لماذا فشل بوبي روبسون في كسب ودّ برشلونة رغم إنجازاته؟

مدرب المنتخب الإنجليزي الراحل اعترف بأن «شبح كرويف» كان يطارده في أيامه الأولى مع الفريق الكاتالوني

بوبي روبسون وفريق برشلونة قبل إحدى المواجهات عام 1996
بوبي روبسون وفريق برشلونة قبل إحدى المواجهات عام 1996
TT

لماذا فشل بوبي روبسون في كسب ودّ برشلونة رغم إنجازاته؟

بوبي روبسون وفريق برشلونة قبل إحدى المواجهات عام 1996
بوبي روبسون وفريق برشلونة قبل إحدى المواجهات عام 1996

رفض المدير الفني الإنجليزي الراحل بوبي روبسون، برشلونة مرتين من قبل، مرة بدافع الولاء لنادي إيبسويتش تاون ومرة بدافع الولاء للمنتخب الإنجليزي، لكنه لم يفوّت الفرصة في المرة الثالثة ووافق على تدريب العملاق الكاتالوني. وقد كتب روبسون في سيرته الذاتية، وربما كان لديه قليل من التفاؤل، يقول إن تاريخه الكبير وسجله السابق قد أكسبه الاحترام في كاتالونيا، لكن الحقيقة تتمثل في أن أي شخص يتولى تدريب برشلونة بعد الأسطورة الهولندية يوهان كرويف كان سيواجه مهمة صعبة للغاية. وقد اعترف روبسون نفسه بأن «شبح كرويف قد طارده في الأيام الأولى» له مع برشلونة.
لكنّ هناك اتجاهاً الآن لحذف موسم 1996-1997 من تاريخ روبسون والنظر إليه على أنه موسم مخيب للآمال لأسطورة كرة القدم الإنجليزية وأن أبرز شيء في هذا الموسم هو التألق اللافت للنظر من جانب الظاهرة البرازيلية رونالدو الذي كان قد انتقل إلى العملاق الكاتالوني قادماً من إيندهوفن الهولندي مقابل 20 مليون دولار. وقد أشار روبسون إلى أنه كانت هناك رغبة، أو على الأقل توقع، بفشله في النادي الإسباني، وأن الشروط التي كان منصوصاً عليها في عقده مع النادي والتي تسمح بانتقاله للعمل كمدير للكرة بعد عام واحد كانت بمثابة مؤشر على أنه كان يُعتبر في المقام الأول مجرد «وقت فاصل أو مخفف للصدمة» في فترة ما بعد يوهان كرويف.
لكنّ روبسون قاد برشلونة في ذلك العام للحصول على كأس ملك إسبانيا وكأس الكؤوس الأوروبية وأنهى الدوري الإسباني الممتاز في المركز الثاني بفارق نقطتين فقط عن الغريم التقليدي ريال مدريد، الذي لعب 14 مباراة أقل من برشلونة في ذلك الموسم. ومن المفترض أن المشكلة الأساسية كانت تكمن في الشكل الذي يلعب به الفريق، رغم أنه من الصعب على أي مدير فني أن يُقارَن في أول موسم له مع الفريق بما كان يقدمه الأسطورة الهولندية كرويف.
وقال المهاجم البلغاري القدير ونجم برشلونة السابق خريستو سويتشكوف: «كان روبسون يريد اللعب بقوة أكبر ويحب التدخلات البدنية، أما كرويف فكان يركز بصورة أكبر على كرة القدم نفسها. كان روبسون يريد أن يلعب كرة قدم جميلة أيضاً، لكنه كان يريد من اللاعبين أن يلعبوا بكل قوة وجرأة». ومن السهل بكل تأكيد أن تعرف السبب الذي أدى إلى شعور روبسون بالحيرة بعد الانتقادات التي وُجهت إلى فريقه في أعقاب الفوز بسداسية نظيفة على نادي رايو فايكانو، لكنه لم يفهم أبداً هذا الجانب من الحياة في «كامب نو»، وقال عن ذلك: «لقد كانت بيئة سياسية للغاية ولم أكن مهتماً كثيراً بالأمور السياسية. وكانت الاضطرابات تحدث حول الملعب بسبب أشياء بسيطة للغاية».
إن ادعاء روبسون أنه «أحرج» برشلونة بالنجاح الذي حققه مع الفريق ربما يكون مبالغة كبيرة في واقع الأمر، لكن يمكن القول إن هذا النجاح جعل من الصعب التعاقد مع لويس فان غال لقيادة الفريق بعد موسم واحد لروبسون. وفي النهاية، وعندما أدرك روبسون وفان غال حقيقة أن رئيس برشلونة آنذاك، جوسيب لويس نونيز، قد تعاقد مع كل منهما، تنحى روبسون جانباً واستمتع بعمله في هذا العام في مجال اكتشاف اللاعبين المرشحين للانضمام للنادي وأن يكون بمثابة سفير للنادي الكاتالوني.
