«فن أبوظبي» يحتفل بـ10 أعوام من الإبداع

19 صالة فنية من أنحاء العالم تتنافس لتقدم أعمالاً حديثة ومعاصرة

من أعمال الفنان راشد الشعشعي
من أعمال الفنان راشد الشعشعي
TT

«فن أبوظبي» يحتفل بـ10 أعوام من الإبداع

من أعمال الفنان راشد الشعشعي
من أعمال الفنان راشد الشعشعي

قبل افتتاحه بيوم، سنحت لـ«الشرق الأوسط» الفرصة للقيام بجولة سريعة في معرض «فن أبوظبي»، حيث تجتمع صالات فنية من شتى أنحاء العالم لتعرض أعمالاً مختلفة لفنانين من الشرق والغرب.
وعلى هامش العرض التجاري المتمثل في صالات محلية وعربية وعالمية، وبمناسبة الاحتفال بمرور عشرة أعوام على انطلاق «فن أبوظبي»، يقيم المعرض برنامجاً كاملاً من المحاضرات والمناقشات والعروض الفنية الحية المبتكرة من تصميم فنانين معاصرين، من ضمنها معرض بعنوان «فضاءات جديدة: أيقونات» يدرس الشخصيات التي ساهمت في تشكيل الفن المعاصر على مدى الـ5 عقود الماضية.
ولكن بما أن الزيارة خاطفة، فقد انحصرت في زيارة بعض الصالات الفنية الشهيرة والاستمتاع بأعمال فنانيهم.
الملحوظة الأولى هي التنظيم الفائق للمعارض المشاركة وارتفاع مستوى الأعمال المعروضة، فبعض الصالات عرضت أعمالاً لأكثر من فنان، وبعضها الآخر اختار أن تكون المنصة لفنان واحد فقط مثل غاليري «كايني غريفين» من لوس أنجليس، الذي عرض أعمالاً للفنان الأميركي جيمس تاريل تتلاعب بالضوء والألوان، وتستكشف أعماله السماء وأطياف ألوانها من خلال كوات وفتحات في المباني التي قام الفنان ببنائها خصيصاً. تقول كايني غريفن صاخبة الغاليري إن تاريل قضى 50 عاماً في العمل الفني؛ قام بتصميم وبناء مبانٍ وحرص على إضافة انفراجة في سقف هنا ونافذة دائرية في سقف هناك، ليستكشف تنغيمات الضوء في السماء باختلاف الأوقات، والمدهش أنه قام في عام 1972 بشراء بركان خامد في شمال ولاية أريزونا حفر بداخله أنفاقاً بمنافذ على السماء. يستعير تاريل الإدراك الإنساني للمتفرج ويستخدمه وسيلة في التعبير، ويختصر فلسفته بعبارة واحدة «فني يدور حول رؤيتك». في أعماله المعروضة يبدو تفضيل تاريل للعمل من خلال.
- من الفن المصري والسعودي
نستمر في الجولة بين الصالات المختلفة، لتشدنا في «حافظ غاليري» من جدة مجموعة من اللوحات الضخمة التي تصور أجزاء من أعمدة شاهقة، نرى قطاعاً منها يبدو مدخلاً لمعبد فرعوني يتراءى لنا على البعد، تتنفس اللوحات جلالاً خاصاً على حائط العرض، تتدرج ألوان اللوحات الثلاث وتختلف مستويات الضوء فيها، فكأننا نرقب آثار الضوء والظلال على الأعمدة الساحرة. اللوحات للفنان المصري إبراهيم الدسوقي، الذي نقل في لوحاته بشكل بارع ثنائية الظل والضوء.
في زاوية أخرى، عدد من المنحوتات الفائقة تمثل فلاحات مصريات منتصبات القامة، رشيقات يحملن الجرار فوق الرأس في تكوين فني بديع وكأنهن أيضاً أعمدة معابد فرعونية، يبدو الفنان سيد عبد الرسول مفتوناً بالطول الشاهق وينقل لنا ذلك الإحساس ببراعة وحساسية متناهية.
في «حافظ غاليري» أيضاً، الذي يتخذ مكانه سريعاً بين أبرز الغاليرهات العربية، نجد أعمالاً للفنان السعودي راشد الشعشعي. أعمال الشعشعي دائماً مميزة، يعرف استخدام أدواته الفنية ليجذب عين المتفرج، وعندها يفاجئه بأن الألوان الجميلة والأضواء دائماً تخفي وراءها الكثير. في عمله الأول هنا وعنوانه «علامات في طريق الجنة» نرى شكلاً هندسياً إسلامي الجماليات، ولكن من قريب نرى أنه يتكون من مجموعة من «المصاف» البلاستيكية التي تستخدم في المنازل، في حد ذاتها هي أداة منزلية قد لا ننظر لشكلها مرتين، ولكن الشعشعي يعرف كيف يوظف تلك الأداة الجافة لتكون مع زميلاتها شكلاً فنياً جميلاً هندسياً مثل قطعة أرابيسك إسلامي ملون. بالاقتراب منها نرى أن الشكل الإسلامي الرشيق والملون يتفكك أمامنا لعناصره، ونجد خلف القطع البلاستيكية المثبتة على إطار هناك شاشة وصور ملونة لشعارات ومنتجات استهلاكية، يبدو عمل الفنان تعليقاً بليغاً على المادية واستغلال الموتيفات الإسلامية الرفيعة للترويج والاستهلاك الرخيص.
