أكثر من 1600 قتيل في العراق خلال يوليو الماضي

عشرات الضحايا في انفجارات ببغداد وضواحيها أمس

عراقيون من مدينة الصدر (شرق بغداد) يعاينون الأضرار الناجمة عن انفجار سيارة ملغومة في أحد أحيائهم وأدت لمقتل 17 شخصا أمس (إ.ب.أ)
عراقيون من مدينة الصدر (شرق بغداد) يعاينون الأضرار الناجمة عن انفجار سيارة ملغومة في أحد أحيائهم وأدت لمقتل 17 شخصا أمس (إ.ب.أ)
TT

أكثر من 1600 قتيل في العراق خلال يوليو الماضي

عراقيون من مدينة الصدر (شرق بغداد) يعاينون الأضرار الناجمة عن انفجار سيارة ملغومة في أحد أحيائهم وأدت لمقتل 17 شخصا أمس (إ.ب.أ)
عراقيون من مدينة الصدر (شرق بغداد) يعاينون الأضرار الناجمة عن انفجار سيارة ملغومة في أحد أحيائهم وأدت لمقتل 17 شخصا أمس (إ.ب.أ)

قتل 1669 شخصا، وأصيب أكثر من 2100 بجروح، في هجمات «إرهابية» وأعمال عنف خلال شهر يوليو (تموز) الماضي، في العراق، حيث تتواصل هجمات شرسة تنفذها تنظيمات جهادية، وفقا لمصادر رسمية عراقية، أمس.
وقالت حصيلة لوزارات الصحة والداخلية والدفاع تلقتها وكالة الصحافة الفرنسية: «قتل 1669 شخصا هم 1400 ومدني واحد و185 عسكريا و83 شرطيا في هجمات وقعت في عموم البلاد خلال شهر يوليو» الماضي. كما أصيب 2104 أشخاص هم 1705 مدنيين و246 عسكريا و153 شرطيا، خلال الشهر الماضي، وفقا للحصيلة. وأشارت الحصيلة إلى مقتل 409 «إرهابيين» واعتقال 722 آخرين، خلال الفترة ذاتها.
بدورها، أعلنت بعثة الأمم المتحدة لدى العراق، في بيان أمس عن مقتل 1737 عراقيا وإصابة 1978 جراء هجمات «إرهابية» وأعمال عنف خلال الشهر الماضي. ونبه البيان إلى أن محافظة بغداد كانت الأكثر خطورة، حيث قتل وجرح 1035 شخصا خلال الفترة ذاتها.
كما شهدت محافظات صلاح الدين وكركوك (شمال) وديالى (شمال شرقي بغداد) وبابل (جنوب) هجمات أدت إلى مقتل وإصابة عدد كبير من الضحايا، وفقا للبيان.
وتشير الإحصائيات إلى تواصل ارتفاع معدلات الضحايا مقارنة بشهر يونيو (حزيران) الماضي، عندما قتل 1922 شخصا وفقا لمصادر رسمية عراقية.
وقتل 33 شخصا، بينهم 17 عسكريا، وأصيب آخرون بجروح خلال اشتباكات قُتل خلالها كذلك 23 مسلحا، وأعمال عنف متفرقة، أمس، حسبما أفادت به مصادر أمنية وطبية عسكرية لوكالة الصحافة الفرنسية. وقال ضابط برتبة ملازم أول في الجيش: «قتل 17 جنديا وأصيب ثلاثة بجروح في اشتباكات وقعت صباح اليوم (أمس)، بين قوات من الجيش ومسلحين في ناحية جرف الصخر (60 كلم جنوب بغداد)». كما قتل 23 مسلحا خلال الاشتباكات ذاتها، وفقا للمصدر. وأكد مصدر طبي وضابط برتبة نقيب في الجيش حصيلة الضحايا.
وأوضح الشيخ محمد الجانبي أحد زعماء عشائر الجنابات التي تسكن الناحية، لوكالة الصحافة الفرنسية، وقوع اشتباكات شرسة بين قوات الجيش والمسلحين استمرت نحو ساعتين في منطقة جرف الصخر.
وقتل 17 شخصا على الأقل بينهم أربع نساء وطفل وأصيب 12 آخرون بجروح في قصف استهدف، الاثنين الماضي، تجمعات لمسلحين من تنظيم الدولة الإسلامية.
وتشهد جرف الصخر ذات الغالبية السنية وإحدى المناطق التي عرفت بـ«مثلث الموت» الواقعة إلى الجنوب من بغداد، أعمال عنف واشتباكات شبه يومية بين قوات الأمن وجماعات مسلحة.
وفي بغداد، قُتل 16 شخصا وأصيب آخرون بجروح في هجمات بينها انفجار سيارة مفخخة. وقال ضابط برتبة عقيد في الشرطة إن «تسعة أشخاص قتلوا وأصيب 21 آخرون بجروح في انفجار سيارة مفخخة كانت مركونة في شارع تجاري في مدينة الصدر» ذات الغالبية الشيعية، في شرق بغداد.
وفي ساحة الخلاني، وسط بغداد، قتل خمسة أشخاص وأصيب 16 بجروح إثر انفجار متزامن لثلاث عبوات ناسفة، وفقا للمصدر. ووقع الانفجار في وقت كان المصلون يتوجهون إلى جامع الخلاني الشيعي.
وتزامنت الهجمات مع اقتراب موعد أداء صلاة الجمعة حيث يتجمع في الحي مئات المصلين من أنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر.
وفي المدائن (25 كلم جنوب بغداد) قتل اثنان من المارة وأصيب سبعة، بينهم ثلاث نساء، بجروح، جراء انفجار عبوة ناسفة قرب سوق شعبية، وفقا لمصادر أمنية وطبية.
وتتعرض مناطق متفرقة من العراق إلى أعمال عنف وهجمات شبه يومية زادت معدلاتها مع تصاعد هجمات تنظيم الدولة الإسلامية، الذي بات يسيطر على مدن مهمة، بينها الموصل وتكريت ومناطق واسعة في محافظات متفرقة شمال وغرب ووسط البلاد.
ويشهد العراق أعمال عنف وهجمات متواصلة خصوصا منذ بدء هجمات «داعش»، التي تسيطر على مدن مهمة بينها الموصل وتكريت إضافة إلى مناطق واسعة في محافظات متفرقة شمال وغرب ووسط البلاد.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.