قصائد محمود درويش تُحلق مرسومة في كندا

سحر عبد الله: الفكرة قابلة للتكرار مع شعراء آخرين

بعض رسومات الفنانة التي استخدمت في كتب الأطفال («الشرق الأوسط»)
بعض رسومات الفنانة التي استخدمت في كتب الأطفال («الشرق الأوسط»)
TT

قصائد محمود درويش تُحلق مرسومة في كندا

بعض رسومات الفنانة التي استخدمت في كتب الأطفال («الشرق الأوسط»)
بعض رسومات الفنانة التي استخدمت في كتب الأطفال («الشرق الأوسط»)

«وأنتَ تُعِدُ فطورك، فكِر بغيركَ. لا تَنْسَ قوتَ الحمام. وأنتَ تخوضُ حروبكَ، فكِر بغيركَ. لا تنس مَنْ يطلبون السلام. وأنتَ تسدد فاتورة الماء، فكِر بغيركَ. مَنْ يرضَعُون الغمامٍ»، تتجدد وصايا الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش للإنسانية، وهو يُردد بلا يأس: «فكّر بغيرك»، تتجدد قصائده عبر معرض فني جديد تستضيفه مكتبة «تورونتو» العامة بكندا بعنوان «قصائد بصرية»، وهو المعرض الذي تقيمه رسّامة كتب الأطفال المصرية سحر عبد الله، للرسوم الأصلية لكتابيها «فكر بغيرك»، و«هكذا قالت الشجرة المُهملة» اللذين قدمت فيهما رسوماً تعبيرية لقصيدتي درويش في كتابين موجهين للأطفال.
انطلق المعرض الفني في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، ويستمر حتى نهاية الشهر ذاته، وتُصاحب الرسوم خلفية صوتية لإلقاء محمود درويش للقصيدتين، مع ترجمة إنجليزية لجمهور المعرض الكندي، بالإضافة لعرض نسخ من الكتابين كذلك.
وتوجت عبد الله أخيراً بجائزة «اتصالات» لكتاب الطفل، التي نظمها المجلس الإماراتي لكتب اليافعين برعاية من شركة «اتصالات»، وذلك بعد تتويجها بجائزة أفضل رسوم لدورة هذا العام وقيمتها 100 ألف درهم، وذلك عن كتاب «فكر بغيرك».
هذا الصدى الاحتفائي برسوم كتاب «فكر بغيرك» هو عامل تتويج إضافي لمعرض «قصائد بصرية»، وهو المعرض الفردي الأول للفنانة سحر عبد الله، في كندا، والرابع لها بعد ثلاثة معارض قدمتها في مصر.
كتاب «فكر بغيرك» صدر عن مكتبة «تنمية» بالقاهرة، وذلك ضمن مشروع «قصائد مختلفة» للشاعر الراحل محمود درويش الموجه للأطفال، وتم تقديم ثلاثة كتب لدرويش بثلاث قصائد ضمن هذا المشروع وهي: «فكر بغيرك» و«هكذا قالت الشجرة المهملة»، و«أحن إلى خبز أمي».
تقول سحر عبد الله لـ«الشرق الأوسط»، إن فكرة تحويل قصائد «فكر بغيرك»، و«هكذا قالت الشجرة المهملة» إلى كتب مصوّرة، وفكرة تقديم شعر محمود درويش للأطفال، هي فكرة القائمين على دار «تنمية»، وأضافت: «صاحب هذه الفكرة محبتي لشعر محمود درويش فتوحدت الرؤية للعمل».
وتعتبر الفنانة المصرية أن روعة فكرة الكتاب تتجسد في كون القصيدة ليست مُحددة بعمر لتذوقها، وجاءت الرسوم التعبيرية وسيلة جديدة لتقديمها للطفل العربي، وتعتبر سحر عبد الله أن تلك الفكرة «قابلة للتكرار ولتقديم أشعار مصوّرة لشعراء أكثر من الوطن العربي»، على حد تعبيرها.
وعلّقت رسّامة الأطفال سحر عبد الله على الحفاوة التي استقبل بها القائمون على جائزة «اتصالات» الكتاب، وأنهم أشادوا بفكرة تقديم شعر محمود درويش للطفل، عبر رسوم تحض على تذوق الشعر وكلماته وإعمال الخيال.
تحلم سحر بتحويل قصائد جبران خليل جبران وسميح القاسم والسيّاب لرسوم تعبيرية، وكذلك فؤاد حداد الذي تقول عنه «هو أكثر من أحب قصائده، وأستطيع أن أراها وأفكر بها بصرياً».
جدير بالذكر أن الرسامة سحر عبد الله حصلت على الكثير من الجوائز، منها جائزة الدولة التشجيعية في مصر، وجائزة محمود كحيل في لبنان، وترشحت أعمالها لجائزة الشيخ زايد للكتاب، وكانت لها مشاركة أخيرة في معرض جماعي بكندا بعنوان «CANSCAIP»، وهو مخصص لرسامي كتب الأطفال، وتتمنى أن يُحقق معرضها الأول في كندا «قصائد بصرية» الحضور اللائق بقامة شعر محمود درويش.



موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
TT

موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)

تأتي موسوعة الفنان سعيد العدوي (1938-1973) لترصد مسيرة مؤسس جماعة التجريبيين المصريين وأحد أبرز فناني الحفر والجرافيك في النصف الثاني من القرن العشرين.