من حافظ غاليري أيضاً، صور فوتوغرافية للمصور السعودي عادل قريشي، منها صورة مقربة لباب الكعبة وأخرى لمراسم تغيير كسوة الكعبة. المدهش في أعمال القريشي هو توغلها في نفس الناظر لها بتفاصيل قد لا يراها الإنسان لأول مرة، صورة تغيير كسوة الكعبة تأخذ الأنفاس بجلالها، يبدو الأشخاص الذين يقومون بإسدال الكسوة كمجموعة من الحمامات البيضاء التي تجلس على سطح الكعبة، في صورة أخرى مقربة من ستار الكعبة الأسود، الذي انحسر عن جانب من البناء الحجري للكعبة، تتضارب المشاعر وتغلب الرهبة والخشوع على ما عداهما.
- من تونس... جماليات الحرف العربي
في غاليري «المرسى» التونسي المميز دائماً، يتصدر عمل بديع لعبقري الخط العربي نجا مهداوي، الذي نراه يتجول بين الصالات المختلفة يتأمل وربما يستوحي أفكاراً، ولكن بالعودة لعمله في «المرسى» فلا نملك إلا أن نتوقف أمامه للاستمتاع بتشابكات حروفه الملونة التي تجتمع وتتفرق كيفما يحلو لها.
هنا أيضاً عمل للفنان خالد بن سليمان يوظف جماليات الحرف العربي في عمل مكون من مجموعة من الأقماع الملونة والمصنوعة من السيراميك، وكل منها يحمل اسماً من أسماء الله الحسني، القطعة جميلة في تأثيرها وفي تنسيقها بشكل مميز.
في غاليري «لوري شبيبي»، أعمال للنحاتة منى سعودي، منها إلى جانب المنحوتات، لوحات بألوان الأكريليك ولوحة بالحبر بعنوان «شجرة». سعودي تستمد أعمالها من الشعر وتستوحي مقاطع للشعراء أدونيس ومحمود درويش.
- شجرة الزيتون والمرأة الفلسطينية
من رام الله، يقدم غاليري «زاوية» أعمالاً للفنانيْن سليمان منصور ونبيل عناني تحت عنوان «تصور فلسطين... رؤية حميمية للأرض»، الفنانان يقدمان رؤية وتصوراً لأرض فلسطين عبر اللوحات، يعيد منصور وعناني رسم صورة الحقول والأرض في فلسطين مستمدين الرؤية من تجاربهما الشخصية ومن التاريخ. يتمثل أمامنا مشهد متخيل غني الألوان يرسم خريطة فلسطين كما عاشاها، شجرة الزيتون تتخذ مكانها الرمزي في ذلك المشهد والبيوت الحجرية التي تنتظم على التلال الخضراء.
تجذبنا تلك المرأة الفلسطينية في لوحات منصور، في إحدى اللوحات وهي تقطف ثمار شجرة الزيتون ونراها رمزاً للتراث وللأرض.
في أكثر من لوحة يستخدم الفنان سليمان منصور الطين مادة فنية مع ألوان الأكريليك؛ لوحة «بورتريه 1» و«بورتريه 2» رجل وامرأة نصف ملامحهما مختف تحت طبقة من الطين اليابس المتشقق. في لوحة أخرى بعنوان «الحضور الغائب» يقف رجل وامرأة جنباً لجنب، يخفي اللون الترابي اليابس أكثر من ثلثي الجسد وتتبقى القدمان ثابتتين على الأرض.
في غاليري «نقش»، تعود التيمات الفلسطينية التقليدية مستمدة من التطريز التراثي على ثياب النساء، تستخدم الفنانتان نسرين ونرمين أبوديل النقش بشكل مختلف، فبدلاً من الخيوط الملونة غزلت الفنانتان بقطع القطع والمعدن الذهبي لوحة جميلة مستوحاة من جهاز العروس في فلسطين.
ومن فلسطين إلى هونغ كونغ في غاليري «نارت تي زد»، تجذبنا عدد الكور الأرضية الملونة، القارات والبلدان تتخذ أسماء جديدة، تختلف باختلاف الكور التي تتغير ألوانها أيضاً. كل كرة أرضية تكتسي لوناً مختلفاً وموضوعاً مختلفاً، فهناك كرة تحمل اسم «جيوسياسية»، حيث تحمل القارات والبلدان أسماء مثل «خزنة الكنز» أو «السوق» أو «المرعى»؛ مع كل موضوع تتخذ الكرة الأرضية لوناً مختلفاً يتناغم مع الموضوع الذي تطرحه الفنانة كيو زيغي وتعليقها على حال العالم الآن.



