«الشرق الأوسط» تستكشف خطة مراقبة القاهرة تلفزيونيا لمكافحة الإرهاب

الجيش يعلن مقتل مسلحين وتوقيف مطلوبين «خطرين» جدد في سيناء

«الشرق الأوسط» تستكشف خطة مراقبة القاهرة تلفزيونيا لمكافحة الإرهاب
TT

«الشرق الأوسط» تستكشف خطة مراقبة القاهرة تلفزيونيا لمكافحة الإرهاب

«الشرق الأوسط» تستكشف خطة مراقبة القاهرة تلفزيونيا لمكافحة الإرهاب

كشف الدكتور جلال السعيد، محافظ القاهرة، عن أنه جرى الاتفاق أخيرا مع جهاز الخدمة الوطنية على تركيب شبكة متكاملة من كاميرات المراقبة التلفزيونية بأحدث التقنيات لمراقبة العاصمة المصرية من أجل الحد من العمليات الإرهابية، وذلك بالتزامن مع استمرار عمليات الجيش ضد المسلحين المتشددين في سيناء، والتشديد الأمني في المحافظات المصرية كافة.
وقال السعيد لـ«الشرق الأوسط»: «سوف يجري ربط الكاميرات بجميع إشارات المرور في جميع التقاطعات والمحاور المرورية والشوارع الرئيسة، لتقوم هذه الكاميرات بالتصوير وتخزين البيانات لمدة شهر، للقضاء على الإرهاب والتفجيرات التي تحدث من وقت لآخر». في حين قالت مصادر أمنية في وزارة الداخلية إنه «يجري الآن التنسيق بين وزارات الداخلية والكهرباء والدفاع لوضع خطة متكاملة لمواجهة استهداف محطات الكهرباء بعد تفجير بعضها وتعرض البعض الآخر لأعمال إرهابية أخيرا».
وأوضح السعيد أن «مراقبة العاصمة القاهرة بالكاميرات سيجري بتكلفة 260 مليون جنيه (نحو 37 مليون دولار)»، كاشفا عن إجراءات تقوم بها المحافظة بجميع أجهزتها بالتنسيق مع أجهزة الأمن بوزارة الداخلية والقوات المسلحة للحيلولة دون حدوث فتن من أي نوع أو أي أعمال إجرامية على مستوى جميع أحياء القاهرة لتوفير المناخ الآمن، لافتا إلى أن «هناك إجراءات قانونية رادعة لمن يثبت تورطه في أي محاولات من هذا النوع، وخاصة بعد أن بدأنا مرحلة العمل الجاد».
في السياق ذاته، كشفت مصادر أمنية بوزارة الداخلية، عن «خطة متكاملة لمواجهة استهداف محطات الكهرباء»، موضحة أن «الداخلية والقوات المسلحة، تركزان على تأمين المحطات الكبرى، وتكليف كل مدير أمن وضع خطته الأمنية لتأمين خطوط الضغط العالي، بعدما لجأ (الإخوان) لتدميرها».
وعززت أجهزة الأمن بالقاهرة والجيزة والمحافظات الخدمات حول محولات ومحطات الكهرباء، من خلال إقامة نقاط أمنية ثابتة، تضم ضابط شرطة ومجموعة من الأفراد المسلحين بأسلحة ثقيلة، بالإضافة لدعمهم بضباط من قسم المفرقعات. واتهمت السلطات الأمنية قبل أسبوع جماعة الإخوان بتفجير برج رقم 861 في خط الضغط العالي الواصل بين محطة محولات القاهرة 500 والسد العالي بأسوان، واستهداف البرج رقم 170 جهد فائق 500 ك.ف - بين محطة القاهرة 500 والنوبارية، بجانب تفجير البرج رقم 29 الذي يربط محطة توليد كهرباء أبو قير الجديدة بالشبكة القومية للكهرباء، وتفجير محطة تقوية كهرباء بأكتوبر. كما انفجرت سيارة في مركز الصف بمحافظة الجيزة قبل أربعة أيام وبها مواد متفجرة وقتل من بها، وكشفت التحقيقات عن أن المتهمين الذين قتلوا كانوا في طريقهم لتفجير أبراج الضغط العالي بالصف، التي كانت تربط بين محطة كهرباء الكريمات والصف.
في غضون ذلك، أعلنت القوات المسلحة أن حملة مداهمات شنتها أسفرت عن مقتل أربعة «تكفيريين» وتوقيف 14 آخرين. وقال المتحدث العسكري العميد محمد سمير أمس، إن «عناصر القوات المسلحة تمكنت من مداهمة أوكار العناصر الإرهابية بشمال سيناء»، موضحا على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» أن المداهمات أسفرت عن قتل أربعة «إرهابيين» نتيجة تبادل إطلاق النيران مع عناصر التأمين، والقبض على 93 شخصا بتهمة الهجرة غير الشرعية، كما جرى القبض على 14 «من العناصر الإرهابية شديدة الخطورة». وتابع المتحدث العسكري أنه جرى تدمير ست سيارات و21 دراجة نارية «تستخدمها العناصر الإرهابية في تنفيذ عملياتها ضد قوات التأمين».
وتشن القوات المسلحة بالتعاون مع قوات الشرطة حملة أمنية موسعة في سيناء منذ عزل الرئيس الإسلامي محمد مرسي في يوليو (تموز) من العام الماضي للقضاء على المتشددين. وتتهم السلطات المصرية جماعة الإخوان المسلمين، المصنفة رسميا وقضائيا جماعة إرهابية، بالوقوف وراء كل أحداث الشغب والعنف التي تشهدها البلاد.
وعلى صعيد ذي صلة، قال محافظ القاهرة في رده على دور المحافظة في ضبط الأسواق والأسعار، إن «هناك اتفاقا جرى لضبط الأجرة بالنسبة لوسائل المواصلات ومن يخالف يعرض نفسه للمساءلة القانونية، ونقوم بحملات في الشوارع والميادين لمعاقبة من يخالف هذا الاتفاق».
وعن المشروع الحضاري لتطوير القاهرة، قال الدكتور السعيد: «تقوم المحافظة بكل أجهزتها على تنفيذ هذا المشروع ولقد جرت إزالة التعديات، ونقل عدد من الأسواق غير المنظمة إلى أماكن بعيدة عن المناطق الحيوية والمزدحمة دون الإضرار بأحد لحين إنشاء أسواق لهم، وذلك بهدف توفير راحة للمواطنين وسهولة الحركة داخل القاهرة والمناطق المجاورة». وتابع بقوله: «جار الآن وضع رؤية شاملة لتطوير العشوائيات وجرى عرضها على مجلس الوزراء. فنحن في الاتجاه الصحيح الآن للقضاء على العشوائيات التي هي غرس الثلاثين سنة الماضية».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.