دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الخميس الماضي إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية للتغلب على «الخطر الذي يهدد وجود» العراق في مواجهة أزمة تهدد بتقسيم البلاد على أسس طائفية وعرقية.
وقال بان خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي خلال زيارته لبغداد، إن «العراق يواجه خطرا يهدد وجوده، لكن يمكن التغلب عليه من خلال تشكيل حكومة وحدة». وأضاف: «يجب أن تكون حكومة يشعر جميع العراقيين بأنهم ممثلون فيها».
وتابع: «زياتي إلى بغداد تأتي ضمن جهود دعم الحكومة العراقية لتعزيز الديمقراطية». وحث القيادات السياسية في العراق على «الالتزام بالتوقيتات الدستورية لتشكيل حكومة شاملة تعالج جميع المشاكل السائدة في العراق، خاصة الأمنية منها»، مشددا على «ضرورة تشكيل حكومة شاملة تمثل كل العراقيين بغض النظر عن خلفياتهم، وأن تشعر جميع المكونات بأنها ممثلة في هذه الحكومة».
من جانبه قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إن «المباحثات شملت أزمة النازحين بسبب الأعمال الإرهابية ومنهم الأقليات من المسيحيين والشبك والتركمان وغيرهم، وأكدنا للأمين العام جهود الحكومة العراقية في إغاثتهم وتخصيصها مبالغ مالية لمساعدتهم، وسيجري قريبا توزيع 1.5 مليون دينار دفعة عاجلة لهم، بالإضافة إلى تخصيص مبالغ أخرى بالمستقبل القريب لهم».
وسعى الأمين العام للأمم المتحدة أمس للاسترشاد برأي أعلى مرجعية شيعية في العراق في الوقت الذي حث فيه الساسة العراقيين على تشكيل حكومة تضم جميع الأطياف قادرة على مواجهة المتشددين السنة.
ويسلط اجتماع بان مع المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني (83 سنة) الضوء على التأثير الواسع الذي يحظى به السيستاني في العراق، في حين يرى رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي شخصية غذت المشاعر الطائفية في البلاد وينقسم حولها العراقيون.
وقال المتحدث باسم بان لرويترز إن بان التقى السيستاني في مدينة النجف ليسترشد برأيه حول التطورات في العراق.
ويلعب السيستاني دورا فاعلا على الساحة السياسية العراقية منذ نحو عقد؛ إذ تسلم زمام القيادة في الشأن العام وطالب السياسيين بتشكيل حكومة جديدة دون تأخير.
من جهة أخرى تظاهر مئات من أهالي بلدة عينكاوة الخميس في أربيل، وبينهم مسيحيون نازحون بمشاركة رجال دين مسيحيين ومسلمين للمطالبة بحماية دولية ووقف تهجير المسيحيين من الموصل.
وتوجه المتظاهرون إلى مكتب الأمم المتحدة في مدينة أربيل (350 كلم شمال بغداد)، ورفعوا لافتات قالت إحداها: «نناشد المجتمع الدولي حماية شعبنا في العراق» و«ندين صمت المجتمع الدولي على الإبادة الجماعية».
وقدموا مذكرة إلى الأمم المتحدة تلاها أحد المتظاهرين على وسائل الإعلام جاء في إحدى فقراتها: «نطالب المجتمع الدولي والجهات المحلية بتوفير الحماية اللازمة للمسيحيين في العراق». كما طالبت «الحكومة الاتحادية بتحمل المسؤولية القانونية والإنسانية في إغاثة وتعويض جميع المتضررين من أحداث الموصل».
وناشدت الحكومة الاتحادية إصدار قرار يمنع منعا باتا التصرف بممتلكات وعقارات المهجرين من أبناء الأقليات. وأكدت في الوقت نفسه أن على «المنظمات الدولية ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات المحلية إغاثة المتضررين وتلبية احتياجاتهم الإنسانية».
وتعرض مسيحيو الموصل، ثاني المدن العراقية، للتهجير بعد تهديد بالقتل أو الدخول في الإسلام على يد الجماعات المسلحة التي تسيطر منذ العاشر من يونيو (حزيران) الماضي على مدينتهم، ما دفع مئات العائلات إلى النزوح إلى إقليم كردستان ومناطق أخرى بحثا عن الأمان.
وقال دلشاد محمود، إمام وخطيب جامع عمر بن الخطاب في مدينة أربيل، المشارك في المظاهرة: «ندين هذه الأعمال التي تقوم بها (داعش) باسم الإسلام والتي أدت إلى تشويه صورة الإسلام والمسلمين». بدوره، قال أحد المتظاهرين ديفيد دنحو (25 سنة) وهو يضع صليبا على صدره: «نطالب الأمم المتحدة بحماية المسيحيين الموجودين في الموصل والعمل على إيجاد حل طويل الأمد وليس مؤقتا».
وحملت أم ربيع التي فرت من الموصل الخميس الماضي، لافتة تقول: «نستنكر استهداف داعش للمسيحيين في الموصل». وخاطبت المسؤولين الحكوميين والمجتمع الدولي قائلة: «نطالب بحل دولي وجذري.. نحن أهل البلد الأصليون».
وكان بطريرك الكلدان في العراق والعالم لويس ساكو قال لوكالة الصحافة الفرنسية مساء الجمعة: «لأول مرة في تاريخ العراق، تفرغ الموصل الآن من المسيحيين»، مضيفا أن «العائلات المسيحية تنزح باتجاه دهوك وأربيل» في إقليم كردستان العراق.
وقال ساكو إن مغادرة المسيحيين وعددهم نحو 25 ألف شخص لثاني أكبر مدن العراق التي تضم نحو 30 كنيسة يعود تاريخ بعضها إلى نحو 1500 سنة، جاءت بعدما وزع تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر على المدينة منذ أكثر من شهر بيانا يطالبهم بتركها.
بان كي مون يدعو الى حكومة وحدة وطنية في وجه مخاطر تهدد وجود العراق
التقى المرجع الشيعي السيستاني في النجف
بان كي مون يدعو الى حكومة وحدة وطنية في وجه مخاطر تهدد وجود العراق
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة