وزير الحرس الوطني السعودي: كلمة خادم الحرمين الشريفين عبرت عن إحساسه بالأسى حيال الأمتين الإسلامية والعربية

أكد أنها تحمل تحذيرا من خطر استمرار الأعمال الإرهابية على مستقبل الأجيال المقبلة

الأمير متعب بن عبد الله
الأمير متعب بن عبد الله
TT

وزير الحرس الوطني السعودي: كلمة خادم الحرمين الشريفين عبرت عن إحساسه بالأسى حيال الأمتين الإسلامية والعربية

الأمير متعب بن عبد الله
الأمير متعب بن عبد الله

أكد الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز وزير الحرس الوطني السعودي، أن كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للأمتين العربية والإسلامية والمجتمع الدولي، «عبرت عن إحساسه بالأسى والحزن على ما آلت إليه حال الأمة العربية والإسلامية من ترد وهوان وضعف وتمزق نتيجة الفتن التي استشرت في جسد الأمة، نتج عنها تنامي ممارسات إرهابية تُرتكب باسم الإسلام، وتشوه صورته الحقيقية في البناء والتنمية والتسامح».
وقال الأمير متعب بن عبد الله: «إن الكلمة الضافية لخادم الحرمين الشريفين حملت العديد من المعاني، والمضامين الجليلة التي تعبر عن حرصه على مصلحة الأمة، والدفاع عن الإسلام الحنيف وسماحته، وعن القضايا المحورية للأمة الإسلامية والعربية وفي مقدمتها ما يعانيه إخوتنا الفلسطينيون في غزة من قتل وتشريد للأبرياء تحت سمع وبصر المجتمع الدولي بكل مؤسساته ومنظماته، بما في ذلك منظمات حقوق الإنسان، في إشارة منه - حفظه الله - إلى أهمية أن يقوم المجتمع الدولي الصامت بواجبه تجاه هذه المذابح الجماعية التي تعد إحدى صور الإرهاب».
وأضاف: «إن خادم الحرمين الشريفين تحدث للعالم بقلب المؤمن الصادق المحب لدينه وأمته، فحذر من ظاهرة الأعمال الإرهابية التي يقوم بها المغرضون الحاقدون على الإسلام وعاثوا في الأرض إرهابا وفسادا، مستبيحين دماء المسلمين وغيرهم من الآمنين دون وجه حق، موهمين العالم بأنهم على حق وما سواهم هو الباطل، دون احترام لسماحة الدين الإسلامي الذي هو دين الرحمة».
وبين أن الكلمة المهمة لخادم الحرمين الشريفين تناولت خطر استمرار هذه الأعمال الإرهابية في مستقبل الأجيال المقبلة التي ولدت وستولد على العنف والقتل بدم بارد وواقع معيش، بينما كان خادم الحرمين الشريفين أول من أطلق فكرة الحوار بين أتباع الأديان وأهمية نشر ثقافة السلام والتسامح بينها، وتبنى لغة الحوار بين الشعوب تحت مظلة «مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للحوار بين أتباع الأديان والحضارات» لإيمانه بأهمية بناء مجتمعات تسعى للسلام فيما بينها لا إلى الهدم والقتل.
وبين وزير الحرس الوطني، في تعليقه الذي نقلته وكالة الأنباء السعودية، أن تذكير الملك عبد الله بن عبد العزيز في كلمته بإنشاء بلاده «المركز الدولي لمكافحة الإرهاب» الذي حظي بتأييد العالم أجمع في حينه، ولم يتفاعل المجتمع الدولي بشكل جدي معه، «يؤكد الحاجة إلى إعادة المجتمع الدولي ترتيب أوراقه من جديد، واستثمار مثل هذه الفرص في بناء مجتمع عالمي خال من الحروب والنزاعات ويرفل بالأمن والاستقرار».
وأفاد بأن خادم الحرمين الشريفين سخّر كل المنابر داعيا للحوار بين أتباع الأديان، «حتى إنه سبق الجميع إلى التنبيه إلى أهمية هذا الموضوع وخطورته منذ أكثر من 20 عاما، وذلك في المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية)، حيث وجهنا بطرح موضوع (حوار الحضارات والأديان) في أكثر من دورة من دورات المهرجان، وتناولت الدورات أطروحات وأوراق عمل مختلفة قدمها نخبة من كبار المهتمين في العالم التي لو أخذ بها لما وصل الحال إلى ما نحن عليه الآن».
وحول دعوة خادم الحرمين الشريفين للعلماء قال الأمير متعب بن عبد الله: «إن العلماء هم ورثة الأنبياء، وهم المعوّل عليهم بعد الله لإنقاذ الإسلام من فئات تسعى لاحتكار الدين وتجعل الإسلام في مواجهة مع العالم، وتقدم صورة مغلوطة لمثله وقيمه، لذلك فإن توجيه خادم الحرمين الشريفين كلمته للعلماء هو لكي يوضحوا حقيقة الدعوات المشبوهة باسم الإسلام، وتوضيح معاني الإسلام ومبادئه الحضارية السمحة، وبلورة رأي شرعي حيال هذه الفئات والجماعات والأفكار».



من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
TT

من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)

صادقت 15 دولة من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الرقمي، على إطلاق مبادرة استراتيجية متعددة الأطراف لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت» خلال «منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة، الذي تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد، وحتى 19 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، بمركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض، وبتنظيم من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية، وهيئة الحكومة الرقمية.

