«أخيرا فُرِجت، وسيعود العجل (السيارات) للعمل»، هكذا استقبل السائق السيناوي، سعد سويلم، إعلان محافظة شمال سيناء إعادة تشغيل مصنع لإنتاج الملح في منطقة سبيكة غرب العريش، خلال أيام، خصوصا أن سويلم هو واحد بين عشرات العاملين في أسطول ناقلات خام الملح من المحاجر إلى المصنع الذي كان توقف قبل عام تقريباً بعد تهديدات إرهابية باستهدافه.
سويلم تحدث إلى «الشرق الأوسط» بينما كان يفحص أجزاء من الناقلة التي يعمل عليها، مع العلم أنه كان وغيره من السائقين يخشون السير على طريق العريش الساحلي، بعد «تلقي منشورات تحمل توقيع تنظيم داعش في يناير (كانون الثاني) الماضي، وتضمنت تهديداً لنا بالقتل في حال استمرار عملنا بنقل الملح من مناطق الملاحات حتى ميناء العريش للتصدير».
وأوضح سويلم أنه في أعقاب التهديدات «الإرهابية» تحوّلت المنطقة إلى موقع للعمليات الأمنية حولت مواقع الإنتاج لميدان عمليات يصعب السير فيه، وكذلك جرى إغلاق كل مواقع الإنتاج وإحاطتها بحراسات أمنية. والمعروف أن قوات الجيش والشرطة المصرية تشن عملية موسعة في عدة محافظات، وترتكز بمناطق شمال ووسط سيناء، منذ فبراير (شباط) الماضي، لتطهير المنطقة من متشددين موالين لـ«داعش»، وتُعرف العملية باسم «عملية المجابهة الشاملة سيناء 2018»، وتراجعت على نحو واضح معدلات «العمليات الإرهابية» في أعقاب تحركات الأجهزة الأمنية المصرية الأخيرة.
وبحسب بيانات رسمية للمحافظة، فإن إنتاج شمال سيناء من الملاحات يصل لنحو 2.5 مليون طن سنويا، ويعد أهم مجالاتها الاستثمارية، إذ يجري تصدير خام الملح من سيناء عن طريق ميناء العريش لكل من أوكرانيا، وسلوفينيا، وإسبانيا، فضلاً عن السوق المحلية في مصر.
وأول من أمس، أعلن محافظ شمال سيناء اللواء عبد الفضيل شوشة، في بيان صحافي، أنه سيجري إعادة تشغيل ملاحة سبيكة غرب العريش، فيما تم البدء بالإجراءات التنسيقية لاستئناف العمل خلال أيام، على أن يكون ذلك بشكل تدريجي وعلى مراحل حتى الوصول للتشغيل الكامل للملاحة بكامل طاقتها وإنتاج الملح الخام والمصنع، وملح الطعام الفاخر. ووفق البيانات فإن «ملاحة سبيكة هي أكبر وأهم مواقع إنتاج الملح بشمال سيناء، ويصل إنتاجها من الملح سنويا إلى 1.1 مليون طن، وتضم ما يقرب من 400 عامل».
وتحدث أحد العاملين في موقع ملاحة سبيكة إلى «الشرق الأوسط» شريطة إغفال ذكر اسمه لأسباب أمنية، أن «موقع الإنتاج كان يواجه تهديدات من مجموعات إرهابية مستمرة، إذ تعرض في نهاية العام الماضي لاقتحام مسلحين أطلقوا الرصاص على العمال واختطفوا بعضهم، وتركوا منشورات تأمر العمال بالتوقف عن الإنتاج»، وعدّ العامل أن «استئناف نشاط المصنع بمثابة انتصار على الإرهاب».
وقبل أيّام من إعلان تشغيل الملاحة قالت الشركة المنفذة «النصر للملاحات» في بيان لها، إنها تخطط لإنتاج 63 ألف طن من الملاحة بنسبة 53 في المائة فقط من طاقتها الإنتاجية، وأن هناك صعوبة في تصدير الملح من ميناء العريش، كما أن الشركة تنتظر هدوء الأوضاع حتى يصار لطرح مناقصة عالمية لاستغلال المحلول المر من الملاحة.
من جهته قال سلامة الرقيعي، النائب البرلماني عن محافظة شمال سيناء لـ«الشرق الأوسط»، إن «قرار استئناف العمل بالملاحات يأتي ضمن مؤشرات على انفراجة بالأوضاع وعودة الحياة لطبيعتها وانحسار التهديدات الإرهابية،».
ولفت الرقيعي إلى أن «قطاع مشاريع الملاحات يُعد أهم قطاعات سيناء اقتصاديا، ويشكل مصدر دخل للمئات من العمال الذين تأثروا نتيجة توقفها وما لحق بها من خسائر».
ودلل النائب على تحسن الأوضاع وتراجع التهديدات الإرهابية، بتشغيل بحيرة البردويل أمام حركة الصيد وعودة عمل الصيادين، وإعلان الدولة التجهيز لإقامة مدينة جديدة في بئر العبد، فضلا عن أعمال تطوير ميناء العريش البحري على ساحل البحر المتوسط.
تراجع التهديدات الإرهابية يُعيد الحياة لمشاريع متوقفة في شمال سيناء
تراجع التهديدات الإرهابية يُعيد الحياة لمشاريع متوقفة في شمال سيناء
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة