انقلاب الحوثيين يحرم نحو مليوني طفل يمني من الدراسة

TT

انقلاب الحوثيين يحرم نحو مليوني طفل يمني من الدراسة

قدّر وزير يمني أن نحو مليوني طفل يمني حُرموا من الدراسة منذ انقلاب الحوثيين على الحكومة الشرعية قبل أربعة أعوام. وأكد وزير التربية والتعليم الدكتور عبد الله لملس، حرص الحكومة اليمنية على وضع وتنفيذ سياسات تضمن لجميع أبناء اليمن الالتحاق بالمدارس، مشيراً إلى أن الحكومة وضعت استراتيجية تطوير التعليم الأساسي 2003، وكذلك الاستراتيجية الوطنية للتعليم الثانوي العام، وبرنامجاً أساسياً لاستراتيجية تطوير التعليم الأساسي، وخطة التعليم الانتقالية المتمثل في برنامج التغذية المدرسية لبرنامج الغذاء العالمي.
وقال الوزير لملس، في الاجتماع رفيع المستوى حول الدور الاستراتيجي للتغذية المدرسية في دعم التعليم والتنمية الشاملة والاستقرار في بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا المنعقد في تونس: «بينما تبلغ الحرب في اليمن عامها الرابع فإن اليمن أصبح على حافة المجاعة ويواجه حالياً الأزمة الإنسانية الأكبر في العالم، حيث إن 22.2 مليون يحتاجون إلى الدعم الأساسي، و1.8 مليون طفل دون سن الخامسة، و1.1 مليون من الحوامل والمرضعات يعانين من سوء التغذية الحادة بسبب الحرب التي أشعلت فتيلها ميليشيا الحوثي الانقلابية».
وأضاف: «لقد أدت الحرب التي شنتها الميليشيا الحوثية إلى آثار مدمرة على النظام التعليمي وعلى فرص ملايين الأطفال في الحصول على التعليم وفقاً لمجموعة التعليم العامة باليمن، أي ما يقارب 3600 مدرسة من مدارس التعليم الأساسي والثانوي أُغلقت منذ بداية الحرب، ما أدى إلى حرمان 1.9 مليون طفل من نظام التعليم الرسمي، وأن ما يقارب 2000 مدرسة أساسية وثانوية تضررت أو استخدمتها الميليشيا الحوثية متارس لميليشياتها، و67% من المدارس لم تدفع مرتابت العاملين بها لما يقرب العامين».
وأشار إلى أن أكثر من مليون طفل لا يستطيعون الالتحاق بالمدارس بسبب حرب الميليشيا الحوثية، وأن مليوني طفل لا يحصلون على نظام تعليم رسمي، مؤكداً أن انعدام التعليم النظامي قد يؤدي إلى أثر لا رجعة فيه على التنمية المستقبلية لأي بلد في العالم.
وأكد أن الحكومة ستقوم وبصورة مشتركة بالعمل مع برنامج الغذاء العالمي وشركاء آخرين عملاً بعملية إطار (سابر) التي ستساعد الحكومة على تحديد مَواطن القوة والضعف في برامج التغذية المدرسية الخاصة ببناء وتعزيز الحوار في مجال السياسة العامة بين أصحاب المصالح، والمساعدة على تخطيط أنشطة لتنمية القدرات، وخريطة طريق لبرنامج تغذية مدرسية أكثر فاعلية وعلى نطاق واسع.
وقال الوزير اليمني: «نرى أن برامج التغذية المدرسية ذات أهمية قصوى بالنسبة إلى تحسين التحاق الطلاب بالمدارس واستمرارهم في الدراسة، بالإضافة إلى زيادة معدلات الإلمام بالقراءة والكتابة».
وأشار إلى أن الحكومة اليمنية تأمل في تنفيذ برامج التغذية المدرسية بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي وسائر أعضاء المجتمع الدولي بما في ذلك الجهات المانحة الثنائية والمتعددة الأطراف... لافتاً إلى أنه تم استئناف برنامج التغذية المدرسية في أبريل (نيسان) 2018، وبلغ عدد المستفيدين 123 ألف طفل في محافظات عدن ولحج وصعدة وصنعاء وشبوة وتعز، مؤكداً أن البرنامج سيقوم هذا العام بالتعاون مع الحكومة بتوسيع نطاقه بشكل كبير لمساعدة 600 ألف طالب في 16 محافظة وفقاً للأولويات التي حددتها مجموعة التعليم المحلي ومجموعة التعليم العاملة.
وأكد وزير التربية أن الحكومة ستعمل مع القطاعات الرئيسية لضمان حصول المدارس على المرافق الملائمة لغسل الأيدي، والتأكد من معايير النظافة الصحية وتقديم التوعية التغذوية.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.