وعلى هامش المنتدى، أعلنت «منظمة التعاون الرقمي» التي تتخذ من العاصمة السعودية الرياض مقرّاً لها، إطلاق المبادرة، بمصادقة عدد من الدول على بيان مشترك بهذا الإعلان وهي: السعودية، والبحرين، وبنغلاديش، وقبرص، وجيبوتي، وغامبيا، وغانا، والأردن، والكويت، والمغرب، ونيجيريا، وعُمان، وباكستان، وقطر، ورواندا.

وأكدت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الرقمي، لـ«الشرق الأوسط» أن هذه المبادرة التي تقودها وترعاها الكويت، وتم تقديمها خلال الجمعية العامة الثالثة لمنظمة التعاون الرقمي، تهدف إلى تعزيز احترام التنوع الاجتماعي والثقافي، ومكافحة المعلومات المضللة عبر الإنترنت، من خلال جهود الوساطة والتنسيق بين الشركات والحكومات والجهات الأخرى ذات الصلة، مثل المنظمات الدولية والمجتمع المدني.

وتضمّن الإعلان، إنشاء «لجنة وزارية رفيعة المستوى» تتولّى الإشراف على تنفيذ مبادرة «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت» التابعة للمنظمة، فيما جدّدت الدول المُصادقة على الإعلان، التزامها بالدعوة إلى «إنشاء اقتصاد رقمي شامل وشفاف وآمن يُمكن الأفراد من الازدهار».

وأكّد الإعلان على رؤية الدول إلى أن القطاع الخاص، وخصوصاً منصات التواصل الاجتماعي، «شريك في هذه الجهود لتعزيز التأثير الاجتماعي الإيجابي بدلاً من أن تكون وسيلة لنشر التأثيرات السلبية أو عدم الوعي الثقافي».

ودعا الإعلان، إلى بذل جهود جماعية من شأنها دعم القيم الوطنية، والتشريعات، وقواعد السلوك في منصات التواصل الاجتماعي، إلى جانب تأكيد «منظمة التعاون الرقمي» التزامها بتحسين الثقة في الفضاء السيبراني من خلال معالجة التحديات الأخلاقية والخصوصية المرتبطة بالتقنيات الناشئة.

وفي الإطار ذاته شدّد الإعلان على الأهمية البالغة للحوار النشط والتعاون بين منصات التواصل الاجتماعي والدول التي تعمل فيها، وعَدّ التعاون القائم على الثقة المتبادلة «مفتاحاً لضمان احترام المشهد الرقمي لحقوق وقيم جميع الأطراف ذات الصلة».

من جهتها، أشارت ديمة اليحيى، الأمين العام لـ«منظمة التعاون الرقمي»، خلال حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن استطلاعات للرأي شملت 46 دولة، أظهرت أن أكثر من 59 في المائة قلقون من صعوبة التمييز بين المحتوى الحقيقي والمزيف عبر الإنترنت.

وأضافت أن ما يزيد على 75 في المائة من مستخدمي الإنترنت قد واجهوا أخباراً زائفة خلال الأشهر الستة الماضية، وتابعت: «تنتشر المعلومات المضللة على المنصات الاجتماعية بمعدل يصل إلى 10 أضعاف سرعة انتشار الحقائق»، الأمر الذي من شأنه، وفقاً لـ«اليحيى»، أن يسلّط الضوء على مفارقة مزعجة بأن «المنصات التي أحدثت ثورة في الاتصال والتقدم أصبحت أيضاً قنوات للانقسام، وتزعزع الثقة، وتزيد من حالة الاستقطاب في المجتمعات».

ونوّهت اليحيى إلى أن المعلومات المضلّلة «لم تعد قضية هامشية، بل جائحة رقمية مخيفة تتطلب تحركاً عاجلاً ومشتركاً»، وأضافت: «الدراسات بيّنت أن المعلومات المضللة قد تؤدي إلى إرباك الانتخابات في العديد من الدول خلال العامين المقبلين، مما يهدد الاستقرار العالمي». على حد وصفها.

وعلى جانب آخر، قالت: «بالنسبة للأجيال الشابة، فإن التأثير مقلق بشكل خاص، إذ يقضي المراهقون أكثر من 7 ساعات يومياً على الإنترنت، ويؤمن 70 في المائة منهم على الأقل بأربع نظريات مؤامرة عند تعرضهم لها». وخلال جائحة كورونا «كوفيد - 19»، أدت المعلومات المضللة حول القضايا الصحية إلى انخفاض بنسبة 30 في المائة في معدلات التطعيم في بعض المناطق، مما عرض ملايين الأرواح للخطر.

وأردفت: «أكّدت خلال كلمتي أمام منتدى حوكمة الإنترنت على أننا في منظمة التعاون الرقمي ملتزمون بهذه القضية، بصفتنا منظمة متعددة الأطراف، وكذلك معنيّون بهذه التحديات، ونستهدف تعزيز النمو الرقمي الشامل والمستدام».

جدير بالذكر أنه من المتوقع أن يشارك في فعاليات المنتدى أكثر من 10 آلاف مشارك من 170 دولة، بالإضافة إلى أكثر من ألف متحدث دولي، وينتظر أن يشهد المنتدى انعقاد نحو 300 جلسة وورشة عمل متخصصة، لمناقشة التوجهات والسياسات الدولية حول مستجدات حوكمة الإنترنت، وتبادل الخبرات والمعلومات وأفضل الممارسات، وتحديد التحديات الرقمية الناشئة، وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص ومنظمات المجتمع المدني والقطاع غير الربحي.