مشروع قرار بريطاني لمجلس الأمن لهدنة الحديدة يطالب الحوثيين بوقف الصواريخ

«الشرق الأوسط» تحصل على المسودة والمفاوضات تبدأ على مستوى الخبراء

TT

مشروع قرار بريطاني لمجلس الأمن لهدنة الحديدة يطالب الحوثيين بوقف الصواريخ

أكد دبلوماسيون في مجلس الأمن لـ«الشرق الأوسط» أن الدول الـ15 الأعضاء ستباشر اليوم الثلاثاء التفاوض على مشروع القرار الذي وزعته بريطانيا، والذي يهدف في صيغته الأولية إلى إعلان هدنة فورية في ميناء الحديدة، ويطالب جماعة الحوثي المدعومة من إيران بوقف إطلاق الصواريخ والطائرات من دون طيار في اتجاه السعودية وغيرها من دول الجوار، مع إزالة العوائق خلال أسبوعين لإيصال المساعدات الإنسانية إلى كل أنحاء البلاد التي تعاني أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
وجاء ذلك قبل أسابيع قليلة من اجتماع الأطراف اليمنية المرتقب في السويد، برعاية المبعوث الخاص للأمم المتحدة مارتن غريفيث وبدعم من دول كبرى في مقدمها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا.
ويدعو مشروع القرار الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إلى «التنفيذ الفوري لكل قراراته» فيما يتعلق باليمن، مرحباً بـ«خفض التصعيد العسكري أخيراً» في الحديدة طبقاً لما أعلنه «التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية لتخفيف حدة الوضع الإنساني»، مع «مطالبة الحوثيين بالاستجابة بالمثل من أجل السماح بتسليم المساعدات العاجلة وبتدفق الواردات التجارية المنقذة للحياة». وإذ يرحب بـ«الالتزام المتجدد من الأطراف اليمنية بالعمل على إيجاد حل سياسي بقيادة المبعوث الخاص» إلى اليمن مارتن غريفيث، وإعلانه أنه سيعقد اجتماعاً للأطراف في السويد في الأسابيع المقبلة، داعياً الأطراف إلى «المشاركة في تلك المحادثات والانخراط بشكل بناء من دون شروط مسبقة». ويؤكد أن «هناك حاجة لمزيد من الخطوات العاجلة لتحسين الوضع الإنساني في اليمن، وبالتالي:
أ) يدعو الأطراف إلى وضع حد للأعمال العدائية في محافظة الحديدة، ووقف كل الهجمات على المناطق المدنية ذات الكثافة السكانية في كل أنحاء اليمن، ووقف كل الهجمات بالصواريخ والطائرات من دون طيار ضد دول المنطقة والمناطق البحرية.
ب) يدعو كل أطراف النزاع إلى تسهيل التدفق غير المعوق للأغذية التجارية والإنسانية والمياه والوقود والدواء والواردات الضرورية الأخرى في كل أنحاء البلاد، بما في ذلك من خلال الإزالة الكاملة في غضون أسبوعين (...) لأي معوقات بيروقراطية يمكن أن تقيد مثل هذه التدفقات»، معترفاً بقرار الحكومة اليمنية في 11 نوفمبر (تشرين الثاني) 2018 الخاص بتعليق تطبيق المرسوم 75 إلى أجل غير مسمى، وضمان فتح كل طرق وموانئ الإمداد في اليمن، بما في ذلك الحديدة وصليف، وعبر إعادة الفتح والتشغيل الآمن والسليم لمطار صنعاء.
ج) يدعو الحكومة اليمنية، بدعم من المجتمع الدولي بما في ذلك الدول الإقليمية ذات الصلة، إلى ضخ حجم أكبر وأسرع للعملة الأجنبية في الاقتصاد من خلال البنك المركزي اليمني، وتسريع (عمليات) الائتمان للمتداولين وتسديد رواتب المتقاعدين وموظفي الخدمة المدنية، وبينهم المعلمون والعاملون الصحيون والعاملون في مجال الصرف الصحي، في كل أنحاء البلاد في غضون شهر واحد من اتخاذ هذا القرار، ويطلب من المبعوث الخاص استكشاف طرق، ويدعو المؤسسات المالية الدولية إلى تقديم المساعدة (من أجل) توجيه الإيرادات، بما في ذلك من ميناء الحديدة، إلى البنك المركزي اليمني.
د) يدعو المجتمع الدولي إلى دعم التمويل والدعم المستمر للعمليات الإنسانية التي تقودها الأمم المتحدة، ويرحب في هذا الصدد بالمساهمات التي قدمتها السعودية والإمارات لخطة الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية لليمن في عام 2018».
ويعبر مشروع القرار عن «الأسف العميق لفقدان الأرواح والإصابات الناجمة عن النزاع»، ويؤكد على «أهمية قيام جميع أطراف النزاع بالمزيد من العمل لضمان حماية المدنيين والسماح لحركتهم بأمان وكذلك الحرص الدائم على الاحتفاظ بالأهداف المدنية بما في ذلك تلك الضرورية لإنتاج الأغذية وتوزيعها وتجهيزها وتخزينها»، مشدداً على «ضرورة قيام جميع الأطراف بالتصرف في جميع الأوقات وفقا للقانون الدولي، بما في ذلك قانون حقوق الإنسان وقانون اللاجئين والقانون الإنساني الدولي حسب مقتضى الحال، بما في ذلك مبادئ التمييز والاحتراز والتناسب». ويدعو كل أطراف النزاع إلى «الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي باحترام وحماية المدارس والمرافق الطبية والموظفين الطبيين، بما في ذلك سحب أي أفراد عسكريين من البنية التحتية المدنية، والسماح بالوصول الآمن والسريع ودون عوائق للمنظمات الإنسانية والعاملين في المجال الطبي إلى جميع المحتاجين إلى المساعدة في كل أنحاء البلد».
ويعرب عن دعمه غير المشروط لعمل المبعوث الخاص، داعياً كل أطراف الصراع إلى الانخراط بشكل بنّاء وبحسن نية ودون شروط مسبقة، بهدف التقدم بعملية سياسية شاملة. ويشدد على ضرورة أن تواصل جميع الأطراف والبلدان الإقليمية المعنية تخفيف حدة التوتر والامتناع عن أي إجراءات قد تقوض الحوار السياسي الذي تيسره الأمم المتحدة ومن التدابير أو النشاطات التي يمكن أن تسهم في عدم الاستقرار الإقليمي، مذكراً بـ«الالتزام القانوني لجميع الدول الأعضاء على الامتثال لحظر الأسلحة المفروض بموجب قراره رقم 2216».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.