زوجة رئيس الحكومة الإسرائيلية تمثل أمام القضاء

متظاهر يرمي بنفسه أمام موكب نتنياهو ليذكره بملفات قضايا الفساد

سارة نتنياهو في محكمة الصلح في القدس (أ.ف.ب)
سارة نتنياهو في محكمة الصلح في القدس (أ.ف.ب)
TT

زوجة رئيس الحكومة الإسرائيلية تمثل أمام القضاء

سارة نتنياهو في محكمة الصلح في القدس (أ.ف.ب)
سارة نتنياهو في محكمة الصلح في القدس (أ.ف.ب)

بدأت محكمة الصلح في القدس، أمس (الأحد)، النظر في لائحة الاتهام المقدمة ضد زوجة رئيس الحكومة الإسرائيلية، وفيها اتهامات تتعلق بإساءة إنفاق المال العام، فيما يعرف إعلامياً بقضية «مساكن رئيس الحكومة»، والاحتيال وخيانة الأمانة، وذلك في أول ملفات الفساد المفتوحة لأفراد عائلة نتنياهو في شرطة مكافحة جرائم الفساد.
وقد حاول رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التصرف بشكل طبيعي، مظهراً عدم تأثره من محاكمة زوجته، فسافر إلى الأغوار الشمالية في منطقة بيسان لزيارة نشطاء حزبه، لكن مائة شخص من المتظاهرين ضد الفساد أعادوه إلى الواقع، فرفعوا شعارات تطالب بإقالته ومحاكمته، وحاول أحد المتظاهرين رمي نفسه أمام سيارته ليجبرها على التوقف، فاعتدى عليه حراس نتنياهو، واعتقلته الشرطة.
وقد كانت جلسة أمس لمحاكمة زوجة نتنياهو استهلالية، وتناولت مسائل إجرائية حول سير عمل المحكمة، فبحثت في تشكيلة هيئة القضاة، حيث قررت النيابة تشكيل هيئة من 3 قضاة، بدلاً من قاض واحد، فيما اعترض محامي سارة نتنياهو، قائلاً إن النيابة تحاول تضخيم القضية، مع علمها بأنها قضية تافهة لا تستحق البحث. وطالب محامي الدفاع، يوسي كوهن، بإلغاء المحكمة من أساسها، وإلا فإنه يطالب بالاكتفاء بقاض واحد.
ووفقاً للائحة الاتهام، عمدت سارة نتنياهو، بين عامي 2010 و2013، إلى شراء وجبات طعام جاهزة من مطاعم فاخرة، تجاوزت قيمتها 350 ألف شيقل (100 ألف دولار)، جبيت بصورة غير قانونية من خزينة الدولة. وتتهم النيابة الإسرائيلية سارة بإنفاق الأموال العامة على وجبات من مطاعم خارجية، تحت غطاء كاذب يفيد بعدم وجود طباخ خاص بمسكن رئيس الحكومة، رغم وجود طباخ.
يذكر أن اثنين من المحامين، أعضاء طاقم الدفاع عن سارة نتنياهو، اعتذرا عن القضية قبل يومين من بدء المحاكمة (الجمعة الماضية)، في أعقاب خلافات حادة مع المحامي الرئيسي يوسي كوهين، الذي نصح سارة بعدم قبول صفقة ادعاء، وعدم الاعتراف بالتهم المنسوبة إليها، والذهاب إلى محاكمة طويلة. وجرى الكشف بأن جلسة تفاوض عقدت بين الطرفين، وحضرها كل من المدعي العام الإسرائيلي شاي نيتسان، والمستشار القضائي للحكومة أفيحاي مندلبليت، وطاقم الدفاع عن عائلة نتنياهو، فاقترح محامو سارة إعادة قسم من المبلغ مقابل إغلاق ملف القضية، في «تسوية» يتوافق عليها جميع الأطراف، ولكن المفاوضات أجهضت نتيجة لإصرار نتنياهو على أنها بريئة.
وقبيل انطلاق جلسة المحاكمة، أمس، أصدر طاقم الدفاع عن نتنياهو بياناً، جاء فيه: «هذه هي المرة الأولى التي يجري فيها تقديم لائحة اتهام ضد زوجة قائد سياسي على صواني أكل»، وادعوا بأن «من طلب هذه الصواني هو نفسه الشاهد الملكي، مدير مسكن رئيس الحكومة الإسرائيلية، ماني نفتالي، بينما كانت السيدة نتنياهو ترفض طلبه»، وأضاف أن «لائحة الاتهام تستند إلى إجراء غير قانوني».
وقد توجه القاضي ابيطال حين إلى الطرفين، أمس، بطلب عقد جلسة تفاهمات لإنهاء هذا الملف خارج المحكمة. فإن لم يتفقا على ذلك، نصحهما بأن يتفقا على شكل وإجراءات سير المحاكمة. وإن لم يفلحا أيضاً في هذا، فقد حدد لهما جلسة بعد شهر، ليبت هو في هذه الأمور.
يشار إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد خضع للتحقيق حول شبهتي فساد، الجمعة الماضي، للمرة الثانية عشرة على التوالي. وتزامن مع التحقيق تقديم كل من وزير البيئة زئيف إلكين، ووزير السياحة ياريف ليفين، إفادتهما في مكاتب الوحدة القطرية لمكافحة الفساد والجريمة المنظمة (لاهف 433). وأفادت مصادر الشرطة بأن التحقيق مع الوزيرين جرى حول شهادة المستشار الإعلامي السابق لنتنياهو، نير حيفتس، الذي عقد صفقة مع الشرطة الإسرائيلية، يصبح بموجبها «شاهد ملك».
وقالت المصادر إن ما يميز «الملف 4000» هو توقيع اثنين من أهم المتورطين فيه على اتفاق «شاهد ملك» مع الشرطة، بالإضافة إلى شهادة المدير العام لموقع «واللا» الإلكتروني، إيلان يشوعا، غير المتورط قانونياً، وتتعامل الشرطة مع شهادته على محمل الثقة، بالإضافة إلى كثير من الوثائق والتسجيلات ومحادثات الـ«واتساب».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.