محاكمة أميركي قتل {طالبانيا}ً أعزل

وسط إجراءات سرية ومعقدة

غولشتاين يتسلم وسام الشجاعة بعد معركة في أفغانستان («الشرق الأوسط»)
غولشتاين يتسلم وسام الشجاعة بعد معركة في أفغانستان («الشرق الأوسط»)
TT

محاكمة أميركي قتل {طالبانيا}ً أعزل

غولشتاين يتسلم وسام الشجاعة بعد معركة في أفغانستان («الشرق الأوسط»)
غولشتاين يتسلم وسام الشجاعة بعد معركة في أفغانستان («الشرق الأوسط»)

لأول مرة، اتهمت رسمياً محكمة عسكرية في القاعدة البحرية الأميركية في سان دييغو (ولاية كاليفورنيا)، وسط إجراءات سرية، جندياً أميركياً بقتل مقاتل طالباني أعزل.
وقالت وكالة «أسوشيتدبرس»، في سبتمبر (أيلول) الماضي، إن واحداً من جنود الكوماندوز التابعين لفرقة «سيل» التابعة للقوات البحرية يظل معتقلاً في سجن عسكري بينما يحقق معه. وفي ذلك الوقت، رفض البنتاغون تأكيد الخبر، وقالت صحيفة «نيفي تايمز» (أخبار البحرية الأميركية) إن المعتقل، الذي لم تنشر اسمه، موجود في سجن قوات المارينز في سان دييغو. ورغم أنه لم يُتهم بجريمة «يعتبر هذا الحبس مسموحاً به في نظام القضاء العسكري».
ونشرت صحيفة «واشنطن بوست»، أمس الجمعة، اسم الجندي (ماثيو غولشتاين)، وقالت إن المحكمة العسكرية اتهمته رسمياً بقتل الطالباني، ووصفته الصحيفة بأنه «كان بطلاً في حرب أفغانستان».
وقال فيليب ستاكهاوس، محامي الجندي، إن الخطوة التالية، في إجراءات عسكرية قانونية معقدة، ستكون إعلان بداية محاكمة الجندي.
وقال الليفتنانت كولونيل لورين بايمر، المتحدث باسم قيادة العمليات الخاصة، إن القاضي العسكري قرأ بيان الاتهام الرسمي داخل المحكمة بوجود الجندي، وأضاف أن القاضي لم يحدد موعد الجلسة التالية.
وقالت «واشنطن بوست»: «يأتي (الاتهام) وسط سلسلة من الحالات الأخرى التي يتهم فيها جنود سابقين في كوماندوز العمليات الخاصة بتنفيذ جرائم خطيرة. وأيضاً، تحقق قوات البحرية الأميركية في اتهامات قتل مقاتل مع تنظيم داعش كان غير مسلح. وأيضاً، التحقيق مع اثنين من قوات «سيل» (كوماندوز البحرية الأميركية) لأفعالهما في العراق. وأيضاً، التحقيق مع اثنين من مشاة البحرية الذين وجهت إليهما تهمة قتل جندي أميركي كان زميلهما في مالي (خلال عملية عسكرية ضد إرهابيين هناك)».
وفي عام 2006، تخرج غولشتاين من الأكاديمية العسكرية الأميركية في ويست بوينت (ولاية نيويورك). وفي عام 2010، قاد فريقاً من مجموعة القوات الخاصة في معركة مارجا، في أفغانستان، ضد مقاتلي «طالبان»، ونال نجمة فضية لشجاعته.
وحسب الوثائق التي تحصلت عليها «واشنطن بوست» في عام 2010، قتل رجال «طالبان» اثنين من زملاء الجندي غولشتاين في معركة حامية ضد مقاتلي «طالبان».



إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.