توقيف عشرات المتظاهرين وسقوط 65 جريحاً في باريس

متظاهرون يرتدون سترات صفراء ويضعون أقنعة وسط دخان القنابل المسيلة للدموع في جادة الشانزليزيه الباريسية (أ. ب)
متظاهرون يرتدون سترات صفراء ويضعون أقنعة وسط دخان القنابل المسيلة للدموع في جادة الشانزليزيه الباريسية (أ. ب)
TT

توقيف عشرات المتظاهرين وسقوط 65 جريحاً في باريس

متظاهرون يرتدون سترات صفراء ويضعون أقنعة وسط دخان القنابل المسيلة للدموع في جادة الشانزليزيه الباريسية (أ. ب)
متظاهرون يرتدون سترات صفراء ويضعون أقنعة وسط دخان القنابل المسيلة للدموع في جادة الشانزليزيه الباريسية (أ. ب)
اندلعت مواجهات صاخبة اليوم (السبت) بين مئات "المخرّبين" وقوات الأمن الفرنسية في جادة الشانزيليزيه في قلب باريس، على هامش تظاهرة جديدة لحركة "السترات الصفراء" التي تحتج على زيادة الضرائب وتراجع القدرة الشرائية.
وخيّمت سحابة من الضباب فوق نصب قوس النصر في إحدى أشهر الجادات السياحية في العالم، وسط محاولات قوات الأمن إجبار المتظاهرين على التراجع باستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه.
وفي تغريدة على "تويتر" ندد وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانير بوجود "1500 مخرّب (...) وصلوا لافتعال مشاكل". وأوضح أن عناصر الشرطة الذين انتشر حوالى خمسة آلاف منهم لتجنّب الاشتباكات التي سجّلت خلال تظاهرة سابقة في 24 نوفمبر (تشرين الثاني)، يتصدون لهؤلاء "المشاغبين".
ومع أولى ساعات المساء عدّلت الشرطة رقم الموقوفين نزولاً من 122 إلى 59 شخصا، فيما تحدثت مصادر إعلامية عن إصابة 65 شخصاً بجروح من بينهم 11 شرطياً.
وحاول متظاهرون ملثّمون ومقنّعون تخطي حاجز أقامته قوات الأمن للقيام بإجراءات التفتيش، بحسب الشرطة. ثم دخلوا الشوارع المتاخمة للشانزيليه حيث قلبوا مستوعبات النفايات وأضرموا النار فيها.
ووجد الذين أتوا للاحتجاج سلمياً مرتدين "السترات الصفراء" أنفسهم عالقين وسط المواجهات.
وتواجه إدارة الرئيس إيمانويل ماكرون موجة من الغضب الشعبي بدأت بعد زيادة الرسوم على المحروقات، لكنها اتسعت لتشمل مطالب تتعلق بارتفاع تكاليف المعيشة بشكل عام.
وتحاول الحكومة دون جدوى حتى الآن التحدث مع ممثلين لحركة "السترات الصفراء" التي سميت كذلك لارتداء المحتجين سترات مضيئة يتوجّب على كل سائق سيارة ارتداؤها إذا تعرّض لحادث.
ودعا رئيس الوزراء إدوار فيليب ثمانية "ممثلين" للقائه في مكتبه أمس (الجمعة)، إلا أن اثنين فقط حضرا خرج أحدهما بعد إخباره بأنه لا يستطيع أن يدعو كاميرات التلفزيون لبث اللقاء مباشرة.
وسعى ماكرون قبل أيام لتهدئة الغضب واعدا بإجراء محادثات على مدى ثلاثة أشهر حول الطريقة المثلى لتحويل فرنسا إلى اقتصاد قليل الاستخدام للكربون حمايةً للبيئة من دون أن يدفع الفقراء الثمن. كذلك، تعهد إبطاء معدل الزيادة في الضرائب على الوقود إذا ارتفعت أسعار النفط العالمية بشكل سريع للغاية، لكن فقط بعد إقرار زيادة الضرائب المقررة في يناير (كانون الثاني) المقبل.
غير أن الحركة الاحتجاجية تتواصل بعد خمسة عشر يوما على انطلاقها مدفوعة بتأييد أكثر من ثلثي الفرنسيين وبنجاح عريضة "لخفض أسعار المحروقات" وقّعها أكثر من مليون شخص.
وفي مؤشر إلى الغضب المستمر تظاهر فرنسيون من ذوي الدخل المحدود، الذين غالبا ما يواجهون صعوبات مادية أواخر كل شهر، في مختلف مناطق البلاد. وقد سيطر متظاهرون على مركز تسديد رسم المرور في بيرتوس عند الحدود بين فرنسا وإسبانيا.
ووصل الغضب إلى الجزر الفرنسية في ما وراء البحار، خصوصا في جزيرة "لا ريونيون" في المحيط الهندي التي تشلها حركة الاحتجاج منذ أسبوعين.
وامتدت الحركة الى بلجيكا المجاورة حيث استخدمت قوات مكافحة الشغب خراطيم المياه أمس (الجمعة) لتفريق متظاهري "السترات الصفراء" الذين رشقوا الشرطة بالحجارة وأحرقوا اثنتين من سياراتها في وسط العاصمة بروكسل.


مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.