كلاب للكشف عن الملاريا... آخر التجارب الثورية

كلب تابع لمنظمة «ميديكال ديتيكشن دوغز» في لندن (رويترز)
كلب تابع لمنظمة «ميديكال ديتيكشن دوغز» في لندن (رويترز)
TT

كلاب للكشف عن الملاريا... آخر التجارب الثورية

كلب تابع لمنظمة «ميديكال ديتيكشن دوغز» في لندن (رويترز)
كلب تابع لمنظمة «ميديكال ديتيكشن دوغز» في لندن (رويترز)

في غرفة بمختبر أبحاث كانت الكلبة فريا تسير بحماس وسط صف من القوارير الموضوعة على قواعد، وتشم كلاً منها على حدة بحثاً عن أي علامات تفيد بوجود مرض.
وكانت القوارير كلها تحتوي على قطع من جوارب، وكانت إحداها تخص طفلاً يحمل طفيل الملاريا.
وعندما اكتشفت فريا، وهي من سلالة سبرنغر سبانيل، الرائحة، توقفت وجلست بجوار القارورة في انتظار جائزة.
وقالت كلير غيست، المؤسسة المشاركة في منظمة (ميديكال ديتيكشن دوغز) أو «كلاب الكشف الطبي»، لوكالة «رويترز» للأنباء: «الكلاب قادرة على التمييز بين الجوارب التي كان يرتديها أطفال مصابون بالطفيل والأطفال غير المصابين بالملاريا».
وتأمل المنظمة الخيرية التي أنشئت عام 2008 أن تؤدي التجارب التي تجريها ولا تزال في مراحلها الأولى، إلى تمكين الكلاب من الانضمام إلى الجهود الرامية إلى القضاء على أحد أخطر الأمراض الفتاكة في العالم.
وعلى الرغم من تراجع معدلات الوفيات بالملاريا، تقول منظمة الصحة العالمية إن التقدم في مكافحة المرض يواجه خطر التوقف. وأغلب ضحايا المرض أطفال دون سن الخامسة من منطقة أفريقيا جنوب الصحراء.
وتقول منظمة الصحة إن الملاريا أصابت 216 مليون شخص في أنحاء العالم عام 2016، وقتلت 445 ألفاً بزيادة قدرها 16 ألف شخص تقريباً مقارنةً بعام 2015.
ويعتقد باحثون أن الرائحة التي يصدرها طفيل الملاريا تجتذب الناموس الذي ينشر المرض.
وقال ستيف لينزي، الأستاذ بجامعة درم البريطانية والباحث الرئيسي في الدراسة، إنها نفس الرائحة التي يشمها الكلاب على الأرجح.
ولا تزال الدراسة في مراحلها الأولى، وتخطط فرق البحث لإجراء تجارب أكبر لمعرفة هل بإمكان الكلاب اكتشاف الأشخاص المصابين بالملاريا. ويعتقد الباحثون أن الكلاب الموجودة في منافذ الدخول قد تستطيع في نهاية الأمر أن تكون وسيلة سريعة وجيدة لمنع الطفيل من اجتياز الحدود.
وقال لينزي: «إذا كان لديك بالفعل أشخاص يحملون طفيليات الملاريا فمن المحتمل أن يكون لديهم مؤشر رائحة قوي حقاً».
وتم الاعتراف بالحساسية الشديدة للكلاب في اكتشاف الروائح في الجهود الرامية لمكافحة أمراض أخرى أيضاً. فقد وافقت السلطات البريطانية على إجراء تجارب لتدريب الكلاب على اكتشاف سرطان البروستاتا والأمعاء من خلال شمها للبول.



موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
TT

موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)

تأتي موسوعة الفنان سعيد العدوي (1938-1973) لترصد مسيرة مؤسس جماعة التجريبيين المصريين وأحد أبرز فناني الحفر والجرافيك في النصف الثاني من القرن العشرين.

وتتضمن الموسوعة، حسب قول المشرف عليها والباحث في شؤون الحركة الفنية المصرية الدكتور حسام رشوان، المئات من أعمال العدوي ويومياته ومذكراته واسكتشاته، مدعومة بعدد كبير من الدراسات التي تم إعداد بعضها خصوصاً من أجل هذه الموسوعة، ومعها دراسات أخرى نشرها أصحابها في صحف ومجلات ومطبوعات خاصة بالفن في مصر والوطن العربي.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن مقدمة الدكتورة أمل نصر تتناول جميع المقالات، والزاوية التي نظر منها الناقد لأعمال العدوي موضع الدراسة، كما تقوم بقراءتها وتحليلها وبسط عناصرها أمام الباحثين ومحبي فنه».

