قالت مصادر سياسية في تل أبيب، أمس الاثنين، إن الرئيس التشادي إدريس ديبي، وعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال لقائهما الرسمي ليل الأحد - الاثنين، بأن يتوسط لتحسين علاقات إسرائيل بدول أفريقية، بما فيها السودان، لتمكين الطيران الإسرائيلي من التحليق في أجواء تلك الدول. وأبدى ديبي تفاؤله بتجاوب هذه الدول مع مطلب إسرائيل في تفعيل خط طيران مباشر، من أميركا اللاتينية إلى تل أبيب عبر أجوائها، مما يقصر مدة الرحلة ثلاث ساعات. في الوقت ذاته، صرح ديبي بأن «تنامي النشاط الإرهابي في الشرق الأوسط، يدفع إلى حلف بين الدول العربية التي تتعرض للإرهاب وبين إسرائيل».
وكان ديبي قد وصل إلى إسرائيل، في أول زيارة علنية لرئيس تشاد منذ إقامتها، وبعد قطيعة رسمية دامت 46 عاماً. وقال نتنياهو، في مؤتمر صحافي مشترك أعقب لقاءهما، إن «المباحثات الثنائية تطرقت إلى التغييرات التي طرأت على تعامل العالم العربي مع إسرائيل، والذي تمت ترجمته بزيارتي لسلطنة عمان التي ستتبعها زيارات أخرى قريبة، لدول عربية أخرى، قريباً جداً».
وتابع نتنياهو: «تشاد دولة أفريقية مهمة بالنسبة لإسرائيل. في العامين الماضيين، كنت في أفريقيا ثلاث مرات، شرق وغرب أفريقيا، آمل أن أصل إلى مركز أفريقيا بواسطتكم، وأحضر معي رجال أعمال إسرائيليين وشركات كبيرة، وذلك لكي نبذل كل جهد ممكن لتحسين ظروف المعيشة في أفريقيا. إسرائيل تعود إلى أفريقيا، أفريقيا تعود إلى إسرائيل».
وقال الرئيس التشادي، إن «الزيارة الحالية تعكس نيتنا في متابعة الاتصالات التي كانت تجري وراء الكواليس طوال الوقت. نحن نرغب في دخول عهد جديد من التعاون وتجديد العلاقات الدبلوماسية». وتطرق ديبي إلى القضية الفلسطينية، فقال: «بطبيعة الحال، العلاقات الدبلوماسية بيننا التي أرحب بها على الصعيد الشخصي، ليست بالأمر الذي يمكن أن يتجاهل القضية الفلسطينية أو يخفيها، وأنا نفسي أعلنت في الأمم المتحدة في أكثر من مناسبة، رغبة بلدي في التوصل لاتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين. نعتقد أن هذا السلام يجب أن يعكس مبادئ مجلس الأمن والجامعة العربية ومبادئ مدريد، والاتفاقات الثنائية بين الطرفين».
وكان حزب «ميرتس» اليساري المعارض، قد طالب نتنياهو بكشف برنامج الزيارة الكامل لرئيس تشاد في إسرائيل، وإذا كان سيزور معارض الصناعات العسكرية، وأي أسلحة يريد أن يشتريها من إسرائيل. وقالت النائبة تمار زانبيرغ، إن ديبي رئيس ديكتاتوري وصل إلى السلطة بانقلاب عسكري، ويقوم بقمع المعارضة، ولا يجوز تزويده بأدوات قمع إسرائيلية الصنع. ورد عليها أحد المشاركين في الوفد قائلاً: «لشراء أسلحة لا حاجة لزيارة رئيس دولة. هدف هذه الزيارة هو بالأساس تقوية العلاقات».
وتطرق الرئيس ديبي بنفسه إلى موقف «ميرتس» بشكل غير مباشر. وقال: «تشاد وإسرائيل هما ضحية للإرهاب. ونحن نرى أنفسنا في حلف مع إسرائيل في مكافحة الإرهاب. والدول العربية التي تقيم وتطور علاقات مع إسرائيل حالياً، هي أيضاً ترى نفسها في خندق واحد ضد الإرهاب. الإرهاب يغير خريطة الشرق الأوسط والعالم». من جهة أخرى، أكد مسؤول تشادي (فضل عدم ذكر اسمه)، في حديث لـ«رويترز»، أن «زيارة ديبي تركز على الأمن»، مضيفاً أن إسرائيل أمدت جيش تشاد بالسلاح والعتاد هذا العام، لمساعدته في محاربة متمردين في الشمال. وأضاف مسؤول إسرائيلي أن تشاد تستطيع أداء دور كبير في التعاون بين تل أبيب ودول أفريقيا. وكشف أن الموضوع المُلح حالياً في هذا التعاون، هو خط الطيران المباشر من البرازيل لإسرائيل عبر سماء النيجر وتشاد والسودان. فهذا الخط حيوي جداً لإسرائيل لأنه يقصر مدة الرحلة، ويساهم في تقوية العلاقات الاقتصادية والسياحية بينها وبين البرازيل.
ديبي: تحالف مع إسرائيل لمحاربة النشاط الإرهابي
ديبي: تحالف مع إسرائيل لمحاربة النشاط الإرهابي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة