السعودية: خطة لرفع عدد الفنادق الاقتصادية 780 في المائة بحلول 2018

من المتوقع أن يقفز الطلب من 385 مليون إقامة لليلة واحدة في 2013 إلى 531.7 مليون بعد ست سنوات

السعودية: خطة لرفع عدد الفنادق الاقتصادية 780 في المائة بحلول 2018
TT

السعودية: خطة لرفع عدد الفنادق الاقتصادية 780 في المائة بحلول 2018

السعودية: خطة لرفع عدد الفنادق الاقتصادية 780 في المائة بحلول 2018

تعزز الحكومة السعودية من جهودها لتنمية قطاع السياحة الداخلية السعودية، حيث من المتوقع أن تزداد مشاركة الشباب السعودي في السفر داخل البلاد، ونتيجة لذلك يرتفع الطلب على «الموتيلات» على الطرق السريعة والفنادق الاقتصادية الواقعة في المدن المركزية.
تضم السوق السعودية، وفق تقرير لشركة «كولوريز» العالمية في الوقت الحالي 1.320 وحدة فندقية اقتصادية تحمل علامة تجارية، مما يمثل 2.1 في المائة من العلامات التجارية، وفي عام 2013، تحققت أكبر نسبة إشغال لسوق الفنادق الاقتصادية في جدة بنسبة 70 في المائة، بينما وصلت الرياض إلى أعلى سعر متوسط بمبلغ 357 ريالا سعوديا.
ووفق التقرير نفذ في السوق السعودية عدد من المشروعات المشتركة في عام 2013، حيث أقامت شركات تطوير في مجلس التعاون الخليجي شراكات مع مجموعات فنادق أميركية وأوروبية من أجل نشر علاماتها التجارية الاقتصادية في جميع أنحاء السعودية، وهكذا فمن المتوقع أن يصل عدد الوحدات الفندقية الاقتصادية ذات العلامات التجارية العالمية في السعودية من 1320 في الربع الأول من عام 2014 إلى 11.626 غرفة في عام 2018، بناء على المعروض المتوقع المعلن، وذلك بزيادة تتجاوز 780 في المائة.
وتظهر في المدن الكبرى في الرياض وجدة ومكة والمدينة أكبر مساحة للنمو في قطاع الفنادق الاقتصادية، حيث تحظى تلك المناطق بأسواق ضيافة قائمة، وتكمن الإمكانيات الفعلية في مدن حائل والهفوف ورابغ وسكاكا وتبوك والطائف وينبُع، ومن المتوقع أن تستفيد جميعها من زيادة الإنفاق الحكومي في القطاعين الصناعي والتجاري، وأن تستفيد أيضا من تنفيذ البرنامج السياحي بتمديد العمرة.. التقرير تناول بالتفصيل اتجاهات السوق وفرص الاستثمار الممكنة في السوق المحلية، وإليكم أبرز ما ورد فيه:

* اتجاهات السياحة الحديثة

* تؤكد الهيئة العامة للسياحة والآثار في السعودية على أهمية تطوير البنية التحتية للسياحة، وتحديث الخدمات والمنتجات والبرامج السياحية في جميع أنحاء المملكة، كما تحول الهيئة تركيزها صوب تطوير السياحة الداخلية، وتنويع العروض السياحية في مجالات متعددة مثل السياحة التراثية والسياحة الأثرية والسياحة التجارية وحتى السياحة العلاجية. يجرى في الوقت الحالي مشروعات استثمارية من خلال تطوير خمس مدن اقتصادية وخمس مدن طبية في البلاد.
تم تخصيص مبلغ 75 مليون ريال سعودي لتطوير مطارات داخلية. ومن المتوقع أن يشارك عدد أكبر من الشباب السعودي في السياحة الداخلية، كما أعلنت الحكومة السعودية في ديسمبر (كانون الأول) عام 2013، عن عزمها على تقديم برنامج تمديد تأشيرة العمرة بما يسمح لحاملي جوازات سفر من 65 دولة ممن يزورون البلاد من أجل السياحة الدينية (العمرة) بتمديد مدة إقامتهم إلى 30 يوما.
ويهدف هذا الإجراء إلى زيادة الدخل بتعزيز الأنشطة السياحية غير الدينية داخل المملكة، ومنها أنشطة التسوق والسياحة التراثية وزيارة المعالم الأثرية. وكان من المخطط أن يبدأ برنامج التأشيرة في مايو (أيار) 2014، بناء على تقارير من الهيئة العامة للسياحة والآثار.
ومن أهم المناطق التي من المتوقع أن تشهد أكبر قدر من المستفادة من تأشيرة العمرة الجديدة هي المدن التي تضم الأماكن المقدسة في مكة والمدينة، بالإضافة إلى مدينة جدة التي تمثل بوابة الدخول إليهما. ومن المدن الثانوية التي من المتوقع أن تستفيد من البرنامج: رابغ والطائف وينبُع، حيث تقع على مسافة قريبة بالسيارة من المدينتين المقدستين.

* سوق الفنادق الاقتصادية في السعودية

* ربما يكون النقص الحالي في الأسماء التجارية للفنادق العالمية فرصة للمستثمرين. في حين يتم تخفيف قواعد التأشيرات وتوقع زيادة الزيارات التجارية الوافدة، من المرجح أن يحجز زائرو المملكة ذوي الدخل المتوسط في فنادق اقتصادية، ويمكن أن تقدم أسماء تجارية شهيرة إشارة واضحة على جودة المؤسسة.
وسوف تكون الميزة الرئيسية لوجود اسم تجاري اقتصادي هو وجود معايير فندقية عالمية للمسافرين الشباب في الداخل الذين يحددون اختياراتهم بناء على السعر ورجال الأعمال الوافدين الذين يمكثون عادة لمدة يومين أو ثلاثة في مهمة عمل.
ورغم أن السعوديين يترددون عامة في الإقامة في فنادق ونُزل اقتصادية، فإن الجيل الأصغر سوف يجد قبولا أكبر في أسماء تجارية عالمية تبدي تفهما أفضل للحاجة إلى وسائل الراحة والتواصل.
ومن المتوقع أن تؤتي الخطوات الأولى الصغيرة في إقامة الموتيلات والكبائن الفندقية ثمارها، ومن أول الأسماء التجارية المتقدمة في هذين القطاعين موتيل 6 وسوبر 8 (في الموتيلات) ويوتيل (الكبائن الفندقية).
وسوف تتمكن الفنادق الاقتصادية زهيدة التكاليف الواقعة في مناطق استراتيجية مثل الطرق السريعة الرئيسية ومراكز المدن من اجتذاب هذا الطلب على الإقامة والذي من المتوقع أن يرتفع من 385 مليون إقامة لليلة واحدة في عام 2013 إلى 531.7 مليون إقامة لليلة واحدة في عام 2018، وفقا لـ(BMI).
وتعمل شركات تشغيل الفنادق والحكومة السعودية بنشاط من أجل سد فجوة السوق الناتجة عن عدم وجود فنادق اقتصادية في المملكة، ونظرا لأن الهيئة العامة للسياحة والآثار تشجع السياحة الداخلية، من المتوقع أن تشهد البلاد سفر أعداد أكبر من الشباب السائحين والذين سيسعون إلى الإقامة في أماكن سعرها في المتناول وبها وسائل الراحة ليبيتوا بها ليلا.
ووفقا لبيزنس مونتيور إنترناشيونال (BMI)، من المتوقع أن تشهد أعداد السياح الوافدين نموا كبيرا – من 17.2 مليون سائح في عام 2013 إلى 25.7 مليون سائح في عام 2018. وكما يزداد هذا الرقم، تزداد الحاجة إلى وجود أسماء تجارية لفنادق عالمية في السوق السعودية.

