وصلت حرب شنّتها شركة أمازون دوت كوم على الناشرين أوجها منذ أيام عقب إعلان أنها تعتزم إطلاق خدمة «كيندل أنليميتيد» Kindle Unlimited، وهي اشتراك غير محدود سيتيح للمشتركين الدخول إلى مكتبة «كيندل» للكتب الإلكترونية مقابل دفع 9.99 دولار شهريا. وتصل شركة أمازون أخيرا إلى هدفها النهائي، وهو حل النموذج التقليدي لتجارة الكتب بشكل كامل من خلال منصة نشر متكاملة مباشرة من الكاتب إلى «كيندل».
كانت فكرة خدمات بث الفيديو حسب الطلب «نيتفليكس للكتب» Netflix عملا تجاريا جديدا ذا شعبية لفترة من الوقت. ورفعت شركة «Oyster» رأس مالها المخاطر إلى 17 مليون دولار خلال تمويلها الثاني، وتحولت خدمة Scribd حديثا من استضافة الوثائق إلى خدمة اشتراك للكتب. وتهيمن شركة أمازون على مبيعات الكتب الإلكترونية بحصة سوقية تقدر بنحو 65 في المائة.
عرضت شركة فوكس منذ بضعة أيام شراء تايم وارنر مقابل 80 مليار دولار، في واحدة من أكبر الصفقات بمجال صناعة الإعلام بالسنوات الأخيرة. فيما تواجه كلتا الشركتين ضغوطا تنافسية من تدفق شركات مثل نيتفليكس التي تطوّر البرمجة الأصلية وكذلك الشبكات متعددة القنوات مثل شبكة قنوات (Maker Studios) التي اشترتها شركة ديزني.
يكمن السبب وراء جزء من اتجاه الاندماج في الإيرادات التي يمكن أن تحقق في مجال الفيديو، هناك فرص هائلة للشركات لبناء قيمة من المنتجات المشتقة في قنوات أخرى. هوليوود تفضل «منصات» أفلامها المتمثلة في الامتيازات التي يمكن أن تشكل أساسا لمحتوى جديد عبر وسائل الإعلام، ومن الممكن أن ينتج عن فيلم واحد أفلام تكميلية وعروض تلفزيونية وكتب ومجلات ورسوم هزلية ودمى وألعاب فيديو. الفيلم هو مجرد بداية لنطاق أوسع وعالم إنتاج أكثر ربحية.
وينطبق هذا النموذج من الأعمال على عدد قليل جدا من الكتاب الذين يختارون القصص الدرامية عن مصاصي الدماء أو الأعمال الدرامية المثيرة من أجل جمع الثروات. ولكن لا توجد مصادر دخل بديلة للكتاب.
وتعد تقريبا كل الأعمال التي ينجزها كاتب ما في التسويق والعلاقات الخارجية بيع نسخ فعلية من الكتب، وتكون الحوارات والمحاضرات التي تجرى حول الكتب غير مدفوعة الأجر بصفة عامة ويدفع في كثير من الأحيان رسوم منخفضة عن المقالات التي تساهم في المجلات والصحف لتسويق كتاب معين ونادرا ما يذهب إليها حصة من عائدات الإعلانات إن لم تكن لا تشارك بأي نسبة مطلقا.
وهذا في نهاية المطاف جزء من «كيندل أنليميتيد» الذي ربما يكون الأكثر شؤما والسبب وراء شغف الكتاب بقضية أسعار الكتب الإلكترونية. وليس من المرجح أن يؤدي خفض الأسعار إلى توسيع سوق القراء، نظرا لأن أسعار الكتب لا تبدو العامل الحاسم الذي يحدد ما إذا كان شخص ما سيقرأ الكتاب أم لا، بينما يلعب الوقت هذا الدور. ولكن تلك الأسعار المنخفضة تقلص بشكل مباشر دخول الكتاب الذين يفتقرون إلى أي وسيلة أخرى لترجمة مبيعاتهم إلى إيرادات إضافية.
هذا هو السبب في أنني لا أعتقد أن الثورة الكبيرة للكتاب ومنتجي المحتويات الأخرى ستأتي من شركة أمازون، ولكنها ستأتي من الأعمال التجارية الجديدة مثل (Patreon)، التي تسمح للمنتجين ببناء قاعدة جماهيرهم بصورة مباشرة ووضع نموذج اشتراكاتهم مباشرة مع معظم جماهيرهم المتحمسين. قد يكون ذلك خاتمة مفاجئة لهذه الحلقة الأخيرة من حروب المحتويات، ولكنها خاتمة تحتفي بالمبدعين في جميع أنحاء العالم.
8:58 دقيقه
«أمازون» لا يقتل الكتابة.. بل تقضي السوق عليها
https://aawsat.com/home/article/140816
«أمازون» لا يقتل الكتابة.. بل تقضي السوق عليها
«أمازون» لا يقتل الكتابة.. بل تقضي السوق عليها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة

