إردوغان يعلن بدء انسحاب الجماعات المتشددة من إدلب

استمرار الدوريات التركية في منبج بموجب الاتفاق مع واشنطن

TT

إردوغان يعلن بدء انسحاب الجماعات المتشددة من إدلب

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بدء انسحاب «الجماعات المتشددة» من المنطقة منزوعة السلاح بإدلب التي جرى الاتفاق على إنشائها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي الاثنين قبل الماضي.
وقال إردوغان، في مقابلة مع «رويترز» على هامش مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن الجماعات المتشددة بدأت بالفعل بالانسحاب من المنطقة منزوعة السلاح التي سيتم إنشاؤها على طول مناطق انتشار النظام والمعارضة في محيط إدلب. وأضاف أنه بموجب مذكرة التفاهم التي تم التوقيع عليها بين وزارتي الدفاع التركية والروسية في سوتشي ستتولى روسيا مسؤولية منع دخول النظام إلى المنطقة منزوعة السلاح التي ستمتد بعرض 15 إلى 20 كيلومترا، بينما ستتولى تركيا مسؤولية إخلاء هذه المنطقة من التنظيمات المتشددة، وجعلها منطقة منزوعة السلاح.
وذكر إردوغان أن اتفاقية سوتشي مكنت أهالي إدلب من العيش بأمان ودفعت من خرجوا من منازلهم خشية القصف إلى العودة والعيش في سلام، مشيرا إلى عودة قرابة 50 إلى 60 ألف مدني إلى مساكنهم في إدلب. وشدد إردوغان على أنه لا يمكن أن تستمر مساعي السلام مع استمرار رئيس النظام السوري بشار الأسد في السلطة.
في السياق ذاته، كشفت تقارير صحافية عن اجتماع لقادة الفصائل العسكرية العاملة في إدلب في تركيا لبحث اتفاق سوتشي، الذي يقضي بإنشاء المنطقة العازلة.
ولفتت التقارير إلى أن تركيا دعت إلى الاجتماع من أجل بدء العمل ببنود الاتفاق الموقع مع روسيا، الذي ينص على إنشاء منطقة عازلة ونزع السلاح الثقيل من الفصائل العاملة فيها بحلول منتصف أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وأضافت أن فصائل المعارضة لا تزال في المنطقة العازلة المتفق عليها، ويتركز الحديث حاليا عن موضوع السلاح الثقيل.
وتباينت ردود فعل الفصائل العسكرية تجاه اتفاق سوتشي، فبينما رحبت الجبهة الوطنية للتحرير به، رفضه تنظيم «حراس الدين» واعتبره شبيها بما حصل في البوسنة في اتفاقية نزع السلاح، ولم تعلق جبهة «تحرير الشام» بشكل رسمي على الاتفاق، لكن بعض قادتها أعلنوا رفضهم له.
ومن المقرر أن تنسق طائرات من دون طيار تسيير الدوريات المشتركة مع روسيا في المنطقة العازلة المتفق على إنشائها في إدلب، بحسب وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو.
في الوقت ذاته، سيّرت القوات التركية، أمس، دورية جديدة على طول الخط الفاصل بين منطقة عملية «درع الفرات» ومدينة منبج، شمال سوريا. وقالت رئاسة الأركان التركية، في بيان، إنه جرى تسيير الدورية المستقلة الـ51 في المنطقة المذكورة بالتنسيق مع القوات الأميركية.
وفي 18 يونيو (حزيران) الماضي، أعلنت رئاسة الأركان التركية بدء الجيشين التركي والأميركي تسيير دوريات مستقلة على طول الخط الواقع بين منطقة عملية «درع الفرات» بريف حلب الشمالي، ومنبج، في إطار خريطة الطريق، التي توصلت إليها أنقرة مع واشنطن حول منبج، في الرابع من الشهر ذاته، والتي تتضمن إخراج مسلحي وحدات حماية الشعب الكردية من منبج وتوفير الأمن والاستقرار فيها.



بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.