السراج يبحث في إيطاليا مصير «المنفيين الليبيين» خلال الاستعمار

مديرية أمن طرابلس منحت جميع الضباط مهلة أسبوع للالتحاق فوراً بأعمالهم في المديرية (أ.ف.ب)
مديرية أمن طرابلس منحت جميع الضباط مهلة أسبوع للالتحاق فوراً بأعمالهم في المديرية (أ.ف.ب)
TT

السراج يبحث في إيطاليا مصير «المنفيين الليبيين» خلال الاستعمار

مديرية أمن طرابلس منحت جميع الضباط مهلة أسبوع للالتحاق فوراً بأعمالهم في المديرية (أ.ف.ب)
مديرية أمن طرابلس منحت جميع الضباط مهلة أسبوع للالتحاق فوراً بأعمالهم في المديرية (أ.ف.ب)

قال فائز السراج، رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية، إنه «سيعمل مع الأصدقاء الإيطاليين لإجلاء الغموض الذي يحيط بالمنفيين الليبيين»، في ذكرى مرور 107 سنوات على قيام الاستعمار الإيطالي للبلاد بنفيهم، فيما أكدت روما على لسان رئيس الحكومة جوزيبي كونتي التزامها التام بإشراك جميع الجهات الفاعلة، المحلية والدولية، في المؤتمر الذي سيعقد حول ليبيا في باليرمو الشهر المقبل، وذلك لمواجهة ما وصفه بـ«الأزمة الليبية الصعبة».
وقال السراج في تصريح صحافي، عقب محادثاته مع كونتى، مساء أول من أمس، إن «المنفيين سيبقون دائماً في الذاكرة الوطنية»، وإيطاليا أبدت تفهمها واهتمامها بهذا المطلب... ولن ننسى أبداً ما وقع على أبناء ليبيا من مظالم خلال حقبة الاستعمار الإيطالي لليبيا»، مبرزاً أن ليبيا وإيطاليا سبق وأن وقعتا إعلاناً مشتركاً، يتضمن البحث عن مصير هؤلاء المنفيين، في إشارة إلى اتفاق أبرمته إيطاليا مع نظام العقيد الراحل معمر القذافي في يوليو (تموز) من 1998، تضمن اعتذار الحكومة الإيطالية للشعب الليبي عن معاناته خلال حقبة الاستعمار الإيطالي، والتعهد بتعويضه.
في المقابل، قال بيان للحكومة الإيطالية، إن لقاء كونتي والسراج ناقش كثيراً من القضايا على ضوء هذا المؤتمر، لافتاً إلى أن «كونتي أكد للسراج ضرورة السعي إلى ضمان الحد الأقصى من مشاركة جميع الجهات الفاعلة المحلية والدولية.
وبحسب البيان الذي بثته وكالة «أكي» الإيطالية، فقد أكد السراج حضوره المؤتمر، مجدداً تأكيده مع كونتي أهمية تعزيز العمليات الدستورية والسياسية، في ظل احترام أمن السكان وخطة عمل الأﻣﻢ المتحدة، التي تعد أﺳﺎساً ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ منتظمة.
في المقابل، رحب السراج في بيان وزعه مكتبه بدور إيطاليا، واهتمام كونتي بتنظيم هذا اللقاء من أجل المساهمة في حلحلة الجمود السياسي الراهن، داعياً إلى توحيد الموقف الإقليمي والدولي تجاه ليبيا، وأن يلتزم المشاركون في مؤتمر باليرمو بما يتم الاتفاق عليه من أجل بناء دولة مدنية ديمقراطية، تبدأ بقاعدة دستورية وانتخابات.
إلى ذلك، منحت مديرية أمن العاصمة طرابلس، أمس، جميع الضباط وضباط صف مهلة أسبوع، للالتحاق فوراً بأعمالهم بالمديرية، واعتبرت أن انتدابات بعضهم في حكم الملغية. وهددت بأن من يخالف ذلك سوف يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة بشأنه، ومنها إيقاف مرتباته.
في شأن آخر، لمح أمس سفير ألمانيا لدى ليبيا إلى قرب عودة سفارة بلاده إلى طرابلس، وكتب على موقع «تويتر» أن «السفارة الألمانية بليبيا في الطريق»، ونشر صورة لأعضاء السفارة قائلاً: «أنا فخور جداً بهذا الفريق الرائع».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.