ماي: اتفاق «بريكست» في المتناوَل وأنا مصمّمة على تنفيذه

رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي تتحدّث خارج مقرّها في لندن (أ. ف. ب)
رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي تتحدّث خارج مقرّها في لندن (أ. ف. ب)
TT

ماي: اتفاق «بريكست» في المتناوَل وأنا مصمّمة على تنفيذه

رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي تتحدّث خارج مقرّها في لندن (أ. ف. ب)
رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي تتحدّث خارج مقرّها في لندن (أ. ف. ب)
تجمّعت اليوم (الخميس) إشارات إلى أن بريطانيا قد تخرج من عاصفة "بريكست" بشكل مرضٍ بعدما سوّت خلافاتها مع الاتحاد الأوروبي قبل القمة الحاسمة التي يعقدها القادة الأحد في بروكسل، على أن يبقى بعد ذلك أن تتمكن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي من ترتيب بيتها الداخلي، خصوصاً إقناع المعترضين من حزب المحافظين الذي تتزعّمه.
وقد أعلنت ماي اليوم (الخميس) أمام مقرها في داونينغ ستريت أن مشروع الاتفاق بين بلادها والاتحاد الأوروبي حول "بريكست" هو "الاتفاق المناسب للمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، وينفّذ نتيجة الاستفتاء" الذي أجري في يونيو (حزيران) 2016 وأفضى إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي المقرر في 29 مارس (آذار) 2019.
وأضافت رئيسة الوزراء أن "البريطانيين يريدون تسوية الأمر. يريدون اتفاقا يُعدّنا لمستقبل أفضل. هذا الاتفاق في متناولنا وأنا مصممة على وضعه موضع التنفيذ".

وسبق كلام ماي إعلان رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك اليوم، أن فريقي التفاوض من الاتحاد الأوروبي وبريطانيا توصلا إلى اتفاق حول علاقتهما بعد «بريكست» بشكل مشروع «إعلان سياسي» ينبغي المصادقة عليه خلال قمة الأحد.
وهذا النص الواقع في 26 صفحة والذي سيرفَق بمعاهدة انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي «يحدد أسس شراكة واعدة وموسعة ومعمقة ومرنة» في مجالات التجارة والسياسة الخارجية والدفاع والأمن.
في هذه الأثناء، أوردت وسائل إعلام بريطانية أن ماي ستعود إلى بروكسل بعد غد (السبت) لإجراء جولة جديدة من المحادثات مع مسؤولين في المفوضية الأوروبية في مقدمهم رئيس المفوضية جان كلود يونكر وكبير المفاوضين الأوروبيين ميشال بارنييه، بهدف بلورة بعض النقاط العالقة قبل قمة القادة الأوروبيين.

*جبل طارق
من جهة أخرى، أجرت ماي مساء أمس (الأربعاء) اتصالاً برئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز الذي يهدد بالتصويت ضد مشروع الاتفاق حول "بريكست" خلال القمة الأوروبية الأحد إذا لم ينصّ بصورة واضحة على أن بلاده ستملك حق الفيتو على المفاوضات المستقبلية بشأن جبل طارق، الجيب البريطاني في جنوب إسبانيا الذي تطالب مدريد بالسيادة عليه.

وقالت ماي: "تحدثت مساء أمس مع رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز وأنا واثقة أننا سنتمكن من التوصل الأحد إلى اتفاق يشمل مجمل العائلة البريطانية بما في ذلك جبل طارق".
وبمعزل عن الاتفاق الشامل حول «بريكست»، أبرمت مدريد ولندن أربعة بروتوكولات اتفاقات واتفاقا ضريبيا ستحكم شكليا الانتقال في العلاقات بين إسبانيا وجبل طارق بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وتتعلق هذه البروتوكولات بمكافحة تهريب التبغ من جبل طارق، والتعاون الأمني والبيئة وحقوق العاملين على الحدود.



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.