آلاف الطلاب السوريين يسجلون في المدارس الرسمية اللبنانية غداً

طلاب سوريون في إحدى المدارس اللبنانية (موقع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين)
طلاب سوريون في إحدى المدارس اللبنانية (موقع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين)
TT

آلاف الطلاب السوريين يسجلون في المدارس الرسمية اللبنانية غداً

طلاب سوريون في إحدى المدارس اللبنانية (موقع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين)
طلاب سوريون في إحدى المدارس اللبنانية (موقع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين)

ينطلق تسجيل الطلاب السوريين في المدارس الرسمية اللبنانية، يوم غد (الاثنين)، إثر تقديم مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة موافقة على البدء بتسجيلهم، بموازاة استمرار الجهود اللبنانية لإعادة النازحين السوريين الراغبين بالعودة طوعياً إلى سوريا.
وقالت مصادر لبنانية رسمية لـ«الشرق الأوسط» إن مفوضية اللاجئين «تجري في كل عام دراسة جديدة لتسجيل الطلاب النازحين السوريين في المدارس اللبنانية، وعلى ضوئها استمرت بتسجيلهم هذا العام»، لافتة إلى أن تسجيل الطلاب يبدأ مطلع أكتوبر (تشرين الأول) (يوم غد)، وعلى ضوئه «نعرف عدد الطلاب الذين سيتم تسجيلهم هذا العام».
وعادة ما يدرس الطلاب السوريون في المدارس الرسمية في دوام بعد الظهر، خلافاً للطلاب اللبنانيين الذين يدرسون في دوام قبل الظهر، وذلك كون المباني التابعة لوزارة التربية لا تستوعب عدداً كبيراً من الطلاب في دوام واحد.
وذكرت معلومات صحافية أنه من المقرر أن يلتحق 15 ألف طالب سوري بمدارس الجنوب الرسمية قريباً، على أن يبدأ تسجيلهم اعتباراً من يوم غد، وقالت إن الطلاب سيحصلون على الكتب والقرطاسية مجاناً، علماً بأن نقلهم من نقاط سكنهم إلى المدارس سيكون على نفقة الأمم المتحدة أيضاً، وأن نحو 500 أستاذ لبناني سيدرسون لهم، وهم متعاقدون مع الأمم المتحدة على الساعة من خلال وزارة التربية، وسيتقاضون أجر كل ساعة تعليم 18 ألف ليرة.
وفتح تسجيل الطلاب أسئلة عما إذا كان سيؤثر على جهود عودة النازحين السوريين طوعاً، إذ نقلت وكالة أنباء «المركزية» عن مصدر بلدي في جنوب لبنان تحذيره من أن عملية تسجيل الطلاب السوريين للعام الدراسي الحالي «تؤدي إلى تراجع عودة ذويهم إلى سوريا، وتساهم في بقائهم سنة أخرى في الجنوب، مع العلم أن المفوضية مددت إقامتهم على الأراضي اللبنانية لسنتين إضافيتين».
إلا أن رئيس رابطة العمال السوريين في لبنان، مصطفى منصور، أوضح عبر «المركزية» أنه «لا علاقة لتسجيل الطلاب السوريين في لبنان بالعودة»، مؤكداً: «إننا، بالتنسيق مع الأمن العام و(حزب الله)، نعمل على إعادة السوريين طوعياً، ليسجلوا أبناءهم في سوريا ومدارسها التي باشرت عامها الدراسي، ولكي لا يضيع العام الدراسي عليهم».
بالموازاة، تتواصل العودة الطوعية للنازحين السوريين إلى بلادهم، حيث من المقرر أن ينظم الأمن العام عملية عودة للمئات منهم الاثنين المقبل، من الجنوب وصيدا والنبطية وشبعا والهرمل وبعلبك وبرج حمود والعبودية والمصنع، وهي الدفعة الحادية عشرة، والأكبر منذ بدء العمليات.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».