* مؤشرات الأداء الرئيسية

* في عام 2013، أظهر سوف الفنادق الاقتصادية في الرياض أقوى معدل متوسط بين المدن الرئيسية في المملكة العربية السعودية بمعدل سعر اليوم 357 ريالا سعوديا، نظرا لأنها العاصمة الاقتصادية للمملكة. ووصلت نسبة الإشغالات إلى 67 في المائة في عام 2013.
وحققت جدة ثاني أقوى معدل أداء في عام 2013، بلغ 328 ريالا سعوديا في اليوم، ولكنها أحرزت أعلى نسبة إشغال في السوق بمعدل 70 في المائة. يقدم تقسيم الضيافة المتنوع في جدة – بالإضافة إلى وضعها كبوابة إلى مكة والمدينة – ذاته كاستثمار منخفض المخاطر بالمقارنة بغيره، لا سيما أن المدينة تنمي من عروضها التجارية والترفيهية.
كما شهدت كل من مكة والمدينة انخفاضا ضئيلا في نسبة الإشغالات من عامي 2012 و2013، في الأساس بسبب انخفاض الزيارات التي تسببت بها المخاوف من فيروس كورونا الشرق الأوسط، وتوزيع عدد محدود من تأشيرات الحج والعمرة بسبب الأعمال الإنشائية التي تتم حول المسجد الحرام. حققت مكة والمدينة نسبة إشغالات وصلت إلى 62 في المائة و66 في المائة بالترتيب، وحققت متوسط سعر اليوم بلغ 260 ريالا سعوديا و278 ريالا سعوديا بالترتيب. وأثمر حجم السوق الهائل في مكة (نحو 41.000 غرفة فندقية من فئة نجمتين وثلاث نجوم) عن منافسة قوية وأسعار منخفضة.
وتقدم المدينة للمطورين أكبر مساحة للمناورة بفضل أعمال هدم الفنادق الجارية لتوسعة المسجد النبوي. يمثل هذا الانخفاض في العرض فرصة في حد ذاته لمطوري الفنادق الاقتصادية لكي يدخلوا إلى الأسواق حيث سينمو الطلب بسرعة أكبر من العرض.
كما سيكون تطوير فنادق اقتصادية في مكة والمدينة مفيدا للحجاج الذين يحددون اختياراتهم بناء على الأسعار وينفقون نحو 10.000 ريال سعودي في إجمالي رحلة الحج.

* المعروض حاليا في سوق الفنادق

* منذ أبريل (نيسان) عام 2014، كان هناك إجمالي 1.258 فندق في المملكة، من بينها 1100 فندق من فئة ثلاث نجوم ونجمتين ونجمة واحدة.
وكما كان الحال في عامي 2012 - 2013، تكمن فرصة قوية للاستثمار في صناعة الفنادق في الفنادق الاقتصادية وزهيدة التكلفة التي تحمل أسماء تجارية، حيث يوجد في المملكة في الوقت الحالي 14 منشأة اقتصادية وزهيدة تحمل علامة تجارية عالمية، وتضم إجمالي 2.395 وحدة. يمثل هذا الرقم قدرا ضئيلا للغاية من إجمالي المعروض، بنسبة 3.2 في المائة من إجمالي الوحدات الفندقية المتاحة في الفئتين ذات النجمتين والثلاث نجوم. وبالمقارنة، تملك الإمارات فنادق اقتصادية ذات أسماء تجارية بنسبة 34.5 في المائة.
ورغم أن مكة لا يوجد بها بالفعل فندق اقتصادي يحمل اسم تجاري (يسير فندق ميركيور هبة الله ذي ثلاث نجوم على النموذج التجاري لفندق ذي أربع نجوم)، فإن هذه المجموعة تحديدا تسودها أسماء تجارية محلية، وهي تحديدا إيلاف ومواكب ومكارم.
ويزعم مطورو مشروع جبل عمر الذي يضم 13.500 وحدة في خطة كبرى مقبلة أن نحو 4050 وحدة سوف تكون في الفئة الاقتصادية ذات الأسماء التجارية.
ولا توجد في الوقت الحالي في المدينة فنادق ذات علامات تجارية عالمية – بل شركات سعودية خاصة مثل شركة فنادق الأنصار ومجموعة مبارك.