وتتضمن الموسوعة، حسب قول المشرف عليها والباحث في شؤون الحركة الفنية المصرية الدكتور حسام رشوان، المئات من أعمال العدوي ويومياته ومذكراته واسكتشاته، مدعومة بعدد كبير من الدراسات التي تم إعداد بعضها خصوصاً من أجل هذه الموسوعة، ومعها دراسات أخرى نشرها أصحابها في صحف ومجلات ومطبوعات خاصة بالفن في مصر والوطن العربي.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن مقدمة الدكتورة أمل نصر تتناول جميع المقالات، والزاوية التي نظر منها الناقد لأعمال العدوي موضع الدراسة، كما تقوم بقراءتها وتحليلها وبسط عناصرها أمام الباحثين ومحبي فنه».

موسوعة العدوي تضمنت اسكتشاته ورسوماته (الشرق الأوسط)

وتأتي موسوعة العدوي التي نشرتها مؤسسة «إيه آر جروب» التي يديرها الفنان أشرف رضا، في صورة مونوغراف جامع لكل أعماله، التي تعبق برائحة الماضي، وعالم الموشحات، وحلقات الذكر والمشعوذين، وعربات الكارو والحنطور، وتجمعات الموالد والأسواق والأضرحة، فضلاً عن لوحة «الجنازة» بعد رحيل عبد الناصر. وجمعت الموسوعة كل كراساته واسكتشاته بالكامل، ومذكراته الخاصة التي كتبها وتعتبر دراسات نفسية قام بكتابتها، وقد ساعدت هذه المذكرات النقاد والباحثين في فن العدوي على تناول أعماله بصورة مختلفة عن سابقيهم الذين تصدوا لفنه قبل ظهورها، وفق رشوان.

ولأعمال العدوي طابع خاص من الحروفيات والزخارف والرموز ابتكرها في إبداعاته وهي تخصه وحده، وتخرّج العدوي ضمن الدفعة الأولى في كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية عام 1962، وأسس مع زميليه محمود عبد الله ومصطفى عبد المعطي جماعة التجريبيين. وتأتي الموسوعة باللغة العربية في قطع كبير بالألوان، تزيد على 600 صفحة، من تصميم وتجهيز وإنتاج طباعي «إيه آر جروب» للتصميم والطباعة والنشر.

الموسوعة ضمت العديد من الأعمال الفنية ودراسات عنها (الشرق الأوسط)

وتتضمن الموسوعة، وفق رشوان، دراستين جديدتين للدكتور مصطفى عيسى، ودراسة لكل من الدكتورة ريم حسن، وريم الرفاعي، والدكتورة أمل نصر، ودراسة للدكتورة ماري تيريز عبد المسيح باللغة الإنجليزية، وجميعها تم إعدادها خصوصاً للموسوعة، وهناك دراسات كانت موجودة بالفعل للدكتور أحمد مصطفى، وكان قد جهّزها للموسوعة لكن عندما أصدرت مجلة فنون عدداً خاصاً عن فن العدوي قام بنشرها ضمن الملف، وإلى جانب ذلك هناك بحث عن أعمال العدوي للراحلين الدكتور شاكر عبد الحميد والفنان عز الدين نجيب وأحمد فؤاد سليم ومعهم عدد كبير من النقاد والفنانين الذي اهتموا برائد التجريبيين المصري وأعماله.

والتحق سعيد العدوي بمدرسة الفنون بالإسكندرية سنة 1957، وقبلها بعام كان في كلية الفنون بالزمالك، وقضى خمس سنوات لدراسة الفن في عروس البحر المتوسط، أما الأعمال التي تتضمنها الموسوعة وتوثق لها فتغطي حتى عام 1973؛ تاريخ وفاته. وهناك عدد من رسوم الكاريكاتير كان قد رسمها وقت عمله بالصحافة، وهذه الأعمال اهتمت بها الموسوعة ولم تتجاهلها لأنها تكشف عن قدرات كبيرة للعدوي وسعيه للدخول في مجالات عديدة من الفنون التشكيلية، وفق كلام رشوان.

من أعمال العدوي (الشرق الأوسط)

ولفت إلى أن «تراث العدوي بكامله بات متاحاً من خلال الموسوعة للباحثين في فنه والمهتمين بأعماله وتاريخ الفن التشكيلي المصري، وقد توفر لدى كتّاب الموسوعة عدد مهول بالمئات من اللوحات الكراسات والاسكتشات، فأي ورقة كان يرسم عليها اعتبرناها وثيقة وعملاً فنياً تساعد في الكشف عن رؤية العدوي التشكيلية وعالمه الخَلَّاق».

ولا تعتمد الموسوعة فكرة التسلسل الزمني، لكنها توثق عبر المقالات كل الأعمال التي تناولتها، من هنا بنى رشوان رؤيته وهو يرسم الخطوط الرئيسية لفن العدوي على الدراسات البانورامية التي تشتغل بحرية كاملة على الأعمال دون التقيد بتاريخها.

وسبق أن أصدر الدكتور حسام رشوان، بالاشتراك مع الباحثة والناقدة الفرنسية فاليري هيس، موسوعة فنية عن رائد التصوير المصري محمود سعيد عن دار «سكيرا» الإيطالية عام 2017 بمناسبة مرور 120 عاماً على ميلاد محمود سعيد، وتضمنت الموسوعة في جزئها الأول أكثر من 500 لوحة و11 مقالاً ودراسة نقدية.