بريطانيا تطالب بسحب تنظيم كأس العالم 2018 من روسيا

الفيفا يرفض الزج بالأزمات السياسية في الرياضة.. وألمانيا مرشحة كبديل للاستضافة

بلاتر رئيس الفيفا خلال تسليمه الكرة إلى الرئيس الروسي بوتين في البرازيل مع بداية العد التنازلي لتنظيم مونديال 2018 (أ.ب)  و كليغ نائب رئيس الوزراء البريطاني
بلاتر رئيس الفيفا خلال تسليمه الكرة إلى الرئيس الروسي بوتين في البرازيل مع بداية العد التنازلي لتنظيم مونديال 2018 (أ.ب) و كليغ نائب رئيس الوزراء البريطاني
TT

بريطانيا تطالب بسحب تنظيم كأس العالم 2018 من روسيا

بلاتر رئيس الفيفا خلال تسليمه الكرة إلى الرئيس الروسي بوتين في البرازيل مع بداية العد التنازلي لتنظيم مونديال 2018 (أ.ب)  و كليغ نائب رئيس الوزراء البريطاني
بلاتر رئيس الفيفا خلال تسليمه الكرة إلى الرئيس الروسي بوتين في البرازيل مع بداية العد التنازلي لتنظيم مونديال 2018 (أ.ب) و كليغ نائب رئيس الوزراء البريطاني

طالب نيك كليج نائب رئيس الوزراء البريطاني بضرورة سحب حق تنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم عام 2018 من روسيا بعد تورط الأخيرة في إسقاط طائرة الخطوط الجوية الماليزية فوق أوكرانيا.
وأضاف كليج زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار لصحيفة «صنداي تايمز» أمس أن روسيا يجب ألا تستضيف البطولة بعدما اتهمت دول غربية انفصاليين موالين لموسكو بإسقاط الطائرة فوق شرق أوكرانيا يوم 17 يوليو (تموز) ومقتل 298 شخصا في الحادث.
وكان بعض السياسيين الألمان قد تحدثوا هذا الأسبوع عن سحب تنظيم كأس العالم من روسيا لكن الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) رفض وقال: إن استضافة البطولة قد تكون «قوة للخير».
وقتل نحو 200 هولندي في الحادث وقال الاتحاد الهولندي لكرة القدم بأنه سيجتمع لاحقا لاتخاذ قرار بشأن المشاركة في التصفيات المؤهلة للنهائيات التي ستقام في روسيا.
وقال كليج للصحيفة البريطانية التي نشرت مؤخرا سلسلة من المقالات عن مزاعم فساد واسع النطاق أدت إلى فوز قطر بتنظيم كأس العام عام 2022 بأن تهديد روسيا بسحب حق التنظيم منها «سيكون عقوبة سياسية ورمزية قوية جدا».
وأضاف: «لا يمكنه - الرئيس الروسي فلاديمير بوتين - أن يستمر في الضغط على صبر المجتمع الدولي بشكل يفوق الحد ويضر باستقرار دولة مجاورة ويحمي هؤلاء الانفصاليين المسلحين في شرق أوكرانيا ويظل محتفظا بشرف تلقي الثناء في 2018 لأنه الدولة المضيفة لكأس العالم».
وكان الفيفا قد أشار في بيان له تعليقا على الحادثة: «يأسف الفيفا لأي شكل من أشكال العنف وسيواصل استخدام بطولاته للترويج للحوار والتفاهم والسلام بين الشعوب».
وأضاف: «لقد رأينا أن كأس العالم يمكن أن تصبح قوة للخير ويعتقد الفيفا أن هذا ما سيحدث في كأس العالم 2018 في روسيا».
وأشار الفيفا «الفيفا مقتنع بأنه من خلال كرة القدم، وخاصة كأس العالم، والأضواء الدولية له، يمكننا تحقيق تغيير إيجابي في العالم، ولكن كرة القدم لا يمكن النظر إليها على أنها حل لجميع المشاكل، خاصة تلك المتعلقة بالسياسة الدولية».
ويحاول الفيفا التأكيد على أن الرياضة يجب أن تكون في معزل عن الصراعات السياسية وأشار في تعليقه على أن هناك بعض الدول ستقرر مقاطعة البطولة بالقول: «التاريخ أظهر حتى الآن أن مقاطعة الأحداث الرياضية أو سياسة العزلة أو المواجهة ليست الطرق الأكثر تأثيرا لحل المشاكل».
كما قال كليج أيضا بأن روسيا يجب ألا تستضيف سباقا في بطولة العالم لفورمولا 1 للسيارات في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، لكن بيرني ايكلستون المسؤول عن الحقوق التجارية أكد أن السباق سيقام كما هو مقرر.
وأقدم الكثير من رجال السياسة الألمان على ترشيح بلادهم لاستضافة كأس العالم 2018.
لكن وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أعرب عن رفضه للنقاش الدائر حول إعادة النظر في منح روسيا حق تنظيم
مونديال 2018 في إطار التدابير العقابية بحق موسكو بسبب موقفها من الصراع في أوكرانيا.
وفي مقابلة مع إذاعة «دويتشلاند فونك»، وصف الوزير المنتمي إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي النقاش حول مقاطعة البطولة في حال إقامتها في روسيا بأنه «أمر ثانوي».
ورأى شتاينماير أن النقاش الدائر في الوقت الراهن حول هذه الخطوة لا علاقة له بالموقف الحالي مشيرا إلى أنه لا أحد يعرف كيف سيكون الموقف في غضون عام أو عامين.
وفيما يتعلق أيضا بالنقاش الدائر حول إعادة النظر في منح قطر حق تنظيم بطولة كأس العالم 2022. حذر شتاينماير من حيث المبدأ من استخدام الفعاليات الرياضية الكبرى في التعامل مع أكثر الأزمات والصراعات السياسية حدة.
وكانت لجنة الأخلاق بالاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) قد أعلنت الأسبوع الماضي أن التقرير الخاص بادعاءات الفساد المتعلقة بملف مونديالي روسيا 2018 وقطر 2022، سيتأجل لبضعة أسابيع ليصدر في الأسبوع الأول من شهر سبتمبر (أيلول) المقبل.
وكان كبير محققي الفيفا الأميركي مايكل غارسيا قد أعلن في وقت سابق أن التقرير الخاص بادعاءات الفساد التي واكبت عملية التصويت على ملف مونديالي 2018 و2022، سيصدر في أواخر يوليو الجاري. وزعمت صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية أنها حصلت على عدد كبير من الوثائق تثبت تلقي بعض كبار مسؤولي الفيفا على ما مجموعه خمسة ملايين دولار في مقابل دعم ملف قطر لاستضافة نهائيات كأس العالم. وذكرت الصحيفة في تقرير نشر في الصفحة الأولى تحت عنوان «مؤامرة لشراء
كأس العالم»، أن القطري محمد بن همام نائب رئيس الفيفا والعضو في اللجنة التنفيذية سابقا، سعى نيابة عن بلاده لحشد التأييد قبل التصويت الذي جرى في ديسمبر (كانون الأول) عام 2010.
وأشارت الصحيفة إلى أن بن همام قام بدفع أموال لكبار مسؤولي كرة القدم في أفريقيا وكذلك الترينيدادي جاك وارنر والتاهيتي رينالد تيماري، عضوي اللجنة التنفيذية للفيفا السابقين عن اتحاد أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي لكرة القدم (كونكاكاف) ومنطقة أوقيانيا.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».