تقرير أميركي: جنرالات حرب الإرهاب يتنصلون من الأخطاء

تحقيقات اشتباكات النيجر أسفرت عن معاقبة 6 من الذين أشرفوا على الاشتباكات

الجنرال توماس وولدهاوسر قائد القيادة الأفريقية (أفروكوم) («الشرق الأوسط»)
الجنرال توماس وولدهاوسر قائد القيادة الأفريقية (أفروكوم) («الشرق الأوسط»)
TT

تقرير أميركي: جنرالات حرب الإرهاب يتنصلون من الأخطاء

الجنرال توماس وولدهاوسر قائد القيادة الأفريقية (أفروكوم) («الشرق الأوسط»)
الجنرال توماس وولدهاوسر قائد القيادة الأفريقية (أفروكوم) («الشرق الأوسط»)

انتقد تقرير أميركي تصرفات بعض الجنرالات في الحرب ضد الإرهاب، بأنهم عندما تحدث أخطاء، خصوصاً التي تتسبب في قتل جنود أميركيين، يتنصلون من المسؤولية ويلقونها على صغار الضباط أو الجنود العاديين. وقال التقرير، الذي صدر أمس السبت، إن تحقيقات البنتاغون في قتل 4 جنود أميركيين في العام الماضي في النيجر، خلال اشتباكات مع جماعات إرهابية، منها تنظيم داعش، أسفرت عن معاقبة 6 من الذين أشرفوا على الاشتباكات أو قادوها. لكن لم يعاقب البنتاغون اثنين من الجنرالات المسؤولين عن قيادة الحرب ضد الإرهاب في تلك المنطقة. وقال التقرير إن «بعض الذين عوقبوا في الأسابيع الأخيرة شملوا الكابتن مايك بيروزيني، ومساعده، وهو رقيب أول. لكنْ، من بين الذين غابوا عن خطابات التوبيخ اثنان من كبار الضباط الذين وافقوا على المهمة، والذين أشرفوا بعد ذلك على العملية، وقد تحولت إلى هزيمة قاتلة».
وأضاف التقرير: «تتعارض العقوبات مع رواية أخرى نشرها جنرالات في البنتاغون خلال الأشهر الماضية، وتركز الرواية على البطولة التي أثبتتها القوات تحت النيران». وأشار التقرير إلى أن جميع الجنود في الفريق المكون من 11 رجلاً، الذي واجه الإرهابيين، بمن فيهم الذين قتلوا، منحوا جوائز البسالة.
رداً على هذا التقرير، قال أمس السبت النقيب جايسون سالاتا، المتحدث باسم قيادة العمليات الخاصة (إس أو)، إنه لن يناقش «أي إجراءات محاسبة». لكنه أضاف: «نظل ملتزمين بتعلم دروس من هذا الكمين كوسيلة لمواصلة مكافأة تضحيات جنودنا القتلى والتزاماتهم العسكرية».
في بداية هذا العام، قال تقرير أصدره البنتاغون عن قتل 4 جنود أميركيين في النيجر على أيدي مقاتلين «داعشيين»، إن المواجهة كانت «غير عادية»، لأن القوات الأميركية «لم تكن متعودة على المواجهة وجهاً لوجه» مع نحو 100 من المقاتلين.
وقال الجنرال توماس وولدهاوسر، قائد القيادة الأفريقية (أفروكوم)، في مؤتمر صحافي في ذلك الوقت: «لم ترَ تلك القوة (الأميركية) شيئاً بهذا الحجم، من ناحية العدد، والتنقل، والتدريب. كانت مفاجأة تكتيكية كاملة».
في ذلك الوقت، ركزت صحيفة «واشنطن بوست» على مصير واحد من الجنود الأربع، ديفيد جونسون، وكان الأسود الوحيد وسط القتلى. وقالت إنه بعد الاشتباك «سقط من رادار القوات الأميركية هناك لمدة تقرب من يومين، خلال عملية بحث محمومة». في البداية، قالت القوات الأميركية إنه «فقد»، ثم قالت إنه «قتل أثناء العمل».
وقالت الصحيفة إن الاشتباك «كان واحداً من أكثر العمليات العسكرية دموية للقوات الأميركية في أفريقيا منذ معركة مقديشو عام 1993»، إشارة إلى «سقوط طائرة (بلاك هوك)»، الذي تحول إلى فيلم سينمائي.
في ذلك الوقت، اشتبكت القوات الأميركية مع مقاتلين تابعين محمد فرح عيديد. وبعد معركة سقطت خلالها طائرة «بلاك هوك» أميركية، قتل 20 جندياً أميركياً، بعضهم سحلهم المقاتلون الصوماليون. وقتل 200 صومالي تقريباً، حسب تقرير أصدرته لجنة الصليب الأحمر الدولية في ذلك الوقت.
وقال تقرير اشتباك النيجر، إن «أحداثاً مروعة» وقعت، خصوصاً عندما كان جونسون وجنود آخرون «يحاولون العودة في سيارتهم، للهروب من نيران العدو. لكنهم وجدوا أنفسهم أمام مقاتلين تابعين لـ(داعش). منعوهم من الفرار، ولاحقوهم حتى قتلوهم».



