المفوضية الأوروبية: 3850 شركة انضمت إلى اتفاق «درع الخصوصية»

TT

المفوضية الأوروبية: 3850 شركة انضمت إلى اتفاق «درع الخصوصية»

نشرت المفوضية الأوروبية في بروكسل تقريرها بشأن المراجعة السنوية الثانية لأداء كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية، بشأن اتفاق «درع الخصوصية»، الذي ينظم نقل البيانات الشخصية من أوروبا إلى الشركات الأميركية لأغراض تجارية، ويوفر وضوحاً قانونياً للشركات التي تعتمد على نقل البيانات بين الجانبين.
وقال بيان لمفوضية بروكسل إن المفوضية تتوقع من الولايات المتحدة أن ترشح محققا ليتولى منصب «أمين المظالم الدائم» بحلول نهاية فبراير (شباط) المقبل. وهذا المنصب آلية مهمة تضمن معالجة الشكاوى المتعلقة بالوصول إلى البيانات الشخصية من قبل السلطات الأميركية.
وقال المفوض الأوروبي للسوق الرقمية الموحدة انسيب آندروس: «أظهر تقرير المراجعة السنوية الثاني أن اتفاق (درع الخصوصية) بشكل عام ناجح، وأصبح يضم الآن 3850 شركة من بينها شركات كبيرة مثل (غوغل) و(مايكروسوفت) وغيرهما، إلى جانب الشركات الصغيرة والمتوسطة، ويوفر ذلك أرضية لتحسين مستمر وتقوية لطريقة عمل (درع الخصوصية)».
وقالت مفوضة شؤون العدل والمواطنة فيرا جيروفا إن واشنطن وبروكسل تواجهان تحديات مشتركة متزايدة عندما يتعلق الأمر بحماية البيانات الشخصية. وأشارت إلى ضرورة أن يسفر الحوار المستمر بين الجانبين على المدى الطويل عن تقارب الأنظمة وتطبيق قوي ومستقل، وأيضا العمل بشكل أسرع في تعيين «أمين الظالم».
وأشار بيان بروكسل إلى التحسينات التي جرى إدخالها على «درع الخصوصية» من جانب واشنطن، ومنها تعزيز وزارة التجارة عملية التنسيق وإشرافها الاستباقي وفقا لتوصيات تقرير العام الماضي. كما أنشأت وزارة التجارة آليات عدة مثل «نظام الشبكات» الذي يختار بشكل عشوائي الشركات للتحقق من أنها تتوافق مع مبادئ «درع الخصوصية»، وجرى فحص 100 شركة، وكان هناك 21 منها لديها قضايا جرى حلها.
كما وضعت وزارة التجارة نظاما لتحديد الادعاءات الكاذبة التي تمنع الشركات من المطالبة بامتثالها لـ«درع الخصوصية». وفيما يتعلق بالوصول إلى البيانات الشخصية من قبل السلطات العامة الأميركية لأغراض الأمن القومي، جرى تعيين أعضاء جدد في مجلس الرقابة على الخصوصية والحريات المدنية، كما أخذت المراجعة السنوية الثانية في الاعتبار التطورات ذات الصلة بالنظام القانوني الأميركي في مجال الخصوصية.
وقد بدأ العمل باتفاق «درع الخصوصية» مطلع أغسطس (آب) 2016، الذي يحمي البيانات الشخصية المنقولة من الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة لأغراض تجارية. ووجهت المفوضية الأوروبية في بروكسل، في أغسطس الماضي، رسالة إلى الإدارة الأميركية تطالبها بإجراء التغييرات الضرورية لدعم استمرار تطبيق «درع الخصوصية».



«الفيدرالي» على وشك خفض الفائدة مجدداً يوم الأربعاء

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
TT

«الفيدرالي» على وشك خفض الفائدة مجدداً يوم الأربعاء

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)

من المتوقع على نطاق واسع أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي تكاليف الاقتراض خلال اجتماعه، يوم الأربعاء المقبل، مع احتمال أن يسلط المسؤولون الضوء على كيفية تأثير البيانات الاقتصادية الأخيرة على قراراتهم بشأن أسعار الفائدة في العام المقبل.

وتضع الأسواق المالية في الحسبان احتمالات بنسبة 97 في المائة أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية بمقدار ربع نقطة مئوية، ليصبح النطاق بين 4.25 في المائة و4.5 في المائة، وفقاً لأداة «فيد ووتش».

ومع ذلك، تضاءل مبرر بنك الاحتياطي الفيدرالي لخفض الفائدة مؤخراً بعد التقارير التي تشير إلى أن التضخم لا يزال مرتفعاً بشكل مستمر مقارنةً بالهدف السنوي لـ«الفيدرالي» البالغ 2 في المائة، في حين أن سوق العمل لا تزال قوية نسبياً. وكان البنك قد خفض أسعار الفائدة في سبتمبر (أيلول) ونوفمبر (تشرين الثاني) بعد أن أبقاها عند أعلى مستوى في عقدين طوال أكثر من عام، في محاولة للحد من التضخم المرتفع بعد الوباء.

ويؤثر سعر الأموال الفيدرالية بشكل مباشر على أسعار الفائدة المرتبطة ببطاقات الائتمان، وقروض السيارات، وقروض الأعمال. ومن المتوقع أن تكون أسعار الفائدة المرتفعة في الوقت الحالي عقبة أمام النشاط الاقتصادي، من خلال تقليص الاقتراض، مما يؤدي إلى تباطؤ الاقتصاد لتخفيف الضغوط التضخمية والحفاظ على الاستقرار المالي.

لكن مهمة بنك الاحتياطي الفيدرالي لا تقتصر فقط على مكافحة التضخم، بل تشمل أيضاً الحد من البطالة الشديدة. وفي وقت سابق من هذا الخريف، أدى تباطؤ سوق العمل إلى زيادة قلق مسؤولي البنك بشأن هذا الجزء من مهمتهم المزدوجة، مما دفعهم إلى خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في سبتمبر. ورغم ذلك، تباطأ التوظيف، فيما تجنب أصحاب العمل تسريح العمال على نطاق واسع.

توقعات الخبراء بتخفيضات أقل في 2025

تدور الأسئلة المفتوحة في اجتماع الأربعاء حول كيفية موازنة بنك الاحتياطي الفيدرالي بين أولويتيه في مكافحة التضخم والحفاظ على سوق العمل، وكذلك ما سيقوله رئيس البنك جيروم باول، عن التوقعات المستقبلية في المؤتمر الصحفي الذي سيعقب الاجتماع. وبينما تبدو التحركات المتعلقة بأسعار الفائدة في الأسبوع المقبل شبه مؤكدة، فإن التخفيضات المستقبلية لا تزال غير واضحة.

وعندما قدم صناع السياسات في بنك الاحتياطي الفيدرالي آخر توقعاتهم الاقتصادية في سبتمبر، توقعوا خفض المعدل إلى نطاق يتراوح بين 3.25 في المائة و4.5 في المائة بحلول نهاية عام 2025، أي بتقليص بنسبة نقطة مئوية كاملة عن المستوى المتوقع في نهاية هذا العام.

وتوقع خبراء الاقتصاد في «ويلز فارغو» أن التوقعات الجديدة ستُظهر ثلاثة تخفيضات ربع نقطة فقط في عام 2025 بدلاً من أربعة، في حين توقع خبراء «دويتشه بنك» أن البنك سيُبقي على أسعار الفائدة ثابتة دون خفضها لمدة عام على الأقل. فيما تتوقع شركة «موديز أناليتيكس» خفض أسعار الفائدة مرتين في العام المقبل.

التغيير الرئاسي وتأثير التعريفات الجمركية

يشكّل التغيير في الإدارة الرئاسية تحدياً كبيراً في التنبؤ بمستقبل الاقتصاد، حيث يعتمد مسار التضخم والنمو الاقتصادي بشكل كبير على السياسات الاقتصادية للرئيس المقبل دونالد ترمب، خصوصاً فيما يتعلق بالتعريفات الجمركية الثقيلة التي تعهَّد بفرضها على الشركاء التجاريين للولايات المتحدة في أول يوم من رئاسته.

وتختلف توقعات خبراء الاقتصاد بشأن شدة تأثير هذه التعريفات، سواء كانت مجرد تكتيك تفاوضي أم ستؤدي إلى تأثيرات اقتصادية كبيرة. ويعتقد عديد من الخبراء أن التضخم قد يرتفع نتيجة لنقل التجار تكلفة التعريفات إلى المستهلكين.

من جهة أخرى، قد تتسبب التعريفات الجمركية في إضعاف الشركات الأميركية والنمو الاقتصادي، مما قد يضطر بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة لدعم الشركات والحفاظ على سوق العمل. كما يواجه البنك تحدياً في فصل تأثيرات التعريفات الجمركية عن العوامل الأخرى التي تؤثر في التوظيف والتضخم.

وتزداد هذه القضايا غير المحسومة وتزيد من تعقيد حسابات بنك الاحتياطي الفيدرالي، مما قد يدفعه إلى اتباع نهج أكثر حذراً بشأن تخفيضات أسعار الفائدة في المستقبل. كما أشار مات كوليار من «موديز أناليتيكس» إلى أن التغيرات المحتملة في السياسة التجارية والمحلية تحت إدارة ترمب قد تضيف طبقة إضافية من عدم اليقين، مما يدعم الحاجة إلى نهج الانتظار والترقب من لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية.