الظروف الجيوسياسية تحرم الأسواق العالمية من الاستفادة من الخطة الأممية 2030

الغرفة الدولية تبحث غداً في نيويورك تحفيز الشراكات المؤثرة مع القطاع الخاص

الظروف الجيوسياسية تحرم الأسواق العالمية من الاستفادة من الخطة الأممية 2030
TT

الظروف الجيوسياسية تحرم الأسواق العالمية من الاستفادة من الخطة الأممية 2030

الظروف الجيوسياسية تحرم الأسواق العالمية من الاستفادة من الخطة الأممية 2030

تبحث الغرفة التجارية الدولية بباريس غدا الأربعاء، سبل تحفيز الشراكات المؤثرة مع القطاع الخاص، في حين أقرّت أن هناك حزمة تحديات ستعرقل عملية نمو الأسواق العالمية، وتحرمها من الاستفادة من أهداف خطة الأمم المتحدة للعام 2030 بسبب الظروف الجيوسياسية.
وكشفت الغرفة التجارية الدولية بباريس، عن أجندة لقاء حصري مع قادة الأعمال أثناء الدورة السنوية 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة، لقياس تأثير الأعمال في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، بحضور أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، يوم غد لتجاوز التحديات الماثلة.
وقال ياسين آل سرور، نائب رئيس غرفة التجارية الدولية، من نيويورك، لـ«الشرق الأوسط»: «سنبحث غدا الأربعاء في لقاء المائدة المستديرة مع قادة العالم، أسس خلق منصة حميمية وديناميكية، لتجاوز التحديات واستكشاف الفرص أمام الشركات التي تتبنى الممارسات المستدامة».
وأضاف آل سرور أن التحديات التي تواجه الأسواق العالمية، تتلخص في اعتماد نماذج تجارية طويلة الأجل ومستدامة، بجانب إحداث تغييرات في السياسات يمكن أن تساعد في تحفيز العمل على مستوى أكبر، فضلا عن كيفية تمكين للأمم المتحدة إشراك القطاع الخاص بشكل أكثر فعالية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
ووفق آل سرور، سيركز اللقاء على كيفية زيادة طموح جميع الشركات في دفع عجلة أهداف التنمية المستدامة، وكيفية تمكين الأمم المتحدة من أن تضيف قيمة في تحفيز الشراكات المؤثرة مع القطاع الخاص.
وقال نائب رئيس الغرفة التجارية بباريس: «نسعى من خلال هذه المناقشة إلى تحديد أفكار ملموسة وقابلة للتنفيذ بشأن كيفية تسريع تنفيذ خطة عام 2030 من خلال عدة إجراءات والتزامات معززة للقطاع الخاص». ومن أهم أهداف اللقاء وفق آل سرور، توفير بيئة حميمة للتفاعل الحقيقي بين رجال الأعمال والقادة الحكوميين، وتحديد النجاحات والتحديات عند مواءمة التمويل والأسواق والممارسات التجارية وكيفية تحقيق ضمان الاستدامة على المدى الطويل داخل الأسواق العالمية.
وأضاف آل سرور إلى تلك الأهداف، العمل على إنشاء إجراءات ملموسة للأمم المتحدة وقطاع الأعمال للمساعدة، في تحفيز المزيد من الإجراءات من القطاع الخاص بشأن أهداف التنمية المستدامة.
وذكر آل سرور أن خطة التنمية المستدامة للأمم المتحدة لعام 2030، لا تقدم فقط خطة للحكومات لتأمين كوكب سليم ومجتمع عادل، بل أيضا تتيح للقطاع الخاص، فرصة تحقيق النجاح التجاري، من خلال نماذج أعمال مستدامة وشاملة.
وأضاف أن «الكثير من الصناعات تتعاون حاليا مع الحكومات ومع منظومة الأمم المتحدة، من أجل تعظيم الجهود والموارد نحو مستقبل مستدام، ومع ذلك، هناك حاجة إلى المزيد لتحقيق تطلعات أهداف التنمية المستدامة، ولا تزال هناك عوائق هامة تحول دون تحول الأسواق بما يتماشى مع أهداف خطة الأمم المتحدة عام 2030».
وأكد أن هذا الاجتماع يأتي مواكبة لعقد اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة، حيث تعتبر الغرفة الدولية المنظمة الوحيدة التي تمثل قطاع الأعمال عالميا، كمراقب للأمم المتحدة، والمزود الأهم بمعطيات الأحداث الاقتصادية في العالم، وصوت قطاع الأعمال.
ولفت إلى أنه يزداد إدراك قادة الأعمال للمطالب الحالية، التي تؤثر على الخطوط الأساسية لشركاتهم، حيث أصبح المواطنون أكثر وعيا بشأن ضغوطات الاقتصاد العالمي، وبات المستثمرون، الذين يدعمون الشركات التي تثبت قيمة للمجتمعات تتجاوز الأرباح والموهبة يميلون إلى الشركات ذات الهدف الاجتماعي.



إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
TT

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

أعلن وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي، المهندس صالح الجاسر، عن تحقيق الموانئ تقدماً كبيراً بإضافة 231.7 نقطة في مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية، وفق تقرير «مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)» لعام 2024، إلى جانب إدخال 30 خطاً بحرياً جديداً للشحن.

كما كشف عن توقيع عقود لإنشاء 18 منطقة لوجيستية باستثمارات تتجاوز 10 مليارات ريال (2.6 مليار دولار).