وهكذا أصبح العام الذي قضاه روبسون في تدريب نادي برشلونة بمثابة فترة فاصلة بين أعظم مديرين فنيين في العالم في ما يتعلق بفلسفة الكرة الشاملة، وربما يكون هذا هو السبب في أنه قد تم تجاهل هذه الفترة بصورة كبيرة. وعلاوة على ذلك، فقد وصل روبسون إلى برشلونة ومعه مترجم حاد الملامح ذو شعر داكن وجديد تماماً على كرة القدم العالمية يسمى جوزيه مورينيو، لكنّ مورينيو، الذي كان في الثالثة والثلاثين من عمره آنذاك، كان في حقيقة الأمر أكثر من مجرد مترجم، فقد وُلد في أسرة كروية، فعمه الأكبر كان رئيس نادي فيتوريا دي سيتوبال البرتغالي، وكان والده خوسيه مانويل مورينيو فيليكس، يلعب كرة القدم كحارس مرمى. وكان مورينيو يريد أن يكون لاعباً، لكن بعد الفترة التي قضاها في نادي ريو آفي، حيث كان والده يعمل مديراً فنياً، أدرك أن مستقبله سيكون في عالم التدريب.
وفي هذا الصيف من عام 1996، تعاقد نادي برشلونة مع الظاهرة البرازيلية رونالدو، الذي كان في ذلك الوقت في التاسعة عشرة من عمره، لكنه كان أحد أفضل المهاجمين في عالم كرة القدم. وأشار الصحافي الهولندي فريتس باريند إلى أن هذه الصفقة كانت بمثابة «تحرك شعبوي» لإعادة جذب عشاق النادي الكاتالوني بعد رحيل كرويف، تماماً كما كان تعيين كرويف مديراً فنياً للنادي بمثابة تحرك شعبوي في أعقاب ما يسمى «تمرد هيسبيريا»، عندما خرج مجموعة من لاعبي برشلونة في مؤتمر صحافي يطالبون باستقالة رئيس النادي جوسيب نونيز بسبب المشكلات التي اجتاحت النادي آنذاك. ومع ذلك، كان إيجاد بديل لكرويف بمثابة مهمة مستحيلة دائماً.
ورغم عبقرية وشخصية روبسون، فقد بدا المدير الفني الإنجليزي تقليدياً للغاية ويفتقر إلى «وضوح التعبير» الذي كان يتميز به كرويف، إن جاز التعبير. وبالتالي، كانت مهمة مورينيو تكمن في إيضاح تعليمات روبسون للاعبين. وقال ستويتشكوف عن ذلك: «لقد شاهدت مورينيو كل يوم لمدة عام. إنه رجل نمطي يشرف على كل شيء، بما في ذلك غرفة تغيير الملابس وحافلة الفريق وكيف تسير كل الأمور داخل النادي. وهذا هو السبب الذي جعله شخصية صارمة، فهو يريد أن يسير كل شيء على ما يرام بنسبة 100 في المائة، سواء في غرفة خلع الملابس أو من حيث الالتزام أو التنظيم الجيد».
المدرب الإنجليزي الشهير الراحل السير بوبي روبسون قال عن مورينيو: «هناك أمر أعجبني فيه، أي شيء أطلبه من اللاعبين أشعر بقوة دوماً أنه سيقول لهم ما قلته تماماً وبنفس الطريقة التي ذكرتها». بوبي روبسون عمل مع مورينيو لمدة زمنية طويلة مترجماً في بداية حياته العملية، وذلك في فريقي سبورتينغ لشبونة وبورتو البرتغاليين قبل أن يختم الثنائي مشوارهما المزدوج في نادي برشلونة الإسباني الذي بدأ فيه مورينهو التحول ليصبح مساعداً للمدرب بوبي روبسون الذي رحل في ما بعد لفريق إيندهوفن الهولندي في حين استمر مورينهو في العمل مساعداً للهولندي فان غال في نادي برشلونة. بعدها عاد مورينيو صوب بلاده مجدداً وترك برشلونة الذي حضر فيه مترجماً في بداياته وانتقل منه وهو يشغل منصب مساعد مدرب اكتسب شعبية كبيرة نظير تميزه وتطوره السريع في مجاله الفني، ليتجه ويبدأ حياته كمدرب أول عمل في عدد من الأندية البرتغالية، إلا أن بروزه الأكبر كان عبر بوابة بورتو في 2004 الذي حقق معه بطولة دوري أبطال أوروبا.
وفي ذلك الوقت، كانت هناك علاقة ودية للغاية بين جوسيب غوارديولا -اللاعب آنذاك- ومورينيو، والدليل على ذلك أن غوارديولا قد تدخل لحماية مورينيو عندما تجمع لاعبو نادي أتلتيك بيلباو من على مقاعد البدلاء نحو مورينيو خلال إحدى مباريات الفريق في ملعب «سان ماميس». وقد أظهرت اللقطات التلفزيونية لاحتفالات لاعبي برشلونة بعد فوز الفريق بلقب كأس الكؤوس الأوروبية على حساب باريس سان جيرمان الفرنسي في روتردام، غوارديولا وهو يعانق مورينيو على أرض الملعب. ربما لا يعني هذا الكثير في سياق احتفالات الفوز ببطولة أوروبية، لكن الطريقة التي تفاعل بها غوارديولا عندما رأى مورينيو وهو يقترب والابتسامة العريضة مرسومة على وجهه تشير إلى أنه كان هناك على الأقل قدر من الاحترام المتبادل والمودة.
ومع ذلك، يبدو أنه كانت هناك مناقشات قليلة حول المباراة، حتى لو كان مورينيو هو حلقة الوصل بين روبسون واللاعبين، وعلى وجه الخصوص من كان يطلق عليهم اسم «عصابة الأربعة» -غوارديولا ولويس إنريكي وسيرغي وأبيلاردو- والذين كانوا يتحكمون في غرفة خلع الملابس. وقال روبسون إن غوارديولا «كان شخصاً مهماً ومؤثراً داخل غرفة ملابس الفريق، كما كان لاعباً جيداً أيضاً. كان يقول إننا لا نستطيع أن نلعب بهذه الطريقة أو أنه يمكننا القيام بذلك، وكان لديه رأي في ما يتعلق بكل شيء. لقد رأى مورينيو أن غوارديولا شخصية مهمة داخل النادي، وبالتالي قرر إقامة علاقة قوية معه، وبالفعل حدث ذلك. وكانت هناك علاقة ودية للغاية بين مورينيو وغوارديولا».
وفي مذكراته التي نشرها عام 2001، قال غوارديولا إن اللاعبين قد اعتادوا في النهاية على طريقة روبسون في التفكير، لكن الأمر استغرق ما يتراوح بين ثلاثة وأربعة أشهر، وهي فترة أطول من اللازم جعلت لقب الدوري الإسباني الممتاز يُحسم بالفعل لصالح ريال مدريد. وفي نهاية الشوط الأول في نهائي كأس ملك إسبانيا عام 1997 بين برشلونة وريال بيتيس كانت النتيجة تشير إلى التعادل بهدف لكل فريق. وكان لاعبو برشلونة يريدون التركيز على شن الهجمات على الجانب الأيسر من دفاع ريال بيتيس وناقشوا تلك الخطة مع مورينيو بينما كان روبسون يتابع الأمر.
ربما كان روبسون سلبياً في هذه اللحظة وربما كان يريد تشجيع اللاعبين على التفكير بأنفسهم وإدارة الأمور بتوافق الآراء. وعلى أي حال، فقد آتت الخطة ثمارها ونجح برشلونة في الفوز بثلاثة أهداف مقابل هدفين بعد امتداد المباراة للوقت الإضافي. لقد شعر روبسون بالحيرة مما يحدث في برشلونة، وأشار إلى أنه كان سيُنظر إليه على أنه «بطل خارق» في إنجلترا لو كان فاز بالكأس المحلية وكأس الكؤوس الأوروبية، كما أن التسعين نقطة التي جمعها مع برشلونة في الدوري المحلي كانت أكثر من عدد النقاط التي جمعها برشلونة في جميع المواسم التي قاده فيها كرويف -باستثناء موسم وحيد- لكن مع الوضع في الاعتبار التعديل الذي طرأ على قواعد كرة القدم آنذاك باحتساب الفوز بثلاثة نقاط بدلاً من نقطتين كما كان الأمر في السابق.
ورغم ذلك، كان نادي برشلونة قد حدد مصير روبسون بالفعل، وقرر بعد أيام من نهائي الكأس أن ينحيه جانباً ويسند مهمة قيادة الفريق إلى فان غال. وكان نونيز قد أخبر روبسون بمصيره بالفعل، وأخبر فان غال بتوليه قيادة الفريق في حضور روبسون نفسه ومترجمه مورينيو. يقول فان غال عن ذلك: «لقد خرج مورينيو من حساباتي، فلم يكن يروق لنونيز ولا لي أنا شخصياً».
وكان سبب تغيير روبسون آيديولوجياً بالكامل، ويوضح فان غال ذلك قائلاً: «لقد كان روبسون مديراً فنياً إنجليزياً تقليدياً، كان يلهم لاعبيه بطريقة معينة ويتعامل معهم على أنه والدهم، لكنه لم يكن يلعب بالمدرسة الهولندية في كرة القدم. لقد قضى روبسون مع برشلونة عاماً واحداً فقط وقاده للحصول على ثلاث بطولات، لكن مجلس إدارة النادي الكاتالوني كان يرغب في رؤية الفريق يلعب بنفس طريقة رينوس ميتشيلز ويوهان كرويف».



