في غرفة بمختبر أبحاث كانت الكلبة فريا تسير بحماس وسط صف من القوارير الموضوعة على قواعد، وتشم كلاً منها على حدة بحثاً عن أي علامات تفيد بوجود مرض.
وكانت القوارير كلها تحتوي على قطع من جوارب، وكانت إحداها تخص طفلاً يحمل طفيل الملاريا.
وعندما اكتشفت فريا، وهي من سلالة سبرنغر سبانيل، الرائحة، توقفت وجلست بجوار القارورة في انتظار جائزة.
وقالت كلير غيست، المؤسسة المشاركة في منظمة (ميديكال ديتيكشن دوغز) أو «كلاب الكشف الطبي»، لوكالة «رويترز» للأنباء: «الكلاب قادرة على التمييز بين الجوارب التي كان يرتديها أطفال مصابون بالطفيل والأطفال غير المصابين بالملاريا».
وتأمل المنظمة الخيرية التي أنشئت عام 2008 أن تؤدي التجارب التي تجريها ولا تزال في مراحلها الأولى، إلى تمكين الكلاب من الانضمام إلى الجهود الرامية إلى القضاء على أحد أخطر الأمراض الفتاكة في العالم.
وعلى الرغم من تراجع معدلات الوفيات بالملاريا، تقول منظمة الصحة العالمية إن التقدم في مكافحة المرض يواجه خطر التوقف. وأغلب ضحايا المرض أطفال دون سن الخامسة من منطقة أفريقيا جنوب الصحراء.
وتقول منظمة الصحة إن الملاريا أصابت 216 مليون شخص في أنحاء العالم عام 2016، وقتلت 445 ألفاً بزيادة قدرها 16 ألف شخص تقريباً مقارنةً بعام 2015.
ويعتقد باحثون أن الرائحة التي يصدرها طفيل الملاريا تجتذب الناموس الذي ينشر المرض.
وقال ستيف لينزي، الأستاذ بجامعة درم البريطانية والباحث الرئيسي في الدراسة، إنها نفس الرائحة التي يشمها الكلاب على الأرجح.
ولا تزال الدراسة في مراحلها الأولى، وتخطط فرق البحث لإجراء تجارب أكبر لمعرفة هل بإمكان الكلاب اكتشاف الأشخاص المصابين بالملاريا. ويعتقد الباحثون أن الكلاب الموجودة في منافذ الدخول قد تستطيع في نهاية الأمر أن تكون وسيلة سريعة وجيدة لمنع الطفيل من اجتياز الحدود.
وقال لينزي: «إذا كان لديك بالفعل أشخاص يحملون طفيليات الملاريا فمن المحتمل أن يكون لديهم مؤشر رائحة قوي حقاً».
وتم الاعتراف بالحساسية الشديدة للكلاب في اكتشاف الروائح في الجهود الرامية لمكافحة أمراض أخرى أيضاً. فقد وافقت السلطات البريطانية على إجراء تجارب لتدريب الكلاب على اكتشاف سرطان البروستاتا والأمعاء من خلال شمها للبول.
كلاب للكشف عن الملاريا... آخر التجارب الثورية
كلاب للكشف عن الملاريا... آخر التجارب الثورية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة