البيشمركة تعلن مقتل 50 من عناصر «داعش» في معركة قرب الموصل

المسلحون حاولوا السيطرة على أنابيب ضخ النفط في نينوى

البيشمركة تعلن مقتل 50 من عناصر «داعش» في معركة قرب الموصل
TT

البيشمركة تعلن مقتل 50 من عناصر «داعش» في معركة قرب الموصل

البيشمركة تعلن مقتل 50 من عناصر «داعش» في معركة قرب الموصل

اندلعت، أمس، معارك ضارية بين قوات البيشمركة ومسلحي «داعش» في ناحية زمار التابعة لمحافظة نينوى، ومنطقة عين زالة، وأكد مصدر في قوات البيشمركة أن قواته سيطرت على جميع أرجاء زمار، واستطاعت أن تطرد «داعش» منها. وذكر المصدر مقتل وإصابة ثمانية من عناصر البيشمركة، وبين أن قواته قتلت وأسرت العشرات من مسلحي «داعش» خلال المعارك بين الطرفين.
وقال العقيد أديب تروانشي أحد القادة الميدانيين في محور غرب دجلة ومسؤول إعلام اللواء الأول زيرفاني التابع لقوات البيشمركة في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «مسلحي (داعش) شنوا، في وقت متأخر من منتصف ليلة أول من أمس، هجوما على نقاط شرطة حماية المنشآت النفطية التابع لوزارة النفط العراقية في ناحية زمار، بهدف السيطرة على أنبوب النفط في منطقة عين زالة، وبعد انسحاب عناصر حماية المنشآت النفطية من المنطقة، سيطر مسلحو (داعش) عليها بالكامل، لذا تدخلت قوات البيشمركة لاسترجاع هذه المناطق فورا، وتمكنت من استردادها بعد معارك عنيفة».
وتابع تروانشي: «هاجمت قوات البيشمركة من خلال اللواء الثامن وقيادة قوات دهوك وقوات سفين وقوات الزيرفاني مسلحي (داعش) من ثلاثة محاور، وطردتهم من قرى بردي وأحمد اغا التابعة لزمار».
وأضاف تروانشي قائلا إن «مسلحي (داعش) لاذوا بالفرار نحو الموصل تاركين وراءهم أكثر من 50 قتيلا، من بينهم عدد من قياداتهم وأمرائهم الذين ما زالت جثثهم موجودة على أرض المعركة، مع تركهم لعدد كبير من الآليات»، مضيفا: «أسرنا خلال المعركة أكثر من 35 مسلحا من (داعش)، بما في ذلك عدد من مسؤولي التنظيم»، مبينا، في الوقت نفسه، مقتل خمسة من عناصر البيشمركة وإصابة ثلاثة آخرين بجروح خلال المعارك.
وأوضح العقيد تروانشي أن «قوات البيشمركة تحاصر حاليا عددا من مسلحي (داعش) الذين اختبأوا في منطقة مأهولة بالسكان، لذا لم تقم البيشمركة بالقضاء عليهم فورا، خوفا من تعرض الأهالي للخطر»، وأكد أن المعارك ما زالت مستمرة، وأن قواته ستقضي على فلول «داعش» خلال الساعات القليلة المقبلة.
وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط»، إن مسلحي «داعش» استخدموا في هجومهم الآليات والأسلحة التي استولوا عليها من الجيش العراقي، بعد سيطرتهم على الموصل في العاشر من يونيو (حزيران) الماضي، وأضافوا أن التنظيم فجر، خلال معاركه مع قوات البيشمركة، أمس، جسرا يربط ناحية زمار بقضاء تلعفر.
بدوره، قال سعيد مموزيني مسؤول إعلام الفرع الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه رئيس الإقليم مسعود بارزاني، في محافظة نينوى، إن «(داعش) تسعى للسيطرة على مصادر النفط في المحافظة، إذ هاجموا أمس مواقع شرطة حماية المنشآت النفطية التابع للحكومة الاتحادية في زمار للسيطرة على أنبوب النفط الذي يمر من منطقة عين زالة، إلا أن قوات البيشمركة الموجودة في محور غرب دجلة تصدت لهم، واستطاعت أن تطردهم من هذه المناطق نهائيا».
وأضاف مموزيني أن «(داعش) تعاني من أزمة كبيرة داخل الموصل، حيث اندلعت معارك ومواجهات بين مسلحيها ومسلحي ثوار الموصل في حي 17 تموز، وسط المدينة، أدت إلى مقتل كثير من مسلحيها، لترتفع حصيلة القتلى في صفوف (داعش) خلال شهر يوليو الماضي إلى 408 مسلحين قتلوا في حوادث مختلفة داخل الموصل».
وكشف مموزيني أن «داعش» مستمرة في اعتداءاتها على الموصليين، مبينا أن التنظيم المتطرف خطف، أول من أمس، 14 امرأة من أكراد الشبك في حي الجزائر في مدينة الموصل، وأن مصيرهن ما زال مجهولا لحد الآن.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.