موسوعة العدوي تضمنت اسكتشاته ورسوماته (الشرق الأوسط)

وتأتي موسوعة العدوي التي نشرتها مؤسسة «إيه آر جروب» التي يديرها الفنان أشرف رضا، في صورة مونوغراف جامع لكل أعماله، التي تعبق برائحة الماضي، وعالم الموشحات، وحلقات الذكر والمشعوذين، وعربات الكارو والحنطور، وتجمعات الموالد والأسواق والأضرحة، فضلاً عن لوحة «الجنازة» بعد رحيل عبد الناصر. وجمعت الموسوعة كل كراساته واسكتشاته بالكامل، ومذكراته الخاصة التي كتبها وتعتبر دراسات نفسية قام بكتابتها، وقد ساعدت هذه المذكرات النقاد والباحثين في فن العدوي على تناول أعماله بصورة مختلفة عن سابقيهم الذين تصدوا لفنه قبل ظهورها، وفق رشوان.

ولأعمال العدوي طابع خاص من الحروفيات والزخارف والرموز ابتكرها في إبداعاته وهي تخصه وحده، وتخرّج العدوي ضمن الدفعة الأولى في كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية عام 1962، وأسس مع زميليه محمود عبد الله ومصطفى عبد المعطي جماعة التجريبيين. وتأتي الموسوعة باللغة العربية في قطع كبير بالألوان، تزيد على 600 صفحة، من تصميم وتجهيز وإنتاج طباعي «إيه آر جروب» للتصميم والطباعة والنشر.

الموسوعة ضمت العديد من الأعمال الفنية ودراسات عنها (الشرق الأوسط)

وتتضمن الموسوعة، وفق رشوان، دراستين جديدتين للدكتور مصطفى عيسى، ودراسة لكل من الدكتورة ريم حسن، وريم الرفاعي، والدكتورة أمل نصر، ودراسة للدكتورة ماري تيريز عبد المسيح باللغة الإنجليزية، وجميعها تم إعدادها خصوصاً للموسوعة، وهناك دراسات كانت موجودة بالفعل للدكتور أحمد مصطفى، وكان قد جهّزها للموسوعة لكن عندما أصدرت مجلة فنون عدداً خاصاً عن فن العدوي قام بنشرها ضمن الملف، وإلى جانب ذلك هناك بحث عن أعمال العدوي للراحلين الدكتور شاكر عبد الحميد والفنان عز الدين نجيب وأحمد فؤاد سليم ومعهم عدد كبير من النقاد والفنانين الذي اهتموا برائد التجريبيين المصري وأعماله.

والتحق سعيد العدوي بمدرسة الفنون بالإسكندرية سنة 1957، وقبلها بعام كان في كلية الفنون بالزمالك، وقضى خمس سنوات لدراسة الفن في عروس البحر المتوسط، أما الأعمال التي تتضمنها الموسوعة وتوثق لها فتغطي حتى عام 1973؛ تاريخ وفاته. وهناك عدد من رسوم الكاريكاتير كان قد رسمها وقت عمله بالصحافة، وهذه الأعمال اهتمت بها الموسوعة ولم تتجاهلها لأنها تكشف عن قدرات كبيرة للعدوي وسعيه للدخول في مجالات عديدة من الفنون التشكيلية، وفق كلام رشوان.

من أعمال العدوي (الشرق الأوسط)

ولفت إلى أن «تراث العدوي بكامله بات متاحاً من خلال الموسوعة للباحثين في فنه والمهتمين بأعماله وتاريخ الفن التشكيلي المصري، وقد توفر لدى كتّاب الموسوعة عدد مهول بالمئات من اللوحات الكراسات والاسكتشات، فأي ورقة كان يرسم عليها اعتبرناها وثيقة وعملاً فنياً تساعد في الكشف عن رؤية العدوي التشكيلية وعالمه الخَلَّاق».

ولا تعتمد الموسوعة فكرة التسلسل الزمني، لكنها توثق عبر المقالات كل الأعمال التي تناولتها، من هنا بنى رشوان رؤيته وهو يرسم الخطوط الرئيسية لفن العدوي على الدراسات البانورامية التي تشتغل بحرية كاملة على الأعمال دون التقيد بتاريخها.

وسبق أن أصدر الدكتور حسام رشوان، بالاشتراك مع الباحثة والناقدة الفرنسية فاليري هيس، موسوعة فنية عن رائد التصوير المصري محمود سعيد عن دار «سكيرا» الإيطالية عام 2017 بمناسبة مرور 120 عاماً على ميلاد محمود سعيد، وتضمنت الموسوعة في جزئها الأول أكثر من 500 لوحة و11 مقالاً ودراسة نقدية.