أبو الغيط وسكرتير عام منظمة الأمن والتعاون في أوروبا يبحثان سبل التعاون

TT

أبو الغيط وسكرتير عام منظمة الأمن والتعاون في أوروبا يبحثان سبل التعاون

في إطار مشاركته في افتتاح ورشة العمل، التي تنظمها الجامعة العربية بتعاون مع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا (OSCE) في العاصمة النمساوية فيينا، بحث الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط مع توماس غريمينغر، سكرتير عام المنظمة سبل التعاون بين الجانبين.
وقال السفير محمود عفيفي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، إن «الأمين العام أكد خلال اللقاء أهمية العمل على تعزيز علاقات التعاون بين المنظمتين، والنظر في ترفيع مستوى العلاقات بينهما إلى مستوى العلاقة المؤسسية»، منوهاً في هذا الصدد بالفعاليات المشتركة التي يتم تنظيمها، ومن بينها ورشة العمل الحالية، وضرورة الحفاظ على استمرارية هذه الفعاليات، بما يخدم مصالح الطرفين، ومعرباً عن التطلع للاستفادة من إمكانات وخبرات منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في تدريب كوادر الأمانة العامة، ودعم قدراتها في عدد من المجالات المهمة.
وأكد عفيفي أن الأمين سيشارك سكرتير عام منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في افتتاح ورشة عمل «تبادل الخبرات بين الأمانة العامة للجامعة العربية ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا»، وهي الورشة الثانية التي يشترك الجانبان في تنظيمها بعد الورشة، التي عقدت بمقر الأمانة العامة في القاهرة عام 2014... علماً بأنه من المقرر أن تناقش هذه الورشة أربع قضايا رئيسية هي التهديدات العابرة للحدود والمتعلقة بالإرهاب والجريمة، ودور العمليات الميدانية في معالجة النزاعات، وأبعاد عمليات الوساطة، والمسائل المرتبطة بتدفقات الهجرة. موضحاً في هذا السياق أن الأمين العام سيبحث على هامش أعمال الورشة مع غريمينغر سبل تطوير التعاون بين المنظمتين خلال المرحلة المقبلة، وذلك من خلال عقد الفعاليات المشتركة على غرار قيام الأمانة العامة للجامعة العربية باحتضان فعالية إطلاق النسخة العربية من الكتاب، الذي أصدرته منظمة الأمن والتعاون في أوروبا تحت عنوان «دليل المنظمة حول القيادة المعلوماتية للشرطة»، وهي الفعالية المقرر عقدها الشهر المقبل، إضافة للنظر في مشاركة كل من الجانبين في الفعاليات المهمة التي ينظمها الجانب الآخر، على غرار مشاركة الأمانة العامة للجامعة العربية خلال الأسبوع الأخير من الشهر الحالي في مؤتمر المتوسط السنوي، الذي تعقده منظمة الأمن والتعاون الأوروبي بمدينة مالقا الإسبانية، تحت عنوان «أهمية الطاقة للنمو الاقتصادي والتعاون في منطقة البحر المتوسط».
كما أشار عفيفي إلى أنه من المقرر أن تشمل زيارة الأمين العام لفيينا لقاء مع وزيرة الخارجية النمساوية كارين كنايسل لتبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية المهمة، وعلى رأسها تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، وكيفية العمل على الارتقاء بعلاقات التعاون بين الجانبين العربي والأوروبي، خصوصا من خلال عقد القمة العربية - الأوروبية الأولى، والتي من المنتظر أن تستضيفها مصر العام المقبل. مضيفاً أن الزيارة ستشهد أيضا لقاءات للأمين العام مع عدد من كبار مسؤولي المنظمات الدولية العاملة في فيينا، ومن بينها لقاء مع مدير عام منظمة الحظر الشامل للأسلحة النووية، ولقاء مع السكرتير التنفيذي للأكاديمية الدولية لمكافحة الفساد.
في غضون ذلك، أوضح عفيفي أن غريمينغر حرص على تأكيد مدى الاهتمام، الذي توليه منظمة الأمن والتعاون في أوروبا للارتقاء بمستوى التعاون مع الجامعة العربية، خصوصا في ضوء وجود الكثير من التحديات المشتركة، التي ينبغي العمل على مواجهتها، وأيضاً وجود فرص متاحة لتحقيق هذا الهدف، مؤكداً استعداد المنظمة لتنظيم برامج وأنشطة التدريب اللازمة لكوادر الأمانة العامة للجامعة العربية.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.