انطلاقة عربية واثقة في كأس الأمم الأفريقية بالمغرب

صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
TT

انطلاقة عربية واثقة في كأس الأمم الأفريقية بالمغرب

صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

نجحت المنتخبات العربية في اجتياز اختبار البداية خلال مباريات الجولة الأولى من دور المجموعات في بطولة كأس الأمم الأفريقية المقامة حالياً في المغرب، مؤكدة منذ الظهور الأول أنها تدخل المنافسة بعقلية واضحة وطموح يتجاوز حسابات العبور إلى أدوار متقدمة.

وجاءت هذه الانطلاقة مدعومة بأداء منضبط، وحسم في اللحظات المفصلية، وهما عنصران غالباً ما يصنعان الفارق في البطولات القارية.

أسود الأطلس

في المباراة الافتتاحية للبطولة وأولى مباريات المجموعة، تجاوز المنتخب المغربي نظيره منتخب جزر القمر بنتيجة هدفين دون مقابل، في لقاء اتسم بالصبر التكتيكي، قبل أن يحسمه أصحاب الأرض في الشوط الثاني.

وبعد شوط أول طغى عليه الحذر والتنظيم الدفاعي للمنافس، انتظر «أسود الأطلس» حتى الدقيقة 55 لافتتاح التسجيل عبر إبراهيم دياز، الذي أنهى هجمة منظمة بلمسة فنية عكست الفارق في الجودة.

المنتخب المغربي (أسوشيتد برس)

ومع تقدُّم الدقائق وازدياد المساحات، عزَّز المغرب تفوقه بهدف ثانٍ حمل توقيع أيوب الكعبي في الدقيقة 74، بعدما ترجم سيطرة المنتخب إلى هدف من مقصّية أكَّد به أفضلية الأرض والجمهور.

الفوز جاء هادئاً ومدروساً، ومنح المنتخب المغربي انطلاقة تعكس نضجاً في التعامل مع ضغط الافتتاح ومتطلبات البطولة الطويلة.

الفراعنة

وفي أول ظهور لها ضمن المجموعة، حققت مصر فوزاً ثميناً على منتخب زيمبابوي بنتيجة 2 – 1، في مباراة عكست طبيعة اللقاءات الافتتاحية من حيث الندية والتعقيد. وبعد شوط أول متوازن، نجح المنتخب المصري في كسر التعادل عند الدقيقة 64 عبر عمر مرموش، الذي استثمر إحدى الفرص ليمنح «الفراعنة» التقدُّم.

