تواصلت الاشتباكات العنيفة بين تنظيم داعش وقوات النظام، مدعمة بالمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، على محاور في بادية ريف دمشق الواقعة عند الحدود الإدارية مع ريف السويداء، حيث تتركز المعارك في منطقة تلول الصفا، آخر ما تبقى للتنظيم في المنطقة. وتسعى قوات النظام وحلفاؤها إلى إنهاء وجود التنظيم عبر هجمات متواصلة مصحوبة بعمليات قصف صاروخي وجوي تنفذه الطائرات الحربية بين الحين والآخر.
وخلفت المعارك مزيداً من الخسائر البشرية بين الطرفين، إذ ارتفع عدد قتلى «داعش» منذ 25 يوليو (تموز) إلى 315، بينما ارتفع إلى 168 عدد عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها، ممن قتلوا في الفترة ذاتها، من ضمنهم عناصر من «حزب الله» اللبناني، أحدهم قيادي، بالإضافة إلى ضباط برتب مختلفة من قوات النظام، أعلاهم برتبة لواء. كما تسببت الاشتباكات في إصابة المئات بجراح متفاوتة الخطورة، بالإضافة لدمار وأضرار في ممتلكات المواطنين.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إنه وثّق مقتل 142 مدنياً، بينهم 38 طفلاً وامرأة، أعدموا من قبل تنظيم داعش بإطلاق النار عليهم، بالإضافة لمقتل 116 شخصاً، غالبيتهم من المسلحين القرويين الذين حملوا السلاح ضد التنظيم، وشاب في التاسعة عشرة من عمره، أعدم على يد التنظيم بعد اختطافه مع نحو 30 آخرين، وسيدة فارقت الحياة لدى احتجازها عند التنظيم في ظروف لا تزال غامضة.
كما تشهد محاور في القطاع الشرقي من ريف دير الزور استمرار المعارك العنيفة بين «داعش» و«قوات سوريا الديمقراطية»، المدعمة من التحالف الدولي. وتتركز الاشتباكات على محاور ضمن الجيب الأخير المتبقي للتنظيم في شرق الفرات، مترافقة مع عمليات قصف صاروخي متواصل، ومعلومات عن مزيد من الخسائر البشرية بين طرفي القتال. وكانت المعارك تدور على محاور عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات في الجيب الخاضع لسيطرة التنظيم، حيث شهد قصفاً مكثفاً، فيما استمرت الاشتباكات على محاور الباغوز والسوسة وهجين، نتيجة الهجمات المتعاكسة بين الطرفين.
ويسعى التنظيم إلى استرداد مناطق خسرها، والحيلولة دون مزيد من تضييق الخناق عليه، فيما تسعى «قوات سوريا الديمقراطية» إلى السيطرة على مزيد من الأراضي، وإنهاء وجود التنظيم في المنطقة. وتفاقمت الخسائر البشرية نتيجة القتال المتصاعد الوتيرة في ريف دير الزور الشرقي، فيما تم رصد قصف بصاروخ أطلقته قوات التحالف الدولي من قاعدة العمر على مناطق سيطرة التنظيم، وكذلك رصد مرور رتل عسكري من 6 سيارات هامر أميركية، وعربتين عسكريتين محملتين بالصواريخ والقذائف والذخيرة، نحو مناطق التماس مع تنظيم داعش.
من جهة أخرى، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إنه حصل على معلومات من عدد من المصادر الموثوقة تؤكد أن الضربات الإيرانية بالصواريخ الباليستية التي أطلقت من إيران أخيراً عبر سماء العراق، لتسقط في الجيب الأخير لسيطرة تنظيم داعش عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، قد تسببت في مقتل 8 أشخاص، معظمهم من جنسيات غير سورية.
وأضاف «المرصد» أن القصف الصاروخي لم يؤدِ إلى مقتل أي قيادي محلي أو غير سوري، بل قتلت فتيين و6 شبان ورجال، من ضمنهم 3 من عناصر «داعش» يحملون الجنسية العراقية. واستهدفت الصواريخ الإيرانية منزلاً استولى عليه «داعش» في وقت سابق بمنطقة هجين، كما تم رصد انفجارات عنيفة هزت الجيب الخاضع لسيطرة التنظيم عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات بالقطاع الشرقي من ريف دير الزور، والمقابلة لمنطقة البوكمال القريبة من الحدود السورية - العراقية. وأكدت مصادر أن الانفجارات هذه ناجمة عن القصف الذي نفذته القوات الإيرانية بصواريخ باليستية، مستهدفة مقرات ومواقع لتنظيم داعش.
احتدام القتال بين قوات النظام و«داعش» في منطقة تلول الصفا
التنظيم الإرهابي يحاول استرداد مناطق خسرها في الجيب الأخير المتبقي له شرق الفرات
احتدام القتال بين قوات النظام و«داعش» في منطقة تلول الصفا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة