بحث مبادرات أميركية لبناء الثقة مع كوريا الشمالية

TT

بحث مبادرات أميركية لبناء الثقة مع كوريا الشمالية

ترغب الولايات المتحدة في مناقشة مبادرات لبناء الثقة مع كوريا الشمالية، على ما صرّح ممثل واشنطن الخاص لدى بيونغ يانغ، في وقت تسعى الإدارة الأميركية لإقناع نظام كيم جونغ أون بالتخلي عن أسلحته النووية.
وبعد تقارب سريع العام الماضي، بلغ ذروته بعقد قمة تاريخية بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، لم يتم إحراز تقدم بارز مع اتّهام كل طرف للآخر بالتراجع والتصرف بسوء نية. وقال ممثل الولايات المتحدة الخاص لدى كوريا الشمالية، ستيفن بيغون، في سيول: إن «الولايات المتحدة لا تعتزم تخفيف العقوبات الأحادية أو (عقوبات) الأمم المتحدة» على بيونغ يانغ، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية.
وتدارك: «ومع ذلك (...) نحن مستعدون لاستكشاف عدد من الأمور الأخرى التي يمكن أن تبني الثقة» بين الطرفين. وأضاف: «لدينا عدد من المبادرات التي نودّ أن ندرسها لدى بدء عملية نزع السلاح النووي في كوريا الشمالية».
وتأتي تعليقات بيغون غداة إعلان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أن الولايات المتحدة تأمل بعقد قمة ثانية بين الرئيس ترمب والزعيم كيم «بعد رأس السنة».
ورفض المبعوث الأميركي تقديم تفاصيل عن هذه المبادرات، لكنه قال في وقت سابق: إن واشنطن ستكون أكثر تساهلاً في فرض حظر شامل على السفر في الحالات التي يتوجه فيها أميركيون إلى كوريا الشمالية لتقديم مساعدات إنسانية.
وترفض إدارة ترمب بشكل عام السماح لمنظمات الإغاثة الأميركية بالعمل في كوريا الشمالية؛ سعياً إلى زيادة الضغط على نظام كيم وضمان سلامة المواطنين الأميركيين.
وزار بيغون سيول لتنسيق السياسات بخصوص كوريا الشمالية مع نظيره الكوري الجنوبي لي دو - هون، على أن يشمل ذلك مراسم رمزية الأسبوع المقبل لإعادة ربط وتحديث الطرق والسكك الحديدية العابرة للحدود في شبه الجزيرة الكورية.
وقال المسؤول الكوري الجنوبي لي: إنه تمت الموافقة على أن يتم الاحتفال كما هو مقرر؛ إذ تسعى سيول إلى تجنب أي جدل حول خرق العقوبات ضد بيونغ يانغ.
في المقابل، كرّرت الدبلوماسية الأميركية هذا الأسبوع، أن العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية لن تُرفع ما دامت الأخيرة لم تتخل عن ترسانتها النووية. ويلتقي بيغون مسؤولين كوريين جنوبيين في سيول.
ولم يعقد منذ تعيينه نهاية أغسطس (آب) أي لقاء ثنائي مع مسؤول كوري شمالي، باستثناء مرافقته وزير الخارجية في زياراته.



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.