المنتخب المصري (أسوشيتد برس)

ورغم محاولات زيمبابوي العودة في اللقاء، فإن المنتخب المصري حافظ على توازنه حتى جاءت الدقيقة 91، حيث حسم محمد صلاح المواجهة بهدف ثانٍ وضع به بصمته المعتادة في اللحظات الحاسمة، مؤكداً أن الخبرة والهدوء يبقيان سلاح مصر الأبرز في البطولات القارية.

نسور قرطاج

أما تونس، فقد قدّمت واحدة من أقوى البدايات العربية، بعدما تفوقت على منتخب أوغندا بنتيجة 3 – 1 في أولى مباريات المجموعة. وافتتح «نسور قرطاج» التسجيل مبكراً عند الدقيقة 10، عبر إلياس السخيري، في هدف منح المنتخب أفضلية نفسية وسهّل مهمته في السيطرة على مجريات اللقاء.

المنتخب التونسي (رويترز)

وتواصل التفوق التونسي مع تألق لافت لإلياس العاشوري، الذي سجل هدفين متتاليين في الدقيقتين 40 و64، مؤكداً الفاعلية الهجومية والقدرة على تنويع الحلول. ورغم تلقي هدف، فإن الصورة العامة عكست منتخباً يعرف كيف يبدأ البطولات بقوة، ويملك شخصية واضحة داخل الملعب.

ثعالب الصحراء

أكد منتخب الجزائر تفوقه في أولى مبارياته ضمن دور المجموعات، بعدما تغلّب على منتخب السودان بنتيجة 3 – 0، في لقاء جمع بين الحسم والواقعية، وبرز فيه القائد رياض محرز كأحد أبرز مفاتيح اللعب.

وجاءت بداية المباراة سريعة؛ إذ لم ينتظر المنتخب الجزائري سوى الدقيقة الثانية لافتتاح التسجيل عبر محرز، مستثمراً تركيزاً عالياً مع صافرة البداية.

ورغم الهدف المبكر، أظهر السودان تنظيماً جيداً وقدرة على استيعاب الضغط، ونجح في مجاراة الإيقاع خلال فترات من اللقاء، قبل أن تتأثر مجريات المباراة بحالة طرد اللاعب السوداني صلاح عادل، التي فرضت واقعاً جديداً على المواجهة.

منتخب الجزائر (أسوشيتد برس)

ومع بداية الشوط الثاني، واصل المنتخب الجزائري ضغطه، ليعود محرز ويُعزّز التقدم بهدف ثانٍ في الدقيقة 61، مؤكّداً حضوره القيادي وتأثيره في المواعيد الكبرى. ورغم النقص العددي، واصل المنتخب السوداني اللعب بروح تنافسية عالية، محافظاً على انضباطه ومحاولاً الحد من المساحات.

وفي الدقيقة 85، تُوّج التفوق الجزائري بهدف ثالث حمل توقيع إبراهيم مازة، الذي استثمر إحدى الهجمات ليضع بصمته ويختتم ثلاثية ثعالب الصحراء، في هدف عكس عمق الخيارات وتنوع الحلول داخل المنتخب الجزائري.

صقور الجديان

في المقابل، ورغم النقص العددي، أظهر المنتخب السوداني روحاً تنافسية عالية، وأكد أن الفارق في النتيجة لا يعكس بالضرورة الفارق في الأداء أو الالتزام داخل الملعب.

منتخب السودان (أسوشيتد برس)

ورغم أفضلية النتيجة للجزائر، فإن الأداء السوداني ترك انطباعاً إيجابياً، وأكد أن المباراة الافتتاحية للمجموعة لم تكن من طرف واحد، بل حملت مؤشرات على منتخب قادر على إزعاج منافسيه إذا واصل اللعب بالروح نفسها في الجولات المقبلة.

ومع هذه الانطلاقة الإيجابية، يفرض الحضور العربي نفسه كأحد أبرز ملامح النسخة المغربية من كأس الأمم الأفريقية، في ظل نتائج مشجعة وأداء يعكس ارتفاع سقف الطموحات، ما يمنح البطولة زخماً إضافياً ويؤكد أن المنافسة هذا العام ستكون أكثر تقارباً وثراءً.


بالمر وفوفانا يدعمان صفوف تشيلسي

كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
TT

بالمر وفوفانا يدعمان صفوف تشيلسي

كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)

قال إنزو ماريسكا، مدرب تشيلسي، إن كول بالمر وويسلي فوفانا سيكونان متاحين للمشاركة مع الفريق عندما يستضيف إيفرتون، السبت، في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، لكن ليام ديلاب سيغيب لفترة تتراوح بين أسبوعين وأربعة أسابيع بسبب إصابة في الكتف.

ويسعى تشيلسي، الذي يبحث عن فوزه الأول في الدوري منذ مباراته خارج ملعبه أمام بيرنلي، للتعافي من خسارته، منتصف الأسبوع، في دوري أبطال أوروبا أمام أتلانتا، إذ اضطر قلب الدفاع فوفانا إلى الخروج بسبب إصابة في العين.

واستُبعد لاعب خط الوسط الهجومي بالمر، الذي عاد مؤخراً من غياب دام لستة أسابيع بسبب مشكلات في الفخذ وكسر في إصبع القدم، من رحلة أتلانتا كجزء من عملية التعافي.

وقال ماريسكا الجمعة: «(بالمر) بخير. حالته أفضل. وهو متاح حالياً... أنهى أمس الجلسة التدريبية بشعور متباين، لكن بشكل عام هو على ما يرام. ويسلي بخير. أنهى الحصة التدريبية أمس».

وقال ماريسكا إن المهاجم ديلاب، الذي أصيب في كتفه خلال التعادل السلبي أمام بورنموث، يوم السبت الماضي، يحتاج إلى مزيد من الوقت للتعافي.

وأضاف: «قد يستغرق الأمر أسبوعين أو ثلاثة أو أربعة أسابيع. لا نعرف بالضبط عدد الأيام التي يحتاجها».

ويكافح تشيلسي، الذي لم يحقق أي فوز في آخر أربع مباريات، لاستعادة مستواه السابق هذا الموسم، حين فاز في تسع من أصل 11 مباراة في جميع المسابقات بين أواخر سبتمبر (أيلول) ونوفمبر (تشرين الثاني)، بما في ذلك الفوز 3-صفر على برشلونة.


لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
TT

لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)

لفت الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأنظار بعد انتهاء مراسم قرعة كأس العالم 2026، بعدما ظهر وهو يؤدي رقصته الشهيرة احتفالاً أمام الحضور، في مشهد تناقلته وسائل الإعلام ومنصّات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع.

وجاءت رقصة ترمب تزامناً مع إعلان منحه لقب «فيفا للسلام»، الذي وصفه بأنه «أول تكريم من هذا النوع يحصل عليه»، معبّراً عن «سعادته الكبيرة» بهذا التقدير.

وقدّم رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو، إلى ترمب ميدالية تمثل أول تكريم من هذا النوع، مع جائزة ذهبية تحمل شعار «كرة القدم توحّد العالم»، في خطوة وصفها الفيفا بأنها تكريم «لمن يوحّد الشعوب وينشر الأمل للأجيال المقبلة».

وقال إن الجائزة «تمثل بالنسبة إليه إشارة إيجابية إلى دور الرياضة في تخفيف التوترات وتعزيز التقارب بين الشعوب».

واستمر ترمب في تبادل التحيات مع الحاضرين قبل مغادرته القاعة.

اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA (أ.ب)

وليست هذه المرة الأولى التي يلفت فيها دونالد ترمب الأنظار بحركات راقصة في المناسبات العامة. فمنذ حملته الانتخابية عام 2016 ثم 2020، اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA خلال تجمعاته الانتخابية، حيث كان يهزّ كتفيه ويرفع قبضتيه بطريقة أصبحت مادة دائمة للتقليد، وأحياناً السخرية، على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتحوّلت رقصاته إلى ما يشبه «علامة مسجّلة» في مهرجاناته الجماهيرية، إذ كان يلجأ إليها لتحفيز الحشود أو لإضفاء طابع شخصي على الفعاليات السياسية. وتكررت المشاهد ذاتها في عدد كبير من الولايات الأميركية، وكان الجمهور ينتظرها في نهاية كل خطاب تقريباً.