جاء حديث المهندس الجاسر خلال افتتاح النسخة السادسة من «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»، في الرياض، الذي يهدف إلى تعزيز التكامل بين أنماط النقل ورفع كفاءة الخدمات اللوجيستية، ويأتي ضمن مساعي البلاد لتعزيز موقعها مركزاً لوجيستياً عالمياً.

وقال الوزير السعودي، خلال كلمته الافتتاحية في المؤتمر، إن «كبرى الشركات العالمية تواصل إقبالها على الاستثمار في القطاع اللوجيستي؛ من القطاع الخاص المحلي والدولي، لإنشاء عدد من المناطق اللوجيستية».

يستضيف المؤتمر، الذي يقام يومي 15 و16 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، عدداً من الخبراء العالميين والمختصين، بهدف طرح التجارب حول أفضل الطرق وأحدث الممارسات لتحسين أداء سلاسل الإمداد ورفع كفاءتها. كما استُحدثت منصة تهدف إلى تمكين المرأة في القطاع من خلال الفرص التدريبية والتطويرية.

وأبان الجاسر أن منظومة النقل والخدمات اللوجيستية «ستواصل السعي الحثيث والعمل للوصول بعدد المناطق اللوجيستية في السعودية إلى 59 منطقة بحلول 2030، من أصل 22 منطقة قائمة حالياً، لتعزيز القدرة التنافسية للمملكة ودعم الحركة التجارية».

وتحقيقاً لتكامل أنماط النقل ورفع كفاءة العمليات اللوجيستية، أفصح الجاسر عن «نجاح تطبيق أولى مراحل الربط اللوجيستي بين الموانئ والمطارات والسكك الحديدية بآليات وبروتوكولات عمل متناغمة؛ لتحقيق انسيابية حركة البضائع بحراً وجواً وبراً، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، ودعم العمليات والخدمات اللوجيستية وترسيخ مكانة المملكة مركزاً لوجيستياً عالمياً».

وخلال جلسة بعنوان «دور الازدهار اللوجيستي في تعزيز أعمال سلاسل الإمداد بالمملكة وتحقيق التنافسية العالمية وفق (رؤية 2030)»، أضاف الجاسر أن «الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار)» تعمل على تنفيذ ازدواج وتوسعة لـ«قطار الشمال» بما يتجاوز 5 مليارات ريال (1.3 مليار دولار)، وذلك مواكبةً للتوسعات المستقبلية في مجال التعدين بالسعودية.

إعادة التصدير

من جهته، أوضح وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، أن السعودية سجلت في العام الحالي صادرات بلغت 61 مليار ريال (16.2 مليار دولار) من قطاع إعادة التصدير، بنمو قدره 23 في المائة مقارنة بالعام الماضي، «وهو ما تحقق بفضل البنية التحتية القوية والتكامل بين الجهات المعنية التي أسهمت في تقديم خدمات عالية الكفاءة».

وأشار، خلال مشاركته في جلسة حوارية، إلى أن شركة «معادن» صدّرت ما قيمته 7 مليارات ريال (1.8 مليار دولار) من منتجاتها، «وتحتل السعودية حالياً المركز الرابع عالمياً في صادرات الأسمدة، مع خطط لتحقيق المركز الأول في المستقبل».

جلسة حوارية تضم وزير النقل المهندس صالح الجاسر ووزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف (الشرق الأوسط)

وبين الخريف أن البلاد «تتمتع بسوق محلية قوية، إلى جانب تعزيز الشركات العالمية استثماراتها في السعودية، والقوة الشرائية الممتازة في منطقة الخليج»، مما يرفع معدلات التنمية، مبيناً أن «قوة السعودية في المشاركة الفاعلة بسلاسل الإمداد تأتي بفضل الموارد الطبيعية التي تمتلكها. وسلاسل الإمداد تساهم في خفض التكاليف على المصنعين والمستثمرين، مما يعزز التنافسية المحلية».

وفي كلمة له، أفاد نائب رئيس «أرامكو السعودية» للمشتريات وإدارة سلاسل الإمداد، المهندس سليمان الربيعان، بأن برنامج «اكتفاء»، الذي يهدف إلى تعزيز القيمة المُضافة الإجمالية لقطاع التوريد في البلاد، «أسهم في بناء قاعدة تضم أكثر من 3 آلاف مورد ومقدم خدمات محلية، وبناء سلاسل إمداد قوية داخل البلاد؛ الأمر الذي يمكّن الشركة في الاستمرار في إمداد الطاقة بموثوقية خلال الأزمات والاضطرابات في الأسواق العالمية».

توقيع 86 اتفاقية

إلى ذلك، شهد «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية» في يومه الأول توقيع 86 اتفاقية؛ بهدف تعزيز أداء سلاسل الإمداد، كما يضم معرضاً مصاحباً لـ65 شركة دولية ومحلية، بالإضافة إلى 8 ورشات عمل تخصصية.

جولة لوزيرَي النقل والخدمات اللوجيستية والصناعة والثروة المعدنية في المعرض المصاحب للمؤتمر (الشرق الأوسط)

وتسعى السعودية إلى لعب دور فاعل على المستوى العالمي في قطاع الخدمات اللوجيستية وسلاسل التوريد، حيث عملت على تنفيذ حزمة من الإصلاحات الهيكلية والإنجازات التشغيلية خلال الفترة الماضية، مما ساهم في تقدمها 17 مرتبة على (المؤشر اللوجيستي العالمي) الصادر عن (البنك الدولي)، وساعد على زيادة استثمارات كبرى الشركات العالمية في الموانئ السعودية».