ألمانيا تعارض نشر صواريخ نووية جديدة في أوروبا

وزير الخارجية الألماني هايكو ماس (إ. ب. أ)
وزير الخارجية الألماني هايكو ماس (إ. ب. أ)
TT

ألمانيا تعارض نشر صواريخ نووية جديدة في أوروبا

وزير الخارجية الألماني هايكو ماس (إ. ب. أ)
وزير الخارجية الألماني هايكو ماس (إ. ب. أ)

عبّر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس اليوم (الأربعاء) عن معارضته لنشر صواريخ نووية جديدة متوسطة المدى في أوروبا في حال إلغاء معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى التي وُقّعت بين روسيا والولايات المتحدة قبل 31 عاماً.
وقال ماس في مقابلة صحافية: "لا يجوز أن تصبح أوروبا في أي حال من الأحوال مسرحا لجدال تسلح... نشر صواريخ جديدة متوسطة المدى سيقابَل بمعارضة واسعة في ألمانيا".
وتتهم الولايات المتحدة روسيا بانتهاك معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى عبر تصنيع صواريخ جديدة، وهدّدت لذلك بإلغاء المعاهدة. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي أمهلت واشنطن موسكو ثلاثة أشهر للامتثال لبنود المعاهدة، إلا أن روسيا لم تبد أي استعداد لذلك، متهمة في المقابل حلف شمال الأطلسي "الناتو" بانتهاك المعاهدة عبر نشر أنظمة دفاع صاروخية في رومانيا.
وأعرب ماس عن قلقه من التطورات، وقال: "التسلح النووي سيكون بالتأكيد الرد الخطأ"، مضيفا أن منطق التوسع في التسلح يعود إلى الحرب الباردة، وأن "سياسة ثمانينات القرن الماضي لن تساعد في حل قضايا اليوم".
وطالب ماس بتطوير استراتيجية جديدة لضبط التسلح، وقال: "هذه الاستراتيجية ينبغي ألا تتضمن فقط الأسلحة النووية، بل أيضا الأنظمة الذاتية الجديدة للأسلحة التي تقتل خارج نطاق التحكم البشري تماما، مثل الروبوتات القاتلة"، مؤكدا أن بلاده ستسعى إلى إدانة استخدام هذا النوع من الأسلحة.
تجدر الإشارة إلى أن ألمانيا ستشغل اعتباراً من بداية العام الجديد مقعداً غير دائم في مجلس الأمن لمدة سنتين. ويُجرى التفاوض منذ سنوات حول إدانة استخدام أنظمة الأسلحة الذاتية التي تعمل من دون تدخل العنصر البشري، إلا أن هناك صعوبة في تحديد نوعية هذه الأنظمة.



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.