع «آيفون إس5»، أو «سامسونغ غالاكسي إس 5». كذلك، فإن «فاير» ليس مقاوما للمياه، كما هو الحال مع «غالاكسي» وبعض الهواتف الأخرى، في حين أن الظهر الزجاجي يتوسخ بسرعة والبطارية محكمة الإغلاق ومختومة، ولا يمكن فتحها واستبدالها.
وختاما، فإن سعر الهاتف هذا (32 غيابايت) 199 دولارا بعقد مدته سنتان أو 299.99 دولار (64 غيابايت)، أما سعره من دون عقد فهو 649.99 دولار. وهو هاتف متين وجذاب، بشاشة جميلة، وبمزية «ديناميك بيرسبيكتيف» ثلاثية الأبعاد مع تخزين سحابي غير محدود للصور. لكن كما ذكرنا، فالمساعد الصوتي ليس جيدا كما هو الحال مع منافسيه من الهواتف الأخرى. كذلك فإنه يفتقر إلى تطبيقات كثيرة ومحصور بخدمته بشركة واحدة هي «إيه تي آند تي».



الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
TT

الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت الذي فرضته جائحة «كوفيد»، يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم، رغم الشكوك في منافعه.

وبدأت بلدان عدة توفير أدوات مساعَدة رقمية معززة بالذكاء الاصطناعي للمعلّمين في الفصول الدراسية. ففي المملكة المتحدة، بات الأطفال وأولياء الأمور معتادين على تطبيق «سباركس ماث» (Sparx Maths) الذي أُنشئ لمواكبة تقدُّم التلاميذ بواسطة خوارزميات، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية». لكنّ الحكومة تريد الذهاب إلى أبعد من ذلك. وفي أغسطس (آب)، أعلنت استثمار أربعة ملايين جنيه إسترليني (نحو خمسة ملايين دولار) لتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي للمعلمين، لمساعدتهم في إعداد المحتوى الذي يدرّسونه.

وهذا التوجّه آخذ في الانتشار من ولاية كارولاينا الشمالية الأميركية إلى كوريا الجنوبية. ففي فرنسا، كان من المفترض اعتماد تطبيق «ميا سوكوند» (Mia Seconde) المعزز بالذكاء الاصطناعي، مطلع العام الدراسي 2024، لإتاحة تمارين خاصة بكل تلميذ في اللغة الفرنسية والرياضيات، لكنّ التغييرات الحكومية أدت إلى استبعاد هذه الخطة راهناً.

وتوسعت أعمال الشركة الفرنسية الناشئة «إيفيدانس بي» التي فازت بالعقد مع وزارة التعليم الوطني لتشمل أيضاً إسبانيا وإيطاليا. ويشكّل هذا التوسع نموذجاً يعكس التحوّل الذي تشهده «تكنولوجيا التعليم» المعروفة بـ«إدتِك» (edtech).

«حصان طروادة»

يبدو أن شركات التكنولوجيا العملاقة التي تستثمر بكثافة في الأدوات القائمة على الذكاء الاصطناعي، ترى أيضاً في التعليم قطاعاً واعداً. وتعمل شركات «مايكروسوفت» و«ميتا» و«أوبن إيه آي» الأميركية على الترويج لأدواتها لدى المؤسسات التعليمية، وتعقد شراكات مع شركات ناشئة.

وقال مدير تقرير الرصد العالمي للتعليم في «اليونيسكو»، مانوس أنتونينيس، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أعتقد أن المؤسف هو أن التعليم يُستخدم كنوع من حصان طروادة للوصول إلى المستهلكين في المستقبل».

وأعرب كذلك عن قلقه من كون الشركات تستخدم لأغراض تجارية البيانات التي تستحصل عليها، وتنشر خوارزميات متحيزة، وتبدي عموماً اهتماماً بنتائجها المالية أكثر مما تكترث للنتائج التعليمية. إلاّ أن انتقادات المشككين في فاعلية الابتكارات التكنولوجية تعليمياً بدأت قبل ازدهار الذكاء الاصطناعي. ففي المملكة المتحدة، خيّب تطبيق «سباركس ماث» آمال كثير من أولياء أمور التلاميذ.

وكتب أحد المشاركين في منتدى «مامِز نِت» على الإنترنت تعليقاً جاء فيه: «لا أعرف طفلاً واحداً يحب» هذا التطبيق، في حين لاحظ مستخدم آخر أن التطبيق «يدمر أي اهتمام بالموضوع». ولا تبدو الابتكارات الجديدة أكثر إقناعاً.

«أشبه بالعزلة»

وفقاً للنتائج التي نشرها مركز «بيو ريسيرتش سنتر» للأبحاث في مايو (أيار) الماضي، يعتقد 6 في المائة فقط من معلمي المدارس الثانوية الأميركية أن استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم يعود بنتائج إيجابية تَفوق العواقب السلبية. وثمة شكوك أيضاً لدى بعض الخبراء.

وتَعِد غالبية حلول «تكنولوجيا التعليم» بالتعلّم «الشخصي»، وخصوصاً بفضل المتابعة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي. وهذه الحجة تحظى بقبول من المسؤولين السياسيين في المملكة المتحدة والصين. ولكن وفقاً لمانوس أنتونينيس، فإن هذه الحجة لا تأخذ في الاعتبار أن «التعلّم في جانب كبير منه هو مسألة اجتماعية، وأن الأطفال يتعلمون من خلال تفاعل بعضهم مع بعض».

وثمة قلق أيضاً لدى ليون فورز، المدرّس السابق المقيم في أستراليا، وهو راهناً مستشار متخصص في الذكاء الاصطناعي التوليدي المطبّق على التعليم. وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «يُروَّج للذكاء الاصطناعي كحل يوفّر التعلّم الشخصي، لكنه (...) يبدو لي أشبه بالعزلة».

ومع أن التكنولوجيا يمكن أن تكون في رأيه مفيدة في حالات محددة، فإنها لا تستطيع محو العمل البشري الضروري.

وشدّد فورز على أن «الحلول التكنولوجية لن تحل التحديات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية الكبرى التي تواجه المعلمين والطلاب».