«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
TT

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

قدّم مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان للرئيس جو بايدن خيارات لـ«هجوم أميركي محتمل» على المنشآت النووية الإيرانية، إذا «تحرك الإيرانيون نحو امتلاك سلاح نووي» قبل موعد تنصيب دونالد ترمب في 20 يناير (كانون الثاني).

وقالت ثلاثة مصادر مطّلعة لموقع «أكسيوس» إن سوليفان عرض تفاصيل الهجوم على بايدن في اجتماع - قبل عدة أسابيع - ظلت تفاصيله سرية حتى الآن.

وقالت المصادر إن بايدن لم يمنح «الضوء الأخضر» لتوجيه الضربة خلال الاجتماع، و«لم يفعل ذلك منذ ذلك الحين». وناقش بايدن وفريقه للأمن القومي مختلف الخيارات والسيناريوهات خلال الاجتماع الذي جرى قبل شهر تقريباً، لكن الرئيس لم يتخذ أي قرار نهائي، بحسب المصادر.

وقال مسؤول أميركي مطّلع على الأمر إن اجتماع البيت الأبيض «لم يكن مدفوعاً بمعلومات مخابراتية جديدة ولم يكن المقصود منه أن ينتهي بقرار بنعم أو لا من جانب بايدن».

وكشف المسؤول عن أن ذلك كان جزءاً من مناقشة حول «تخطيط السيناريو الحكيم» لكيفية رد الولايات المتحدة إذا اتخذت إيران خطوات مثل تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 90 في المائة قبل 20 يناير (كانون الثاني).

وقال مصدر آخر إنه لا توجد حالياً مناقشات نشطة داخل البيت الأبيض بشأن العمل العسكري المحتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وأشار سوليفان مؤخراً إلى أن إدارة بايدن تشعر بالقلق من أن تسعى إيران، التي اعتراها الضعف، إلى امتلاك سلاح نووي، مضيفاً أنه يُطلع فريق ترمب على هذا الخطر.

وتعرض نفوذ إيران في الشرق الأوسط لانتكاسات بعد الهجمات الإسرائيلية على حليفتيها حركة «حماس» الفلسطينية وجماعة «حزب الله» اللبنانية، وما أعقب ذلك من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وقال سوليفان لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «القدرات التقليدية» لطهران تراجعت؛ في إشارة إلى ضربات إسرائيلية في الآونة الأخيرة لمنشآت إيرانية، منها مصانع لإنتاج الصواريخ ودفاعات جوية. وأضاف: «ليس من المستغرب أن تكون هناك أصوات (في إيران) تقول: (ربما يتعين علينا أن نسعى الآن لامتلاك سلاح نووي... ربما يتعين علينا إعادة النظر في عقيدتنا النووية)».

وقالت مصادر لـ«أكسيوس»، اليوم، إن بعض مساعدي بايدن، بمن في ذلك سوليفان، يعتقدون أن ضعف الدفاعات الجوية والقدرات الصاروخية الإيرانية، إلى جانب تقليص قدرات وكلاء طهران الإقليميين، من شأنه أن يدعم احتمالات توجيه ضربة ناجحة، ويقلل من خطر الانتقام الإيراني.

وقال مسؤول أميركي إن سوليفان لم يقدّم أي توصية لبايدن بشأن هذا الموضوع، لكنه ناقش فقط تخطيط السيناريو. ورفض البيت الأبيض التعليق.