3 علامات تدل على أن ابنك البالغ يواجه أزمات وكيف تتعامل معها

يحلم كل أب وأم بتربية طفل سعيد ذي عقل قوي مبدع (رويترز)
يحلم كل أب وأم بتربية طفل سعيد ذي عقل قوي مبدع (رويترز)
TT

3 علامات تدل على أن ابنك البالغ يواجه أزمات وكيف تتعامل معها

يحلم كل أب وأم بتربية طفل سعيد ذي عقل قوي مبدع (رويترز)
يحلم كل أب وأم بتربية طفل سعيد ذي عقل قوي مبدع (رويترز)

على الرغم من بذلنا قصارى جهدنا، يتعين علينا أحياناً مواجهة حقيقة مفادها أننا لا نعرف أطفالنا البالغين جيداً، كما نعتقد. ومع ذلك يجب أن نظل يقظين للعلامات التي قد تشير إلى أنهم يعانون بطرق لم نفهمها.

يقول الدكتور جيفري بيرنشتاين إنه، بصفته مدرباً للآباء، رأى كيف يريد الآباء أن يصدقوا أن أطفالهم البالغين رائعون ولا يعانون من مشكلات. لكن في بعض الأحيان، تشير التغييرات أو السلوكيات الدقيقة إلى مشكلات أعمق. يمكن أن يُحدث التعرف على هذه العلامات في وقت مبكر فرقاً كبيراً، كما أشار تقرير لموقع «فسيولوجي توداي» الأميركي.

فيما يلي 3 علامات تحذيرية على أن طفلك البالغ يعاني، ونصائح عملية حول كيفية المساعدة:

التحولات الجذرية في الشخصية: من الطبيعي أن يتغير الناس مع نموهم، لكن التحولات المفاجئة والشديدة في الشخصية أو السلوك يمكن أن تكون بمثابة إشارة تحذيرية. ربما أصبح طفلك الذي كان هادئاً في السابق، سريع الانفعال. على سبيل المثال، ناثان، البالغ من العمر 28 عاماً، أصبح سريع الانفعال ومنعزلاً بشكل لا يمكن تفسيره، عندما لاحظتْ والدته تيسا أنه لم يعد يردُّ على مكالماتها، أو يتجنب التجمعات العائلية، وفسَّرت ذلك في البداية بأنه مشغول في حياته العملية، وبمرور الوقت، تفاقمت تقلباته مزاجية وعُزلته.

