بري: الدولة «أبدى» من النظام.. لكننا لا نحافظ على الاثنين

حذر من أطماع إسرائيل في النفط اللبناني.. ومن «الغلواء المفتعل» بين السنة والشيعة

نبيه بري
نبيه بري
TT

بري: الدولة «أبدى» من النظام.. لكننا لا نحافظ على الاثنين

نبيه بري
نبيه بري

قال رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري «إننا أمام استحقاقين أساسيين، تأليف الحكومة وانتخاب الرئيس، ولا نريد لأي منهما أن يؤثر سلبا على الآخر». وأسف بري، خلال استقباله وفدا من نقابة الصحافة أمس، لـ«عدم حصول تجاوب حتى الآن مع اقتراحه بتشكيل الحكومة على أساس (9-9-6)»، في إشارة إلى صيغة تقضي بمنح كل من فريقي «8 آذار» و«14 آذار»، تسعة مقاعد، على أن ينال الفريق الوسطي الممثل بالرئيس اللبناني ميشال سليمان والرئيس المكلف تمام سلام والنائب وليد جنبلاط.
وشدد على أن «الغاية الأساسية من اقتراحه هي المشاركة والتفاهم». وشدد على «ضرورة تكاتف الجهود من أجل تشكيل الحكومة الجديدة»، مكررا أنه «لن يتكلم بموضوع انتخابات الرئاسة قبل 25 مارس (آذار) المقبل».
وجدد بري التأكيد أن «هناك قرارا لدى الشعب اللبناني وكل المسؤولين والقيادات اللبنانية بعدم العودة إلى الحرب الأهلية»، محذرا في الوقت نفسه من «الشرخ السياسي العمودي الحاصل، ولا سيما في حال حصول حادث جلل لا سمح الله في البلاد».
وأعرب بري عن اعتقاده أنه «ليس هناك دور مستقل سني أو شيعي أو مسيحي في لبنان، بل هناك دور وطني لبناني، والمطلوب أن نلعب جميعا دورنا في حفظ الوطن وديمومته»، مشيرا إلى أن «حفظ الدولة أبدى من حفظ النظام، ولكن للأسف نحن اليوم لا نحافظ لا على النظام ولا على الدولة».
وفي الشأن الإقليمي، استشهد بري بقول للكاتب المصري والمحلل السياسي محمد حسنين هيكل، حيث قال إن «الوضع الإقليمي والدولي أمام المصير»، مضيفا إلى ذلك أن «الوضع اللبناني أيضا أمام المصير». وحذر من أن «الغلواء المفتعل بين السنة والشيعة يعيد للذاكرة قولا للمرجع الإسلامي السيد محسن الأمين مفاده (سيستمر الجدل والتقاتل بين السنة والشيعة حتى يصبح المفوض السامي الفرنسي خليفتهم)». وقال إن ذلك «كان في زمن الانتداب، واليوم إسرائيل هي الرابحة».
وشدد رئيس البرلمان اللبناني على أن «الوجود المسيحي في المنطقة العربية متجذر في التاريخ»، عادا «الحفاظ على المسيحيين في المنطقة ليس مسؤوليتهم فحسب بل هي مسؤوليتنا جميعا مسلمين ومسيحيين».
وفي ملف النفط والغاز، حذر بري من أن «إسرائيل تسعى إلى مزارع شبعا في البحر أيضا من خلال محاولتها الاعتداء على ثروتنا النفطية في المياه اللبنانية»، مشيرا إلى أن «هناك إجماعا لبنانيا على مستوى المسؤولين والقيادات بالدفاع والتمسك بحقنا كاملا».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.