* العرض في السنوات المقبلة

* تدخل شركات التطوير المتعددة في مشروعات مشتركة مع شركات تشغيل الفنادق لتطوير وإقامة الفنادق الاقتصادية حول المملكة.
في ديسمبر (كانون الأول) عام 2013، دخلت شركة إيفا للفنادق والمنتجعات، والتي يقع مقرها في الكويت، في مشروع مشترك مع كابيتال إنترناشيونال غروب لإقامة فروع ليوتيل، العلامة التجارية التي تتبنى مفهوم الكبائن الفندقية، في المملكة العربية السعودية. وذلك ليقام أول فرع في الرياض ثم مزيد من الفروع في مكة والمدينة وربما جدة.
وتتخذ مجموعة فنادق أكور خطوات كبيرة في إدخال علامة إيبس التجارية إلى المملكة، بعد افتتاح إيبس الرياض في ديسمبر (كانون الأول) عام 2012، ووقعت مؤخرا عقدا مع مجموعة العيسائي لتطوير 10 فنادق إضافية. تضم أكور في الوقت الحالي 1.492 وحدة فندقية تحت علامة إيبس في الخط المعلن للسعودية، ومنها منشآت في ينبع والرياض وجدة والخبر. ومن المخطط إقامة أكثر من ثلاثين فندق إيبس على مدار الأعوام من 5 إلى 8 المقبلة.
وحققت شركة (وايتبرد) المحدودة دخولا قويا في السوق السعودية بعلامتها التجارية الاقتصادية (بريميير إن). في فبراير (شباط) عام 2014. دخلت الشركة في اتفاق على مشروع مشترك مع مجموعة الإمارات في دبي، لتطوير 15 فندق تحت علامة (بريميير إن) في المملكة. كما من المتوقع إنشاء 700 وحدة فندقية تحت علامة (بريميير إن) في الجبيل والخبر والهفوف وجدة.
بعد مشاهدة نجاح أول فندق تحت علامة (دايز إن) والذي تم افتتاحه في الرياض في مارس (آذار) عام 2013، أعلنت شركة ويندهام وورلد وايد عن إقامة سلسلة من 9 فنادق تحت علامة (دايز إن) حول البلاد تضم 800 وحدة، و20 فندق على الطرق السريعة تحت اسم (سوبر 8) لتضيف 900 وحدة.
وأعلنت تقارير في هذا المجال من عام 2011، عن تطوير ما يزيد على 20 (موتيل 6) في المملكة العربية السعودية، ولكن لم يصدر أي بيان منذ ذلك الحين.

* النتائج

* في عام 2012، كانت الفجوة في سوق الفنادق مؤكدة، فاتخذ المستثمرون والمطورون خطوات في عام 2013، وبدأوا في تلبية الاحتياج إلى وجود مؤسسات تحمل أسماء تجارية عالمية، إلى جانب أخبار عن زيادة الإنفاق الحكومي للتركيز على تطوير البنية التحتية للسفر والسياحة داخل المملكة.
ورغم أن مكة والمدينة بها أكبر عدد معروض من الفنادق الاقتصادية والزهيدة، فإن كلتيهما تمثلان أفضل فرص للفنادق الاقتصادية ذات العلامات التجارية العالمية لدخول السوق وضمان جودة مستوى الخدمة مع اجتذاب المسافرين المتأثرين بالأسعار.
وفي الوقت الذي تضع الأطراف المؤثرة والمحركة لصناعة الفنادق الاقتصادية بالفعل خطط للتوسع في المملكة، إلا أنه من الواضح أن هذا النوع من العمليات، وقدرتها الممكنة على تحقيق أرباح وإنفاق رأس المالي المحدود، يثير اهتمام مزيد من المستثمرين.
تكمن الميزة الحقيقية في الفنادق الاقتصادية في عدم تقلب أرباحها وانخفاض تكاليف التشغيل، حيث تعتمد تلك الفنادق على الحجم بصورة أكبر من السعر.
وتستعد السعودية في الوقت الحالي لزيادة دخول العلامات التجارية، بالإضافة إلى توقع بوصول المعروض الإضافي الجيد من الوحدات الفندقية ذات العلامات التجارية إلى 11.626 وحدة بحلول عام 2018، بناء على المعروض المتوقع المعلن.



تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
TT

تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس

بعد الانتشار المتزايد لفيروس «كورونا المستجد» في معظم أنحاء العالم، يحذّر خبراء الاقتصاد من التداعيات السلبية التي يشهدها الاقتصاد العالمي خصوصاً بعد الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول ومن بينها إغلاق الحدود وتعليق الرحلات الجوية والبحرية، وهو ما امتد بدوره إلى قطاع العقارات في مصر، حيث تشهد السوق العقارية في البلاد حالياً تراجعاً في نسب المبيعات، بالإضافة إلى إلغاء فعاليات ومؤتمرات تسويقية عقارية.
ويؤكد مستثمرون عقاريون مصريون من بينهم المهندس ممدوح بدر الدين، رئيس مجلس إدارة شعبة الاستثمار العقاري بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن «القطاعات الاقتصادية تشهد تباطؤاً وجموداً حاداً في الآونة الأخيرة، وهذا سيكون له تبعاته على سوق العقار»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «أتوقع أن تخرج مصر من الأزمة سريعاً، وبأقل الخسائر نتيجة للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها أخيراً للحد من انتشار المرض».
وشهدت سوق مبيعات العقارات في مصر «تراجعاً نسبياً منذ بداية أزمة كورونا»، وفق الخبير والمسوق العقاري محمود سامي، الذي قدّر «نسبة التراجع في مستويات البيع والشراء، بنسبة تتراوح من 20 إلى 30%، في بداية الأزمة، لتصل إلى 50% مع نهاية الأسبوع الماضي، مع اتخاذ مصر وعدد من الدول العربية إجراءات احترازية جريئة للحد من انتشار المرض».
ورغم أن مؤشرات الطلب على شراء العقارات التي تقاس وفق حجم الطلب على المواقع الإلكترونية المخصصة لبيع وشراء العقارات، لم تعكس هذا التراجع في شهر فبراير (شباط) الماضي، وفقاً لمؤشر موقع «عقار ماب» المتخصص في السوق العقارية، بعدما سجل ثبات مستوى الطلب على العقارات في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير الماضيين، لكن المؤشر أوضح أنه «كان هناك تزايد في الطلب في النصف الأول من شهر فبراير، إلا أن هذا التزايد تراجع في الأسبوعين الأخيرين ليستقر المؤشر عند نفس معدل الشهر السابق»، ولا توجد إحصائيات واضحة عن شهر مارس (آذار) الجاري، والذي تفاقمت فيه أزمة «كورونا».
وعكس ما يؤكده المسوق العقاري محمود سامي، من وجود تراجع في نسب مبيعات العقارات في مصر، يقول الدكتور ماجد عبد العظيم، أستاذ الاقتصاد والخبير العقاري، أن «السوق العقارية في مصر لم تتأثر حتى الآن بأزمة (كورونا)»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «لا يوجد ارتباط بين فيروس (كورونا) والعقارات، فمن يريد شراء شقة سيفعل ذلك»، مشيراً إلى أن «السوق العقارية المصرية تعاني من حالة ركود بدأت منذ نحو أربعة أشهر، وتظهر ملامحها في العروض التسويقية التي تقدمها شركات العقارات، ومن بينها زيادة عمولة المسوقين العقاريين، والإعلان عن تسهيلات في السداد تصل إلى عشر سنوات من دون مقدم، والدفعة الأولى بعد التسلم»، لافتاً إلى أن «حالة الركود هذه سببها الرئيسي زيادة المعروض، وارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه».
