مزارعون إسرائيليون في «الغمر» قلقون بعد قرار الأردن استعادتها

TT

مزارعون إسرائيليون في «الغمر» قلقون بعد قرار الأردن استعادتها

أثار قرار العاهل الأردني عبد الله الثاني إنهاء ملحقي «الباقورة» و«الغمر» من اتفاقية السلام مع إسرائيل مخاوف المزارعين الإسرائيليين الذين يعملون على فلاحة هذه الأراضي.
ويخشى المزارعون أن يتعرضوا لأزمة اقتصادية حادة، وبدأوا يطالبون الحكومة الإسرائيلية بتوفير الحلول المناسبة لهم.
ووصف أحد المزارعين، خلال حديثه مع صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية في تقرير سابق، قرار الملك الأردني بأنه مثل «حكم بالإعدام» للمزارعين الـ35 الذين يعملون على فلاحة هذه الأراضي في «تسوفر»، وهو الاسم الإسرائيلي لمنطقة «الغمر» الأردنية جنوب البحر الميت.
وكان الملك عبد الله الثاني قد أعلن، الأحد الماضي، أن عمان لن تجدد اتفاق تأجير قطعتي أرض «الباقورة» و«الغمر»، الواقعتين عند الحدود مع إسرائيل، للاستخدام الزراعي، وكانت تؤجر منذ 24 عاماً، بحسب ملحقين لمعاهدة السلام التاريخي الذي وقع بين البلدين عام 1994.
وعبر مسؤولون في إسرائيل عن مخاوف من أن الخطوة قد تشير إلى رغبة عمان في تقليص العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، واعتبرها كثيرون انعكاساً للضغوطات الداخلية الشديدة من قبل جماهير ما زالت تعتبر إسرائيل عدواً.
ومن المعروف أن ملحقي «الباقورة» و«الغمر» من ملاحق اتفاقية السلام الموقعة بين الأردن وإسرائيل، التي بقيت بموجبها هاتان المنطقتان تحت النفوذ الإسرائيلي، على اعتبار أنهما مستأجرتان من قبل إسرائيل لمدة 25 عاماً، وهي المدة التي تنتهي هذه الأيام.
ونص اتفاق تأجير هاتين المنطقتين لإسرائيل على أن يتم تمديد الفترة تلقائياً، في حال عدم اعتراض أي من الجانبين عليه في غضون عام قبل انتهاء المدة، ولهذا فقد تعالت أصوات كثيرة في الأردن منذ عدة أسابيع تنادي بوقف اتفاق الإيجار، واستعادة المنطقتين للسيادة الأردنية، وجاء إعلان الملك الأردني على ما يبدو استجابة لهذه الضغوط.
ويوجد 35 مزارعاً في الغمر يعملون على فلاحة 1100 دونم، انتقلت إلى الإدارة الأردنية خلال اتفاق السلام بين إسرائيل والأردن، قاموا بزراعتها قبل توقيع الاتفاق.
وفي ضوء ذلك، نصت ملحقات الاتفاق على أن مزارعي الغمر سيستمرون بفلاحة الأرض. لكن بعد قرار الملك الأردني، عبر المزارعون عن قلق كبير مما سيقومون به خلال السنة المقبلة لتدبير أمورهم قبل انتقال الأرض إلى السيطرة الأردنية.
وتساءل المزارعون إذا ما كان يمكنهم الانتقال إلى أرض بديلة تم تطهيرها أخيراً من الألغام في السنوات الأخيرة، لكن مشكلتها أنها لا تزال تحتاج إلى استثمار في البنية التحتية بها، وهذا مشروع يكلف عشرات الملايين من الشيقلات، وهي مبالغ غير متوفرة بأيديهم.
وقال مسؤول عنهم: «إن المجموعة المكونة من 35 مزارعاً تضم 20 مزارعاً لدى كل واحد منهم أكثر من 20 دونماً، وهؤلاء المزارعين سيتكبدون الضربة الأصعب».
وقال إيتان ليفشتس، من المركز الاقتصادي في «تسوفر»: «نعم، في مرحلة متأخرة أكثر، سيكون هذا شبيه بحكم إعدام للقرية الزراعية كلها»، وأضاف: «على الرغم من تصريحات نتنياهو بأن الأمر قيد التفاوض، فإني لست متفائلاً بخصوص إمكانية السماح لمزارعي منطقة العربة بالاستمرار بفلاحة الأراضي»، وشدد قائلاً: «أنا أصدق ملك الأردن، لا أعتقد أنه يتحدث عبثاً، ولا أعتقد أن الأمر مفتوح للمفاوضات».



10 قتلى بجنوب الخرطوم في غارة نفذها الجيش

مواطنون في بورتسودان 30 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
مواطنون في بورتسودان 30 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

10 قتلى بجنوب الخرطوم في غارة نفذها الجيش

مواطنون في بورتسودان 30 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
مواطنون في بورتسودان 30 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

أفاد مُسعفون متطوعون أن عشرة مدنيين سودانيين قُتلوا، وأصيب أكثر من 30 في غارة جوية نفذها الجيش جنوب الخرطوم.

وقالت غرفة الاستجابة الطارئة بالمنطقة، وهي جزء من شبكة من المتطوعين في جميع أنحاء البلاد يعملون على تنسيق إيصال المساعدات في الخطوط الأمامية، إن الضربة التي وقعت، الأحد، استهدفت «محطة الصهريج بمنطقة جنوب الحزام، للمرة الثالثة في أقل من شهر».

وقالت المجموعة إن القتلى قضوا حرقاً، وإن بين الجرحى الثلاثين خمسة في حالة حرجة لإصابتهم بحروق من الدرجة الأولى.

ونُقل بعض المصابين والجثامين المتفحمة إلى مستشفى بشائر الذي يبعد أربعة كيلومترات عن موقع القصف، وفق وكالة «رويترز» للأنباء.

ويأتي الأهالي إلى منطقة الصهريج من مناطق مختلفة بغرض التبضع وشغل أعمال هامشية مثل بيع الأطعمة والشاي.

وقالت المجموعة إن قصف محطة الصهريج، للمرة الثالثة في أقل من شهر، «ليس سوى جزء من حملة تصعيد مستمرة تدحض ادعاءات أن القصف يركز فقط على الأهداف العسكرية، حيث تتركز الغارات على المناطق السكنية المأهولة».

ومنذ أبريل (نيسان) 2023، أسفرت الحرب بين الجيش النظامي السوداني وقوات «الدعم السريع» عن مقتل عشرات الآلاف. وفي العاصمة وحدها، قُتل 26 ألف شخص بين أبريل 2023 ويونيو (حزيران) 2024، وفقاً لتقرير صادر عن كلية لندن للصحة والطب الاستوائي.

وشهدت الخرطوم بعضاً من أسوأ أعمال العنف في الحرب، حيث جرى إخلاء أحياء بأكملها. ولم يتمكن الجيش، الذي يحتكر الأجواء بطائراته النفاثة، من استعادة السيطرة على العاصمة من قوات «الدعم السريع».

وتفيد أرقام الأمم المتحدة بأن ما يقرب من ثلث النازحين داخل السودان، البالغ عددهم 11.5 مليون شخص، فرُّوا من العاصمة.

واتُّهمت قوات «الدعم السريع» والجيش مراراً باستهداف المدنيين وقصف المناطق السكنية دون تمييز.