المعلم واثق من {انتصار} نظام الأسد بفضل دعم حلفائه بقيادة روسيا

دمشق تنفي تقدم مقاتلي جوبر باتجاه {العباسيين}

المعلم واثق من {انتصار} نظام الأسد بفضل دعم حلفائه بقيادة روسيا
TT

المعلم واثق من {انتصار} نظام الأسد بفضل دعم حلفائه بقيادة روسيا

المعلم واثق من {انتصار} نظام الأسد بفضل دعم حلفائه بقيادة روسيا

أعرب وزير الخارجية السوري في حكومة تصريف الأعمال وليد المعلم عن ثقته بانتصار نظام بشار الأسد في حربه التي يخوضها داخل البلاد منذ ثلاث أعوام، بفضل «الدعم الذي تتلقاه من حلفائها لا سيما روسيا». وقال المعلم في رسالة بعث بها إلى نظيره الروسي سيرغى لافروف في الذكرى السبعين للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين «إن ثقة سوريا بالنصر لا تتزعزع بفضل صمود شعبها ودعم أصدقائها وفي مقدمتهم روسيا الاتحادية».
وأضاف المعلم في الرسالة التي نشرتها وكالة الأنباء السورية (سانا) أن سوريا «قيادة وشعبا تنظر بكل التقدير والعرفان إلى المواقف التاريخية لروسيا الاتحادية بقيادة الرئيس فلاديمير بوتين الداعمة لسوريا في مواجهة الحرب الكونية التي تتعرض لها من قبل أصحاب الفكر الظلامي والإرهابي الأعمى المدعوم من أطراف دولية وإقليمية».
جاء ذلك وسط حالة استنفار أمني وعسكري شديد شرق العاصمة دمشق، مع تصعيد العمليات العسكرية لقوات النظام في بلدة جوبر المتصلة بحي العباسيين لصد تقدم المجموعات المقاتلة في جوبر نحو دمشق، بعد سيطرتها على حاجز عارفة الأسبوع الماضي وانتزاعها عدد من الأبنية على مشارف دمشق.
وقالت وكالة (سانا) إن عدة قذائف هاون سقطت يوم أمس على منطقة العباسيين شرق دمشق أدت إلى مقتل مدني واحد وجرح 14 آخرين. مع تواصل القصف المدفعي والغارات الجوية على جوبر بالتزامن مع اشتباكات عنيفة عند مدخل دمشق الشرقي، حيث فجرت قوات النظام «نفقا يمتد من شمال برج المعلمين باتجاه تجمع المدارس في جوبر».
وأوضح مصدر عسكري في قوات النظام أن طول النفق يبلغ 400 متر بعرض يبلغ نحو 80 سنتيمترا وارتفاع 170 سنتيمترا، ويبعد عن سطح الأرض نحو 12 مترا، وهو مجهز بتمديدات كهربائية وأجهزة اتصال وكاميرات مراقبة ومفخخ بالعبوات الناسفة.
ونفى المصدر العسكري تقدم المعارضة المسلحة باتجاه منطقة العباسيين، وقال: «سيطر الإرهابيون على عدد من المباني في هذا الاتجاه، وتمشط القوات السورية الآن هذه المنطقة».
ويقع حاجز عارفة على بعد 500 متر فقط من ساحة العباسين وسط دمشق. وكانت إحدى الفصائل العسكرية المعارضة تحدثت في تقرير لها عن طريقة تحرير الحاجز والسيطرة عليه حيث إنها اعتمدت على حفر أنفاق ممتدة من مناطق سيطرتها حتى موقع الحاجز، مضيفة أنهم أثناء حفرهم للنفق اكتشفوا شبكة من الأنفاق كان النظام يستخدمها تحت الأرض وهي مرتبطة بشبكة من الأبنية والمكاتب، الأمر الذي ساعدهم على الوصول لتجمعات قوات النظام فيها وتفخيخها وتفجيرها وإحراز تقدم باتجاه دمشق.
وقال ناشطون في ريف دمشق إن الجيش الحر والكتائب الأخرى المقاتلة معه في بلدة جوبر تمكنوا من صد هجمات ومحاولات جيش النظام لاستعادة السيطرة على المنطقة المحيطة بحاجز عارفة، وتكبيد قوات النظام خسائر أجبرتها على التراجع. فيما تحدثت صفحات موالية للنظام عن عملية استدراج للكتائب المقاتلة بهدف محاصرتها والقضاء عليها.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.