ما يمكنك فعله: تجنب استخلاص استنتاجات أو الإدلاء بتصريحات اتهامية؛ مثل «لماذا تتصرف بغرابة؟». وبدلاً من ذلك، عبِّر عن الفضول والقلق. على سبيل المثال، قل: «لاحظت أنك تبدو أكثر بعداً، مؤخراً. هل كل شيء على ما يرام؟ أنا هنا إذا كنت تريد التحدث».

إن تقديم الدعم دون إصدار أحكام يمكن أن يفتح الباب أمام محادثات هادفة.

عدم الاستقرار المالي أو المهني المستمر: إن فقدان الوظائف بشكل متكرر، أو الأزمات المالية غير المبرَّرة، أو الافتقار إلى الدافع لتحقيق الأهداف، يمكن أن يشير إلى صراعات أكثر عمقاً.

على سبيل المثال، صوفيا، وهي امرأة تبلغ من العمر 35 عاماً، والتي بَدَت كأنها تملك كل شيء، حتى اكتشفت والدتها إيلينا أنها كانت تقترض المال من الأصدقاء لتغطية الإيجار، وكانت أعذار صوفيا حول الصراعات في مكان العمل والحظ السيئ تُخفي القلق والاكتئاب الكامنين اللذين كانا يفسدان نجاحها.

ما يمكنك فعله: شجِّع ابنك على مشاركة تحدياته، دون إصدار أحكام. اقترح عليه طلب الدعم المهني، سواء من خلال العلاج أو الاستشارة المالية. ضع ذلك في إطار جهد جماعي: «دعنا نكتشف كيفية تزويدك بالموارد التي تحتاج إليها لتشعر بمزيد من الاستقرار».

الانخراط في سلوكيات محفوفة بالمخاطر أو مدمرة للذات: يمكن أن يكون السلوك المحفوف بالمخاطر، مثل تعاطي المخدرات، أو الإنفاق المتهور، أو العلاقات غير الصحية، بمثابة صرخة لطلب المساعدة.

فعندما بدأ ماركوس، البالغ من العمر 30 عاماً، نشر تحديثات غير منتظمة على وسائل التواصل الاجتماعي والاحتفال بشكل مفرط، عَدَّ والده جريج الأمر مجرد مرحلة، حتى ألقي القبض على ماركوس بتهمة القيادة تحت تأثير الكحول، حينها أدرك جريج خطورة الموقف.

ما يمكنك فعله: ضع حدوداً واضحة ورحيمة. دع ابنك يعرف أنك قلِق بشأن سلامته، وأنك على استعداد لدعمه، ولكن فقط إذا اتخذت خطوات نشطة لمعالجة سلوكه. على سبيل المثال، «أنا قلق بشأن شُربك. سأساعدك في الحصول على المساعدة، لكن لا يمكنني تجاهل كيف يؤثر هذا على صحتك وسلامتك».

لماذا يُعد هذا الأمر مهماً أكثر من أي وقت مضى؟ لقد حدثت حالات بارزة لسقوط وموت وتعب أطفال بالغين، يبدو مظهرهم من الخارج أنهم ناجحون، مما يذكِّرنا بأن المظاهر الخارجية قد تكون خادعة. وكذلك فإن تجاهل علامات التحذير المبكرة قد يؤدي إلى صراعات كبيرة. وغالباً ما يتردد الآباء في التدخل، خوفاً من تجاوزهم، أو إجهاد العلاقة مع أبنائهم، ومع ذلك فإن التعامل مع ابنك البالغ بالتعاطف والدعم يمكن أن يُحدث فرقاً عميقاً.