الجيش اليمني يحرر مواقع في نهم ويواصل تقدمه في صعدة

مقتل اثنين من كبار قادة الميليشيات في جبهة باقم

يمنيتان تشتريان حطباً لاستعماله وقوداً للطبخ في صنعاء (إ.ب.أ)
يمنيتان تشتريان حطباً لاستعماله وقوداً للطبخ في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

الجيش اليمني يحرر مواقع في نهم ويواصل تقدمه في صعدة

يمنيتان تشتريان حطباً لاستعماله وقوداً للطبخ في صنعاء (إ.ب.أ)
يمنيتان تشتريان حطباً لاستعماله وقوداً للطبخ في صنعاء (إ.ب.أ)

بالتوازي مع المعارك المتواصلة في جبهات صعدة والساحل الغربي والبيضاء وتعز، ضد الميليشيات الحوثية، أعلن أمس الجيش اليمني المسنود بقوات تحالف دعم الشرعية تحرير مواقع جديدة في جبهة «نهم» شمال شرقي العاصمة صنعاء، كما أعلن مصرع قياديين ميدانيين في جبهة باقم شمالي محافظة صعدة، حيث المعقل الرئيس للجماعة الموالية لإيران.
وفي هذا السياق، أعلنت القوات الحكومية أنها تمكنت بإسناد من تحالف دعم الشرعية من تحرير مواقع ومرتفعات جديدة في مديرية نهم بعد معارك متواصلة تكبّدت خلالها ميليشيات الحوثي الانقلابية خسائر في المعدات والأرواح.
ونقل المركز الإعلامي للجيش اليمني عن مصدر عسكري، تأكيده أن القوات «تمكنت من تحرير آخر قمة في سلسلة جبال المنصاع الاستراتيجية والمواقع المحيطة بها في منطقة المجاوحة بمديرية نهم، بعد معارك مستمرة ضد ميليشيات الحوثي الانقلابية لليوم الثاني على التوالي».
ووسط استمرار المعارك في هذه الجبهة، أكد المصدر العسكري «سقوط كثير من عناصر الميليشيات الانقلابية بين قتيل وجريح، وسط فرار جماعي لعناصر الميليشيات الحوثية باتجاه مركز مديرية نهم»، مشيرا إلى أن «مدفعية الجيش استهدفت تعزيزات للميليشيات الحوثية في منطقة المجاوحة، وأسفر القصف عن تدمير عدد من الأطقم الحوثية ومقتل جميع من كانوا على متنها».
جاء ذلك في الوقت الذي تواصل فيه قوات الجيش، المسنودة من تحالف دعم الشرعية، تقدمها الميداني المتسارع في معقل ميليشيات الحوثي الانقلابية بمحافظة صعدة، إلى جانب التقدم نحو مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي، بالتزامن مع عمليات تمشيط واسعة في الساحل الغربي جنوب الحديدة، وكذا استمرار المعارك في حجة الحدودية والبيضاء.
وعقب هجوم شنته قوات الجيش الوطني مسنودة بالتحالف العربي على مواقع تتمركز فيها ميليشيات الحوثي الانقلابية في الجهة الشمالية الغربية لمركز مديرية باقم، شمالي غرب صعدة، تمكنت قوات الجيش الوطني من تحرير مواقع جديدة كانت خاضعة لسيطرة الانقلابيين، ومقتل عدد من الانقلابيين، بينهم اثنان من قيادات الحوثي.
وقال قائد اللواء 63 مشاة العميد ياسر مجلي، إن «قوات الجيش الوطني تمكنت خلال هجوم مباغت نفذته من تحرير جبل رمدان المطل على المجمع الحكومي بمركز مديرية باقم من الجهة الشمالية الغربية».
ونقل المركز الإعلامي للجيش اليمني عن العميد مجلي تأكيده أن «المعارك أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف ميليشيات الحوثي الانقلابية، واستعادة كميات من الذخائر والأسلحة الخفيفة والمتوسطة نهبتها الميليشيات الحوثية من معسكرات الجيش».
وأوضح أن «ميليشيات الحوثي الانقلابية تعيش حالة انهيار»، وأن «قوات الجيش الوطني تواصل تقدمها حسب الخطط المرسومة بإسناد من قوات التحالف العربي».
إلى ذلك نقل موقع الجيش «سبتمبر نت»، عن مصدر ميداني تأكيده أن «قوات الجيش شنت هجوما مباغتا على مواقع الميليشيات خلف سلسلة جبال العضيدة المطلة على مركز مديرية باقم من الجهة الشمالية»، وأن «مقاتلات تحالف دعم الشرعية، ساندت قوات الجيش في الهجوم، وشنت عدة غارات جوية على تجمعات الميليشيا وتعزيزاتها».
وقال المصدر إن «الهجوم أسفر عن مصرع 15 من عناصر الميليشيات وإصابة آخرين، فيما عثرت قوات الجيش على مخزن أسلحة واستعادت كل ما فيه من الأسلحة والذخيرة المتنوعة».
وأكد الموقع «مقتل القياديين في الجماعة الحوثية، هما المدعو عبد الله يوسف حسين ثورة، والمدعو أبو علي النواري، في مواجهات مع قوات الجيش في مديرية باقم».
وذكر أن القيادي في الميليشيا المدعو عبد الله يوسف حسين ثورة لقي مصرعه في الهجوم الذي شنته قوات الجيش على مواقع الميليشيات خلف جبال العضيدة، شمالي غرب مركز مديرية باقم، ويعد من القيادات البارزة للميليشيا في مختلف جبهات صعدة، كما أنه تلقى تدريبات خاصة في إيران.
وأوضح الموقع الرسمي للجيش اليمني أن القيادي الميداني في الميليشيات المدعو أبو علي النواري، لقي مصرعه في الهجوم ذاته الذي شنته قوات الجيش على مواقع الميليشيات خلف جبال العضيدة، وذلك بعد 10 أيام من تعيين الجماعة قائدا لما تسميه قوات التدخل السريع، في جبهة باقم.
وتزامنت هذه التطورات الميدانية مع تصدي قوات الجيش الوطني لهجوم كانت شنته ميليشيات الحوثي على موقع تبة الخزان في منطقة قهبان في جبهة مقبنة، غرب تعز، طبقا لما أكده مصدر في محور تعز العسكري لـ«الشرق الأوسط».
وأفاد المصدر بأن «المعارك استمرت ساعات بين الجيش الوطني والانقلابيين، تمكنت فيها القوات من التصدي للهجوم الذي صاحبه قصف مكثف من قبل الميليشيات على مواقع الجيش الوطني، غير أنه تم إجبار الانقلابيين على التراجع بعد سقوط قتلى وجرحى بصفوفهم».
إلى ذلك، قُتلت امرأة حامل برصاص قناص حوثي، الاثنين، في منطقة الحجل بمديرية المصلوب، غرب محافظة الجوف، طبقا لما أوردته وكالة «سبأ» الحكومية.
ونقلت الوكالة عن مصدر محلي تأكيده أن الميليشيات الانقلابية قنصت المواطنة شافعة مبخوت، وهي تقوم برعي الأغنام بعيدا عن مناطق الصراع بمنطقة الحجل بالمصلوب.
وبحسب المصدر الرسمي نفسه، قام مسعفون بنقل الضحية الجديدة للقناصين الحوثيين إلى مستشفى الجوف العام بمديرية الحزم، إلا أنها فارقت الحياة بعد وصولها المستشفى.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.