وزيرة مغربية تتهم الجزائر بعرقلة مشاركة بلادها في المؤتمرات الإقليمية حول الأمن

وصفت العلاقة معها بأنها «جامدة» بسبب نزاع الصحراء

مباركة بوعيدة
مباركة بوعيدة
TT

وزيرة مغربية تتهم الجزائر بعرقلة مشاركة بلادها في المؤتمرات الإقليمية حول الأمن

مباركة بوعيدة
مباركة بوعيدة

اتهمت مباركة بوعيدة، الوزيرة في وزارة الخارجية المغربية، الجزائر بعرقلة مشاركة بلادها في المؤتمرات الإقليمية حول الأمن، وقالت إن علاقة بلادها مع الجزائر يطبعها البرود والجمود، بسبب إغلاق الحدود البرية بين البلدين، والدور الذي تلعبه الجزائر في نزاع الصحراء.
وأوضحت بوعيدة، التي كانت تتحدث في الجلسة العامة المخصصة للأسئلة بمجلس النواب (الغرفة الأولى في البرلمان) أمس، ردا على سؤال للفريق النيابي لحزب الأصالة والمعاصرة المعارض، بشأن العلاقات الثنائية بين المغرب والجزائر، أن هذا الوضع المتوتر بين البلدين ترتبت عليه جملة من المشكلات التي ظهرت أخيرا، منها عرقلة الجزائر مشاركة المغرب في عدد من المؤتمرات والندوات الإقليمية المتعلقة بالأمن، سواء المقامة في الجزائر أو في دول أخرى، وقيامها بخفض تمثيليتها بصفة إرادية في الاجتماعات التي تقام في المغرب، وكذا ترحيلها 70 مواطنا سوريا نحو المغرب، فضلا عن حادث إطلاق عيارات نارية على الحدود المغربية - الجزائرية من طرف عناصر للجيش الجزائري.
وأضافت بوعيدة أنه رغم كل هذه التصرفات فإن إرادة المغرب واضحة من أجل بناء المغرب العربي «لأنه من أولوية الأولويات»، مؤكدة انخراط بلادها في مسلسل بناء الاتحاد المغاربي، الذي «لا يمكن أن يجري بمعزل عن المغرب والجزائر». وطالبت بوعيدة، في نفس السياق، الجزائر بتوضيح رأيها إزاء نزاع الصحراء، والاعتراف بدورها في هذه القضية، وبمصداقية المغرب فيها. كما حملت بوعيدة الجزائر مسؤولية تعذر التوصل إلى حل لملف المطرودين المغاربة من الأراضي الجزائرية، وأوضحت أنه سبق إحداث لجنة بين البلدين من أجل دراسة ممتلكات وحقوق المواطنين المغاربة المطرودين من الجزائر، معبرة عن أسفها لكون «الجزائر لم تعبر عن استعدادها للتباحث في هذا الملف».
وجددت بوعيدة دعوة الجزائر لعقد اجتماع للجنة في أقرب الآجال، وذكرت بالاتصالات التي أجراها البلدان منذ مدة لحل هذا الملف. وقالت إن المغرب يتحرك بخصوص هذا الملف على مستوى لجنة حماية حقوق جميع العمال المهاجرين في الأمم المتحدة، للتوعية بضرورة الحفاظ على ممتلكاتهم «لأن قانون المالية الجزائري ينص على مصادرة الأموال المتخلى عنها، ومن ضمنها ممتلكات المغاربة».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.