عاد العنف ليطل برأسه مجددا بقوة في باكستان بعد فترة من الهدوء النسبي شهدته البلاد إثر عمليات واسعة النطاق قام بها الجيش والقوات شبه النظامية والشرطة والأجهزة الأمنية لملاحقة جماعات العنف في باكستان. فقد شهد محيط القنصلية الصينية في كراتشي العاصمة التجارية لباكستان هجوما شنه جيش تحرير بلوشستان الانفصالي على القنصلية ردا على الجهود الصينية لفتح ممر تجاري صيني باكستاني يصل إلى ميناء جوادور في بلوشستان على بحر العرب ويمر عبر إقليم بلوشستان الغني بالمعادن لكن سكانه يعانون من إهمال متواصل من الحكومات الباكستانية المتعاقبة. وأعلن جيش تحرير بلوشستان وهو منظمة انفصالية مسلحة أن عددا من مقاتليه شنوا هجوما على القنصلية الصينية ذات الحراسة المشددة في حي كليفتون أهم أحياء كراتشي حيث القنصليات الأجنبية والفنادق الكبرى ومنازل كبار الساسة الباكستانيين.
وذكرت الشرطة والقوات شبه النظامية أنها تمكنت من السيطرة على الهجوم الذي بدأ التاسعة والربع صباح الجمعة وتمكنت من قتل المسلحين المهاجمين الثلاثة، فيما قتل شرطيان ومدنيان كانا في المنطقة، ولم تقع أي إصابات في البعثة الدبلوماسية الصينية جراء الهجوم.
وقال نائب المفتش العام للشرطة في إقليم السند جاويد عالم إن أحد المهاجمين كان يرتدي حزاما ناسفا وتمكنت قوات الأمن من قتله قبل تفجيره الحزام، فيما قتل المسلحان الآخران بعد تبادل لإطلاق النار معهما.
وكانت ضابطة في الشرطة الباكستانية تدعى سهى تالبور هي التي قادت العملية ضد مسلحي جيش تحرير بلوشستان وهي أول مرة تشارك فيها امرأة من الشرطة الباكستانية في قيادة عملية للتصدي لهجوم مسلح.
وحسب كلام الشرطة فقد حاول المسلحون اقتحام مقر القنصلية الصينية حيث جرى اشتباك مع حراس القنصلية ووقع انفجار جراء إلقاء قنابل من المسلحين على المبنى ومحيطه، قبل أن تصل قوات من الشرطة والقوات شبه النظامية «رينجرز» والأجهزة الأمنية الباكستانية للتعامل مع الهجوم بعد محاصرة المنطقة ومنع أي شخص من الخروج منها قبل إجراء عملية تفتيش واسعة النطاق، وتشديد الأمن والحراسة على كافة المنشآت الحيوية والحساسة في المنطقة وفي عموم المدينة والمدن الباكستانية الأخرى.
وأكد القائد العام للشرطة الباكستانية في إقليم السند (أي جي إمام) أن الهجوم شنه مسلحون تابعون لجيش تحرير بلوشستان الانفصالي وأن أيا من أفراد البعثة الدبلوماسية الصينية لم يمس بأذى.
وأكد وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي أن هدف المسلحين كان قتل أفراد البعثة الصينية أو احتجازهم كرهائن للمطالبة بتبادلهم مع معتقلين من الجماعات الانفصالية البلوشية، وأن من السابق لأوانه الحديث عمن يقف وراء مثل هذا الهجوم، لكنه أشار إلى أن من قاموا بالعمل لا يريدون استقرار باكستان ونهوضها الاقتصادي.
وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي إنه «صدم» لوقوع الهجوم وحث باكستان على منع أي هجمات مماثلة. وقال المتحدث باسم الوزارة إن بكين ستواصل العمل مع باكستان في مشروعات التنمية. وهذا أكبر هجوم يقع في باكستان ضد مصالح جارتها وحليفتها الصين التي تضخ مليارات الدولارات في البلاد في إطار مبادرتها المعروفة باسم الحزام والطريق.
وشهدت المصالح الصينية أكثر من هجوم في باكستان من قبل مسلحين بلوش يعارضون الدور الصيني في الإقليم وإعطاء الحكومة الباكستانية عشرات العقود مع شركات صينية لاستخراج المعادن الثمينة وغيرها من أراضي الإقليم الذي يعد الأفقر سكانا والأغنى من ناحية الموارد والثروات المعدنية في باطن الأرض حيث فيه حقول ضخمة للغاز والبترول كما فيه مناجم للنحاس والحديد واليورانيوم والذهب والمعادن النفيسة قدرت قيمتها بأكثر من 1.5 تريليون دولار حسب مصادر حكومية باكستانية.
وأدانت البحرين بشدة الهجوم الإرهابي معربة عن خالص تعازيها ومواساتها لأهالي وذوي الضحيتين وتمنياتها بالشفاء العاجل للمصاب جراء هذه العمل الإرهابي. وأكدت وزارة الخارجية البحرينية تضامنها مع جمهورية باكستان الإسلامية وجمهورية الصين الشعبية ضد العنف والتطرف والإرهاب. وجددت الوزارة موقف البحرين الثابت المناهض للإرهاب بكل صوره وأشكاله والداعي إلى ضرورة تعزيز التنسيق بين دول العالم وتكاتف جهود المجتمع الدولي كافة لضمان اجتثاث هذه الآفة الخطيرة التي تهدد جميع دول العالم والقضاء على جميع مسبباتها وتجفيف منابع تمويلها.
هجوم على القنصلية الصينية في كراتشي
جيش تحرير بلوشستان يعلن مسؤوليته
هجوم على القنصلية الصينية في كراتشي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة