كتلة الصدر تدعو إلى حوار مع أنصار العامري لحل أزمة حقيبة الداخلية

احتجاجات البصرة تهدد بالاتساع مع رفض ترشيح الفياض للمنصب

مؤتمر صحافي لأحد أعضاء كتلة {سائرون} التابعة للزعيم الشيعي مقتدى الصدر في أكتوبر الماضي (إ.ب.أ)
مؤتمر صحافي لأحد أعضاء كتلة {سائرون} التابعة للزعيم الشيعي مقتدى الصدر في أكتوبر الماضي (إ.ب.أ)
TT

كتلة الصدر تدعو إلى حوار مع أنصار العامري لحل أزمة حقيبة الداخلية

مؤتمر صحافي لأحد أعضاء كتلة {سائرون} التابعة للزعيم الشيعي مقتدى الصدر في أكتوبر الماضي (إ.ب.أ)
مؤتمر صحافي لأحد أعضاء كتلة {سائرون} التابعة للزعيم الشيعي مقتدى الصدر في أكتوبر الماضي (إ.ب.أ)

دعت كتلة الإصلاح والإعمار البرلمانية، التي يتقدم رموزها السياسية زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، إلى إجراء حوار متكافئ مع كتلة البناء التي يتزعمها هادي العامري، بهدف الوصول إلى حل وسط، تفادياً لفوضى يمكن أن تضرب البلاد وسط استمرار الاحتجاجات في البصرة جنوبي العراق.
وقالت الكتلة في بيان لها، إثر اجتماع لقياداتها مساء أول من أمس الأربعاء، إنه «جرى التأكيد على ضرورة استكمال الكابينة الحكومية، وتقديم وزراء أكفاء، والالتزام بالسياقاتِ الدستورية والديمقراطية». وأورد البيان الذي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه أن «المجتمعين قرروا بلورة موقف موحد من تحالف الإصلاح والإعمار، لحوارٍ وطني مع تحالف البناء والكتل الكردستانية، والتحرك على الكتل السياسية والنواب، لإقناعهم بضرورة العودة إلى السياقات الدستورية والقانونية في تمرير القضايا العالقة».
وأوضح البيان أن «تحالف الإصلاح يرى أهمية الوقت المناسب لتقييم عمل الحكومة الحالية، ومدى التزامها بالبرنامج الحكومي، وتقديم الخدمات وتنفيذ البرامج التنموية المنتظرة»، مبيّناً أنه جرى «التأكيد على تمثيل المكون التركماني والمكون الإيزيدي، وباقي المكونات العراقية، تمثيلاً عادلاً في الحكومة، بما يتناسب مع مكانة هذه المكونات ودورها المجتمعي».
وتأتي مبادرة الإصلاح هذه في وقت بدأ فيه تحالف البناء المنافس، جمع أصوات من أجل تمرير مرشحه لمنصب وزير الداخلية، فالح الفياض. وأبلغ «الشرق الأوسط» مصدر مطلع من داخل كتلة البناء، طالباً عدم الإشارة إلى اسمه، أن «الأزمة التي حصلت بسبب فالح الفياض مفتعلة، ولا تمس حقيقة التوافق الذي حصل بين (الفتح) و(سائرون)، ذلك أن (البناء) لم يعلن أنه يريد فرض مرشحه للمنصب؛ بل كل ما طلبه هو أن يتم التصويت عليه داخل البرلمان، مثلما حصل في انتخاب رئيسي الجمهورية والبرلمان، طالما يوجد خلاف بين كتلتين أو داخل المكون نفسه». وأشار المصدر إلى أن «الخلاف بشأن رئيس الجمهورية برهم صالح ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي، كان داخل المكون الكردي والمكون السني، ومع ذلك ذهبوا إلى الفضاء الوطني، وما يريده (البناء) لا يتعدى ذلك، ففي حال حصل الفياض على الأغلبية فإنه يمضي، وفي حال لم يحصل سيكون رئيس الوزراء مضطراً لاختيار بديل عنه».
وبشأن ما يقال عن تحشيد لأجل إكمال النصاب خلال جلسة الأسبوع المقبل، قال المصدر إن «هذا حق طبيعي لأي كتلة، ومن حق الإخوة في (الإصلاح) ممارسة تحشيد متقابل، بحيث نحتكم إلى قواعد العمل الديمقراطي دون فرض إرادة من طرف ضد الطرف الآخر».
إلى ذلك، أكدت ندى شاكر جودت، عضو البرلمان العراقي عن تحالف الإصلاح والإعمار، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «تحالف الإصلاح ناقش الأزمة السياسية بكل جوانبها، ونبه إلى المخاطر التي يمكن أن تواجهها البلاد في حال الإصرار على تمرير الأسماء المرفوضة»، مبينة أن «من الخطأ تصور أن الإصلاح يرفض مرشح الداخلية فالح الفياض فقط، أو يرفضه لشخصه؛ بل إنه يطالب بإخضاع جميع الأسماء إلى المعايير التي كان تم الاتفاق عليها من قبل، والتي تنطبق عليه وعلى آخرين، وبالتالي فإننا لا يمكن أن نقبل تمرير أسماء مرفوضة أو لا تنطبق عليها المعايير».
وقالت جودت، إن «كل ما نريده من رئيس الوزراء عادل عبد المهدي أن يتحرر من ضغوط الكتل، ويرشح هو أسماء مستقلة وليست حزبية أو مؤدلجة، بالإضافة إلى الاستناد إلى القرار الوطني العراقي دون إملاءات من الخارج».
في السياق نفسه، أكد النائب السابق في البرلمان العراقي ورئيس حزب التصحيح، كامل الدليمي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «المؤشرات كلها تدل على أن العملية السياسية في العراق باتت مرشحة لأن يضربها تسونامي سياسي لا يترك خلفه شيئاً، بسبب تكرار الفشل، ودون تحقيق أي تقدم في أي من الملفات المطروحة». وأضاف الدليمي أن «رئيس الوزراء عادل عبد المهدي لم يكن في الواقع بحجم المسؤولية والثقة التي منحت له».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».