ورغم أن العاملين في التسويق العقاري لا ينكرون وجود حالة ركود في السوق، فإنهم يرون أن المسألة تزايدت مع الخوف من انتشار «كورونا»، حتى حدث «انكماش في السوق العقارية»، على حد تعبير سامي الذي أوضح أن «شركات التسويق العقاري تأقلمت مع حالة الركود، ونفّذت عمليات إعادة هيكلة وتقليص لعدد الموظفين والمقرات»، مضيفاً: «ما نشهده الآن مختلف، فهناك حالة شلل لم نشهدها من قبل إلا مع ثورتي 30 يونيو (حزيران) 2013، و25 يناير 2011. وإن كان ما نشهده حالياً أكثر حدة، فهناك إلغاء لحجوزات ومواعيد معاينات للوحدات العقارية، وتأجيل لقرارات الشراء بشكل عام حتى انتهاء الأزمة واتضاح الرؤية».
ولا يقتصر تأثير انتشار «كورونا» على حركة البيع والشراء في قطاع العقارات، بل من المتوقع أن «ينعكس التأثير على اقتصاد الشركات العقارية واستثماراتها» حسب بدر الدين، الذي أشار إلى أن «قطاع النفط تأثر بصورة كبيرة خصوصاً بعد إصرار منظمة (أوبك) على عدم تقليل إنتاجها، ليهبط سعر البرميل إلى أقل من 30 دولاراً، ما سبب خسائر للمستثمرين والصناديق العالمية، وترتبت على ذلك انخفاضات في أسعار مواد البناء وبالتالي فإن أي مستثمر لديه مخزون من هذه السلع، سيحقق خسائر بلا شك».
وتماشياً مع قرارات الحكومة المصرية إلغاء التجمعات، تم تأجيل مؤتمر ومعرض «سيتي سكيب مصر للتسويق العقاري»، الذي يعده الخبراء أحد أكبر معارض التسويق العقاري في مصر، والذي كان من المقرر عقده في منتصف الشهر الجاري، لتكتفي الشركات العقارية بالعروض التسويقية التي تقدمها وتعلن عنها إلكترونياً أو تلفزيونياً.
والتأجيل يحمي شركات العقارات من خسائر متوقعة، نظراً لصعوبة حضور العملاء، مما سيؤثر بشكل سلبي على صورة القطاع العقاري، حسب بدر الدين.
ويخشى العاملون في السوق العقارية من استمرار الأزمة فترة طويلة، وهو ما سيؤدي إلى خسائر كبيرة في القطاع، قد تضطر الشركات إلى عمليات إعادة هيكلة وتخفيض عمالة -على حد تعبير سامي- الذي قال إن «الشركات تأقلمت مع انخفاض المبيعات خلال الشهور الماضية، لكن لو استمر الوضع الحالي لمدة شهر، فالمسألة ستكون صعبة وقد تؤدي إلى إغلاق شركات وتسريح موظفين، حيث ستحتاج كل شركة إلى تخفيض نفقاتها بنسبة 40% على الأقل».
ورغم تأكيدات عبد العظيم أنه لا يوجد تأثير لأزمة «كورونا» على السوق العقارية حتى الآن، فإنه يقول: «إذا تفاقمت أزمة (كورونا) فستكون لها تأثيرات على جوانب الحياة كافة، ومنها العقارات»، وهو ما يؤكده بدر الدين بقوله إن «العالم كله سيشهد تراجعاً في معدلات النمو الاقتصادي».