وصلت أولى جثث ضحايا الرحلة «إم إتش 17» إلى هولندا أمس بعد قرابة أسبوع على المأساة التي أودت بحياة 298 شخصا، وكان في استقبال النعوش على أرض مطار إيندهوفن ملك وملكة هولندا وأفراد عائلتيهما.
وللدلالة على وصول أول الجثث، قرعت أجراس الكنائس في كافة أرجاء البلاد التي أعلنت فيها حالة حداد وطني. وسمعت الأبواق العسكرية أيضا على أرض المطار تكريما للضحايا وبينهم 193 هولنديا، فيما وقف الحضور دقيقة صمت.
وفي إشارة إلى التوترات السائدة في البلد الذي سقطت فيه الطائرة في شرق أوكرانيا، أسقطت طائرتان حربيتان أوكرانيتان بيد انفصاليين موالين لروسيا، بحسب كييف على مقربة من مكان تحطم الطائرة الماليزية. وأكد المجلس القومي والأمني الأوكراني أن الصواريخ التي أسقطت طائرتي السوخوي الأوكرانيتين في شرق البلاد أطلقت من الأراضي الروسية. وقال المجلس في بيان: «استنادا إلى المعلومات الأولية، أطلقت الصواريخ من الأراضي الروسية»، مضيفا أن طائرتي سوخوي-25 كانتا تحلقان على ارتفاع 5200 متر. وحطت الطائرتان اللتان نقلتا أولى جثث ضحايا الرحلة الماليزية «إم إتش 17» التي تحطمت الخميس الماضي في شرق أوكرانيا وأسفرت عن مقتل 298 شخصا، في مطار إيندهوفن في جنوب هولندا بعد ظهر أمس. وحضر أقرباء وأفراد عائلات الضحايا وملك وملكة هولندا ورئيس الوزراء مارك روته خصوصا إلى مدرج المطار لاستقبال الطائرة التابعة للجيش الهولندي وعلى متنها 16 نعشا، وطائرة نقل أسترالية على متنها 24 نعشا.
وبعد ستة أيام على كارثة تحطم الطائرة التي أوقعت 298 قتيلا في مناطق الانفصاليين في شرق أوكرانيا، انطلق أول أربعين نعشا خشبيا صباحا على متن طائرة من مطار مدينة خاركيف شرق أوكرانيا تحت رقابة الحكومة الأوكرانية. وعلى أثر هبوط الطائرتين، نقلت النعوش في موكب كبير نحو قاعدة هيلفرسوم العسكرية حيث ستبدأ عملية تحديد هويات الجثث. وأقفلت الجادات على طول المائة كيلومتر بين مطار إيندهوفن وهيلفرسوم، للسماح للموكب بالمرور. كما توقفت حركة القطارات والترامواي، وعلقت حركة إقلاع وهبوط الطائرات من مطار أمستردام -سكيبهول الذي أقلعت منه الرحلة «إم إتش 17»، طيلة دقيقة. ويوم الحداد هذا هو الأول منذ وفاة الملكة فيلهلمينا في 1962 التي حكمت البلاد خلال الحربين العالميتين.
وقال رئيس الوزراء الأسترالي توني ابوت الذي قضى 28 من مواطنيه في المأساة، إن «من الممكن جدا أن يكون عدد كبير من الجثث لا يزال في العراء عرضة لشمس الصيف وللحيوانات». وقال نائب رئيس الوزراء الأوكراني فولوديمير غرويسمان على مدرج مطار خاركيف: «سنبذل كل ما في وسعنا للعثور على المسؤولين عن هذه المأساة ومعاقبتهم. إن روسيا بالنسبة إلينا مسؤولة». وعاد وزير الخارجية الهولندي فرانس تيمرمانس إلى أوكرانيا مساء أمس برفقة نظيرته الأسترالية جولي بيشوب للبحث مع كييف في «إعادة الجثث والتحقيق حول الحادث».
ووصل الصندوقان الأسودان للطائرة أمس إلى بريطانيا وسلما إلى المحققين البريطانيين لتحليلهما. إلا أنه من المستبعد أن يسمح مضمونهما بالتعرف إلى مصدر الصاروخ الذي أودى بالطائرة.
وترجح الولايات المتحدة أن تكون طائرة البوينغ 777 الماليزية التي كانت تقوم بالرحلة بين أمستردام وكوالالمبور أصيبت بصاروخ أطلق من منطقة خاضعة لسيطرة المتمردين المدعومين من روسيا. وقال مسؤول كبير في الاستخبارات الأميركية طلب عدم كشف اسمه إن «التفسير الأكثر ترجيحا هو أنه حصل خطأ» وإن الصاروخ أطلقه «فريق غير مدرب بشكل جيد»، علما بأن النظام المستخدم، وهو بطارية صواريخ أرض - جو روسية الصنع من طراز بوك، يتطلب تدريبا وحرفية.
ووضع الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو مساء الثلاثاء أول من أمس إكليلا من الزهر أمام السفارة الهولندية في كييف وأجرى مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء مارك روته.
ودعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس روسيا «إلى بذل جهود أكبر إزاء الانفصاليين الذين يعيقون بشكل غير مقبول مراقبة منطقة الحادث»، وذلك في لقاء مع رئيس الوزراء الماليزي نجيب رزاق.
وحذر الرئيس الأميركي باراك أوباما بأنه سيتعين على موسكو أن تتكبد «ثمنا إضافيا» في حال استمرت في استراتيجيتها القاضية بزعزعة استقرار أوكرانيا. وسيعد الاتحاد الأوروبي اليوم الخميس قائمة بالأفراد والكيانات الروسية التي تستهدفها عقوبات محددة الأهداف نتيجة دعمها للانفصاليين، بحسب المنسقة العليا للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاترين آشتون. ويمكن أن تطال العقوبات قطاعات التكنولوجيا الحساسة والعسكرية وأيضا الوصول إلى الأسواق المالية الأوروبية والمنتجات ذات الاستخدام المزدوج أي مدني وعسكري وقطاع الطاقة أيضا. كذلك، قال مفوض الطاقة بالاتحاد الأوروبي غونتر أوتينغر أمس إن على الاتحاد أن يحجب عن روسيا المساعدة الفنية التي تحتاجها لاستغلال حقول النفط والغاز في القطب الشمالي ما لم تساعد موسكو في نزع فتيل الأزمة الأوكرانية.
وفي برلين، أثار عدد من كبار الساسة في الحزب الحاكم الذي تنتمي له ميركل أمس إمكانية حرمان روسيا من استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم عام 2018 بعد إسقاط الطائرة الماليزية. وقال مايكل فوش نائب رئيس كتلة المحافظين في البرلمان الألماني إن حرمان روسيا من استضافة كأس العالم قد تكون له آثار أكبر من فرض عقوبات اقتصادية إضافية.
إسقاط طائرتين حربيتين في شرق أوكرانيا تزامنا مع نقل ضحايا الرحلة الماليزية
أوروبا تلوح بحجب تكنولوجيا النفط عن روسيا.. ومشرعون ألمان يهددون بحرمانها من استضافة المونديال
إسقاط طائرتين حربيتين في شرق أوكرانيا تزامنا مع نقل ضحايا الرحلة الماليزية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة