إعفاء أميركي من عقوبات إيران لتركيا والهند والعراق

وزير الطاقة التركي فاتح دونميز.
وزير الطاقة التركي فاتح دونميز.
TT

إعفاء أميركي من عقوبات إيران لتركيا والهند والعراق

وزير الطاقة التركي فاتح دونميز.
وزير الطاقة التركي فاتح دونميز.

قال مسؤولون في العراق وتركيا والهند إنها من بين الدول التي حصلت على إعفاءات أميركية من العقوبات النفطية والمالية الإيرانية التي تدخل حيز التنفيذ اعتبارا من الاثنين.
وقال ثلاثة مسؤولين عراقيين أمس إن الولايات المتحدة أبلغت العراق بأنها ستسمح له بمواصلة استيراد إمدادات حيوية من الغاز والطاقة والمواد الغذائية من إيران بعد أن تعيد واشنطن فرض عقوبات على قطاع النفط الإيراني بحسب ما أوردت وكالة رويترز.
وبحسب المسؤولين فإن الإعفاء للعراق مشروط بألا يدفع لإيران ثمن الواردات بالدولار الأميركي.
وفي نفس السياق قال وزير الطاقة التركي فاتح دونميز أمس إنه تم إبلاغ تركيا بأنها ستحصل على إعفاء من العقوبات على مبيعات النفط الإيراني.
وقال دونميز للصحافيين «قبل لحظات فقط، جلب مسؤولون بالوزارة أنباء بأن وزير الخارجية الأميركي أدلى ببيان عن تقييد أو رفع العقوبات لثماني دول من بينها تركيا» مضيفا أنه يرحب بهذا التحرك لأن أنقرة حذرت في السابق من أن العقوبات الأميركية سيكون لها «تأثير سلبي على السلام والاقتصاد في دول مجاورة مثل تركيا».
وتعتمد تركيا، العضو بحلف شمال الأطلسي، بشدة على الواردات لتلبية حاجاتها من الطاقة وجارتها إيران هي أحد مصادرها الرئيسية للخام.
وقال مصدر بصناعة النفط الشهر الماضي إن تركيا بذلت بالفعل جهودا لخفض مشترياتها قبيل العقوبات الأميركية، لكنها ستفضل مواصلة استيراد قدر من النفط الإيراني بعد نوفمبر (تشرين الثاني).
وارتفعت الليرة التركية إلى أعلى مستوى في نحو ثلاثة أشهر أمام الدولار، بدعم من تفاؤل المستثمرين بأن تركيا ستحصل على إعفاء من عقوبات أميركية تستهدف النفط الإيراني وقرار واشنطن رفع عقوبات عن مسؤولين تركيين بارزين.
وقفزت الليرة 1.7 في المائة إلى 5.4200 مقابل الدولار مقارنة مع 5.51 عند الإغلاق يوم الخميس، مواصلة تعافيها من مستويات قياسية منخفضة كانت هوت إليها في أغسطس (آب).
بدورها قالت مؤسسة النفط الهندية أمس إن الولايات المتحدة قد تسمح للهند بالاستمرار في شراء النفط من إيران التي تفرض واشنطن عقوبات عليها نظرا لأن قطع الطريق أمام ضخ الإمدادات الإيرانية في السوق سيؤثر على أسعار الخام العالمية.
وأبلغ مصدر في الحكومة الهندية رويترز بأن الولايات المتحدة قد تعلن استثناء لنيودلهي يوم الأحد. وقال إن الهند ستواصل شراء النفط الإيراني في السنة المالية الحالية التي تنتهي في مارس (آذار)، لكنها قد توافق على خفض مشترياتها أكثر لكي تحصل على استثناء.
من جهته قال سانجيف سينج مؤسسة النفط الهندية «لا يمكنني القول بأنه سيكون هناك استثناء أو أنه لن يكون هناك استثناء، لكن من المؤكد أننا نأمل في أن يكون لدينا نوع من التصريح الذي يجعلنا نستمر مع إيران»، مشيرا إلى أن خفض صادرات الخام الإيرانية إلى صفر سيكون «حكما صعب التنفيذ»، ليس بالنسبة للهند وحدها، وإنما لتجارة النفط العالمية.
ونقلت وكالة بلومبيرغ عن مسؤول أميركي قوله إن حكومة الولايات المتحدة وافقت على السماح لثماني دول بالاستمرار في شراء النفط الإيراني بعد إعادة فرض عقوبات على طهران.
وأشار التقرير إلى أن الدول الثماني بينها كوريا الجنوبية، الحليف المقرب من الولايات المتحدة، واليابان والهند.
وترتبط مؤسسة النفط الهندية باتفاق لشراء ما يصل إلى تسعة ملايين طن من النفط الإيراني في السنة المالية 2018 - 2019.
وقال سينج إن الشركة رتبت لشراء كميات بديلة عن الخام الإيراني إذا اقتضت الحاجة. وتابع أن الهند كانت تدفع في الماضي ثمن النفط الإيراني من خلال آليات مختلفة كانت تشمل مدفوعات جزئية بالروبية ومدفوعات جزئية باليورو، فضلا عن المدفوعات المؤجلة. وأضاف «جميع تلك الخيارات ما زالت مطروحة للنقاش».
وقال مصدران في الهند إنها ستشتري تسعة ملايين برميل، أو نحو 1.3 مليون طن، من النفط الإيراني في نوفمبر، بما يشير إلى أن ثالث أكبر بلد مستورد للخام في العالم سيواصل شراء الخام من إيران.



تركيا تؤكد أن هدفها الاستراتيجي في سوريا هو القضاء على «الميليشيا الكردية»

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (رويترز)
وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (رويترز)
TT

تركيا تؤكد أن هدفها الاستراتيجي في سوريا هو القضاء على «الميليشيا الكردية»

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (رويترز)
وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (رويترز)

قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، يوم أمس (الجمعة)، إن القضاء على الميليشيا الكردية السورية المدعومة من الولايات المتحدة هو «الهدف الاستراتيجي» لبلاده، ودعا أعضاء الميليشيا إلى مغادرة سوريا أو إلقاء السلاح.

وفي مقابلة مع قناة «إن تي في» التركية، دعا فيدان أيضاً حكام سوريا الجدد -المعارضة المسلحة التي اجتاحت دمشق والمدعومة من أنقرة- إلى عدم الاعتراف بالميليشيا، المعروفة باسم «وحدات حماية الشعب».

يذكر أن المجموعة متحالفة مع الولايات المتحدة في الحرب ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) لكن تركيا تعتبرها «منظمة إرهابية» وتهديداً أمنياً.

وقال فيدان «يجب على أعضاء وحدات حماية الشعب غير السوريين مغادرة البلاد في أسرع وقت ممكن... يجب على مستوى القيادة بوحدات حماية الشعب بأكمله مغادرة البلاد أيضاً... بعد ذلك، يجب على من يبقوا أن يلقوا أسلحتهم ويواصلوا حياتهم».

وأكد وزير الخارجية التركي أن بلاده أقنعت روسيا وإيران بعدم التدخل عسكرياً في سوريا خلال هجوم الفصائل المعارضة الذي أدى إلى إسقاط بشار الأسد.

وقال فيدان، إن «الأمر الأكثر أهمية قضى بالتحدث إلى الروس والإيرانيين والتأكد من أنهم لن يتدخلوا عسكرياً في المعادلة. تحدثنا إلى الروس والإيرانيين وقد تفهموا».

وأضاف: «بهدف الإقلال قدر الإمكان من الخسائر في الأرواح، جهدنا لتحقيق الهدف من دون سفك دماء عبر مواصلة مفاوضات محددة الهدف مع لاعبَين اثنين مهمين قادرين على استخدام القوة».

واعتبر الوزير التركي أنه لو تلقّى الأسد دعم روسيا وايران، لكان «انتصار المعارضة استغرق وقتاً طويلاً، وكان هذا الأمر سيكون دموياً».

وأضاف: «لكنّ الروس والإيرانيين رأوا أنّ هذا الأمر لم يعد له أيّ معنى. الرجل الذي استثمروا فيه لم يعد يستحق الاستثمار. فضلاً عن ذلك، فإن الظروف في المنطقة وكذلك الظروف في العالم لم تعد هي نفسها».

وإثر هجوم استمر أحد عشر يوما، تمكنت الفصائل السورية المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام الأحد من إسقاط الأسد الذي فر إلى روسيا مع عائلته.