حكومة الإمارات تدشن جيلاً جديداً من الخدمات للمواطنين

شكلت أكبر فريق عصف ذهني لتصميم المستقبل

الشيخ محمد بن راشد والشيخ محمد بن زايد يطلعان على إحدى الخدمات الحكومية الجديدة (وام)
الشيخ محمد بن راشد والشيخ محمد بن زايد يطلعان على إحدى الخدمات الحكومية الجديدة (وام)
TT

حكومة الإمارات تدشن جيلاً جديداً من الخدمات للمواطنين

الشيخ محمد بن راشد والشيخ محمد بن زايد يطلعان على إحدى الخدمات الحكومية الجديدة (وام)
الشيخ محمد بن راشد والشيخ محمد بن زايد يطلعان على إحدى الخدمات الحكومية الجديدة (وام)

دشنت حكومة الإمارات أمس خدمات تحت الطلب للوصول إلى الأفراد في منازلهم ومقار وجودهم. وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، إن الحكومة أطلقت هذه الخدمة باعتبارها «نموذجا حكوميا جديدا».
وأضاف في تغريدة على «تويتر» على هامش الاجتماعات السنوية لحكومة الإمارات أمس: «أطلقنا خدمات حكومية تحت الطلب تصل للمتعامل أينما كان، وتستخدم التكنولوجيا، وتوظف رواد أعمال حرة لتقديمها، نموذج يحاكي شركة أوبر في سرعة الطلب والوصول للمتعامل أينما كان بسيارات تمثل مراكز خدمة حكومية متنقلة».
وأكد الشيخ محمد بن راشد أهمية تبني أدوات المستقبل في تصميم الخدمات الحكومية، وقال: «نريد لحكومة دولة الإمارات تطوير خدمات متفردة باستخدام الأدوات المبتكرة المستقبلية بما يدفع مسيرة العمل الحكومي، ويسهم في تقديم أفضل الخدمات في العالم».
من جهته، أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن الاجتماعات السنوية أصبحت منصة وطنية فاعلة لرسم ملامح المستقبل وتوحيد الجهود الحكومية الهادفة لاستدامة التطوير، مشيراً إلى أن عرض الأفكار التطويرية الإبداعية من خلال هذه المنصة يسهم في إلهام الجهات وتحفيزها لتؤدي دورا أكبر في مسيرة المستقبل.
ويهدف الجيل الجديد للخدمات الحكومية تحت الطلب، إلى تعزيز تجربة المتعامل وتسهيل حصوله على أفضل الخدمات الخلاقة من خلال تطوير بيئة تقديمها وترسيخ مبادئ الاقتصاد التشاركي، في الوقت الذي عرضت مركبة الخدمات الحكومية المبتكرة «توصيل»، التي تقدم حزمة من الخدمات التي ترتكز على الأفكار التطويرية والتكنولوجيا الحديثة في تعزيز تجارب المتعاملين وتوفير أفضل الخدمات المستقبلية لهم لتصلهم أينما كانوا، بما يدعم توجهات الدولة، وتحقيق أهداف مئوية الإمارات 2071.
إلى ذلك، أصدر الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس البلاد، قانوناً لتأسيس شركة مياه وكهرباء الإمارات، لبدء مرحلة جديدة في إنتاج المياه وتوليد الطاقة، الذي يأتي بناءً على توصيات الاجتماعات السنوية لحكومة الإمارات ببناء شراكات قطاعية فعالة.
وبحسب حساب حكومة الإمارات في موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي، فإن الشركة ستحدث نقلة نوعية في قطاع المياه والطاقة في الدولة، وترفع كفاءة الإنتاج، وذلك بشراكة استراتيجية مع الهيئة الاتحادية للكهرباء والماء.
من جهته، أعلن محمد القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل تشكيل أكبر فريق عصف ذهني في الإمارات يتكون من 500 مسؤول حكومي يعملون معا على تصميم المستقبل لتحقيق رؤية الإمارات، في الوقت الذي استعرض ملامح المرحلة الأولى من مئوية الإمارات 2071 التي تهدف لجعل دولة الإمارات أفضل دولة في العالم بحلول الذكرى المئوية لتأسيسها.
وأكد محمد القرقاوي أن تنفيذ مئوية الإمارات 2071 سيكون على 5 مراحل متعاقبة ستمتد كل منها عشر سنوات، تبدأ بمرحلة «تجهيز جيل المهمّة» التي ترتكز على وضع أسس انطلاقة المئوية لتحقيق أربعة أهداف رئيسية ‏وصولا إلى مرحلة «أفضل دولة في العالم».



الملك سلمان... رؤية ممتدة لـ16 عاماً تتحقق مع افتتاح قطار الرياض

خادم الحرمين الشريفين لدى افتتاح مشروع «قطار الرياض» ومشاهدة فيلم تعريفي عن المشروع (واس)
خادم الحرمين الشريفين لدى افتتاح مشروع «قطار الرياض» ومشاهدة فيلم تعريفي عن المشروع (واس)
TT

الملك سلمان... رؤية ممتدة لـ16 عاماً تتحقق مع افتتاح قطار الرياض

خادم الحرمين الشريفين لدى افتتاح مشروع «قطار الرياض» ومشاهدة فيلم تعريفي عن المشروع (واس)
خادم الحرمين الشريفين لدى افتتاح مشروع «قطار الرياض» ومشاهدة فيلم تعريفي عن المشروع (واس)

في وثيقة تاريخية يعود عمرها إلى 20 أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2009، قدم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، عندما كان رئيساً للهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، رؤية استراتيجية شاملة لتطوير نظام النقل العام في مدينة الرياض.

وعرض الملك سلمان عندما كان أميراً للعاصمة السعودية الرياض، على الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز، التحديات التي كانت تواجه المدينة آنذاك، مثل النمو السكاني المتزايد، وتأثيراته على البنية التحتية، خاصة الطرق وحركة المرور. ومن هنا، انطلقت فكرة المشروع بإنشاء العمود الفقري للنقل العام المتمثل في القطار الكهربائي والحافلات؛ لتغطية كامل المدينة.

ملامح الوثيقة التاريخية

الوثيقة لم تقتصر على الرؤية فحسب، بل تضمنت خططاً متكاملة ومواصفات فنية دقيقة، أعدّتها الهيئة العليا، بما يشمل تصميم الشبكة التي تمتد بطول 708 كيلومترات، مع ربطها بالخدمات المحلية لتسهيل التنقل داخل العاصمة السعودية.

وأوضحت الوثيقة استخدام الملك سلمان عبارة «العمود الفقري» لوصف مشروع النقل العام بشقيه «الحافلات والقطار»، كأول استخدام لهذا التعبير، ما يعدّ دلالة على اهتمامه البالغ بهذا المشروع وأولويته منذ قرابة العقدين، إلى جانب نظرته لمستقبل المدينة، واستشرافه لما ستصبح عليه، من خلال وضع مشاريع استراتيجية تهدف إلى معالجة المشكلات الناتجة عن التوسع العمراني وارتفاع عدد السكان.

رؤية الملك سلمان: من فكرة إلى واقع

مراقبون لتاريخ المشروع عدّوا، لـ«الشرق الأوسط»، أن ما يميّز هذا المشروع هو امتداد الرؤية رغم مرور أكثر من عقد على طرحها، لتصبح اليوم واقعاً ملموساً من خلال افتتاح الملك سلمان، الأربعاء، قطار الرياض، أحد أضخم مشاريع النقل العام عالمياً.

وأضاف متابعون لمشاريع النقل في السعودية أن هذه الاستمرارية تعكس القيادة المؤسسية، وثبات النهج التنموي في السعودية، حيث تجاوزت التحديات والتغيرات لضمان تحقيق الأهداف الاستراتيجية.

التخطيط المستدام

وبيّنت الوثيقة التاريخية الدليلَ على أهمية التخطيط طويل المدى، الذي يركز على مواجهة التحديات الحضرية بحلول مبتكرة ومستدامة، مما يجعل «قطار الرياض» ليس مجرد وسيلة نقل، بل نموذجاً يُحتذى به للمشاريع التنموية الكبرى التي تستهدف تحسين جودة الحياة للمواطن والمقيم.

صورة جوية لـ«قطار الرياض» (الهيئة الملكية)

واتفق مراقبون واكبوا افتتاح «قطار الرياض» على أن السعودية أثبتت خلال السنوات الأخيرة أن الرؤى الواضحة والمبنية على التخطيط الدقيق قادرة على تحويل الطموحات إلى إنجازات، وتترك أثراً دائماً للأجيال القادمة.

ووجّه الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، الأربعاء، الشكرَ لخادم الحرمين الشريفين على دعمه مشروع النقل العام بمدينة الرياض بشقّيه القطار والحافلات، لافتاً إلى أنه يُعد «ثمرة من ثمار غرس» الملك سلمان بن عبد العزيز، و«انطلاقاً من رؤيته الثاقبة» عندما كان رئيساً للهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض.