العثماني: الصراعات «المصطنعة» ترهن مسار وحدة أفريقيا

أكد دعم المغرب رؤية الإصلاح المؤسساتي للاتحاد الأفريقي

سعد الدين العثماني خلال مشاركته في مؤتمر رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي أمس (ماب)
سعد الدين العثماني خلال مشاركته في مؤتمر رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي أمس (ماب)
TT

العثماني: الصراعات «المصطنعة» ترهن مسار وحدة أفريقيا

سعد الدين العثماني خلال مشاركته في مؤتمر رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي أمس (ماب)
سعد الدين العثماني خلال مشاركته في مؤتمر رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي أمس (ماب)

قال سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية، إن بؤر التوتر والصراعات التي وصفها بـ«المصطنعة» ترهن مسار «وحدة القارة الأفريقية»، مؤكدا أن التحولات الكبرى التي تعيشها القارة تفرض على دولها «التأقلم والاستجابة بدقة لمختلف التحديات».
جاء ذلك في كلمة ألقاها العثماني في الدورة الحادية عشرة، غير العادية لمؤتمر رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي، حول «الإصلاح المؤسساتي للاتحاد الأفريقي»، التي انطلقت أشغالها أمس بأديس أبابا، وتستمر ليومين.
وقال العثماني، الذي قاد الوفد الممثل لبلاده، إن مختلف التحديات التي تطرح نفسها بكل حدة، «سواء على مستوى السلم والاستقرار، أو على صعيد البيئة، تجعل التنمية الاقتصادية والاجتماعية على رأس أولوياتنا التي لا تقبل التأجيل».
وأضاف رئيس الحكومة المغربية أن رؤية الإصلاح المؤسساتي للاتحاد الأفريقي، التي تنطلق من مقاربة شاملة لصالح التنمية وتعزيز السلم والاستقرار في القارة: «تحظى منذ البداية بالمساندة الكاملة للمملكة المغربية، وهو الدعم القوي الذي عبر عنه جلالة الملك محمد السادس، مباشرة للرئيس بول كاغامي رئيس جمهورية رواندا والرئيس الدوري للاتحاد الأفريقي».
وزاد العثماني موضحا أن المملكة المغربية تعتبر أن الإصلاح المؤسساتي للاتحاد الأفريقي «يجب أن يهدف إلى رسم مسار التنمية للقارة، المبني أولا على برامج شاملة للتحول الاقتصادي والاجتماعي، عبر أنشطة مرنة كفيلة بالاستجابة لحاجيات الساكنة بكل فعالية، وثانيا على مسلسلات عملية للاندماج الإقليمي، مثل تقوية أقطاب جديدة للنمو الجهوي على الصعيد القاري».
وأفاد رئيس الحكومة المغربية بأن الإصلاح المؤسساتي للاتحاد ينبغي أن يروم «تفادي تشتت شبكات البنيات التحتية، وتقوية التزود بالطاقة، وتنمية استراتيجية التصنيع بالاستفادة من تنافسية موادها الأساسية، وتسهيل الحركية والاندماج لصالح المواطن الأفريقي».
كما أشار العثماني إلى أن مسلسل إصلاح الاتحاد يأتي في «ظرفية دولية وقارية وجهوية معقدة»، تفرض على الدول الأفريقية مواجهة التحديات «العالمية الملحة وغير المسبوقة»، حسب تعبيره.
في سياق ذلك، شدد رئيس الحكومة المغربية على أن المؤتمر يشكل «فرصة ملائمة، لأن موضوعه يتطرق إلى مسألة ملحة تتعلق بالإصلاح المؤسساتي»، وأكد ضرورة نهج «مقاربة شمولية بهذا الخصوص لمواجهة التأخر متعدد الأوجه للقارة الأفريقية». موضحا أن الإصلاح المطلوب لمؤسسة الاتحاد الأفريقي يمر عبر «التنفيذ السليم لمختلف أوراش إصلاح هياكل الاتحاد الأفريقي، التي وافقت عليها الدول الأعضاء، وجعلها في خدمة المواطن الأفريقي».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».