تمهيداً للانسحاب... ترمب يدرس خصخصة الحرب في أفغانستان

قتلى بالعشرات من القوات الحكومية و{طالبان}

معتقلون من {طالبان} و«داعش» في مدينة جلال آباد بولاية ننجرهار قبل تنفيذهم عمليات إرهابية ضد مراكز حكومية أفغانية (إ.ب.أ)
معتقلون من {طالبان} و«داعش» في مدينة جلال آباد بولاية ننجرهار قبل تنفيذهم عمليات إرهابية ضد مراكز حكومية أفغانية (إ.ب.أ)
TT

تمهيداً للانسحاب... ترمب يدرس خصخصة الحرب في أفغانستان

معتقلون من {طالبان} و«داعش» في مدينة جلال آباد بولاية ننجرهار قبل تنفيذهم عمليات إرهابية ضد مراكز حكومية أفغانية (إ.ب.أ)
معتقلون من {طالبان} و«داعش» في مدينة جلال آباد بولاية ننجرهار قبل تنفيذهم عمليات إرهابية ضد مراكز حكومية أفغانية (إ.ب.أ)

نهاية المطاف للقوات الأميركية في أفغانستان بدأت تقترب، لكن دون أن تنفض واشنطن يدها من الصراع في أفغانستان، ودون أن تتحمل عواقب ما قد تقدم عليه من خطوات في المرحلة المقبلة، هذا ما يبدو من خلال ما نشرته صحيفة التايمز البريطانية تحت عنوان «خطة أميركية لخصخصة الحرب الأفغانية». ويشير تقرير الصحيفة إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يدرس استبدال مجموعة من الشركات الأمنية الخاصة بالقوات الأميركية في أفغانستان. وهو مقترح تقدم به مؤسس «شركة بلاك ووتر» سيئة الصيت لإدارة الرئيس ترمب، ويحمل في طياته إعفاء القوات الأميركية من مسؤولية أي أعمال تقوم بها القوات الخاصة، وتقليل الإصابات في صفوف القوات الأميركية في أفغانستان، لكنه في المقابل يطلق يد قوات الشركات الخاصة الأميركية للقيام بأعمال مخالفة للقانون في أفغانستان دون رادع، خاصة أن الاتفاقية الأمنية الأميركية الأفغانية تمنع السلطات الأفغانية من تقديم الجنود الأميركيين وقوات الشركات الخاصة المتعاقدة مع القوات الأميركية من المساءلة القانونية أو تقديمهم للمحاسبة، وهو أمر قد يثير الكثير من الفوضى وعمليات التفجير الانتقامية من القوات الحكومية أو قوات الناتو والقوات الأميركية والمتعاقدين معها من شركات خاصة.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن إريك برينس رجل الأعمال الأميركي، وصاحب شركة «بلاك ووتر» المقرب من إدارة الرئيس ترمب، والذي يقف وراء الفكرة حسب وصف الصحيفة قوله إن ترمب تأسف على عدم اتخاذ قرار بخصخصة الحرب الأفغانية العام الماضي، حينما راجع البنتاغون استراتيجيته للحرب الأفغانية العام الماضي، وأضاف برينس أنه علم قبل ثلاثة أسابيع أن الرئيس الأميركي يعيد النظر في خطته وقام بتغييرات في قيادة القوات الأميركية في أفغانستان حيث تم استبعاد الجنرال جون نيكسلون والاستعانة بالجنرال سكوت ميلر صاحب الخبرة في أفغانستان والعراق والعمليات الخاصة. ويصف برينس الجنرال ميلر بأنه شخص غير تقليدي وأنه واثق - برينس - من أن إرسال ميلر لأفغانستان كان بتفويض لتغيير كيف يجري العمل هناك. وحسب الخطة التي تحدث عنها رجل الأعمال الأميركي إريك برينس فإنها تقضي بسحب خمسة عشر ألفا من القوات الأميركية واستبدال ثمانية آلاف من المتعاقدين بهم فضلا عن خصخصة الدعم الجوي أيضا، وهي مؤشرات على إطلاق يد الشركات الخاصة في أفغانستان للقيام بعمليات قتل وقصف وإحراق وإعدامات جماعية واعتقالات عشوائية دون رقيب أو حسيب، حسبما يقوله خبراء أفغان وباكستانيون.
ويدافع إريك برينس عن خطته بالقول إنها ستخفض الـ70 مليار دولار التي تتكلفها الإدارة الأميركية كنفقات للحرب على أفغانستان سنويا.
وكانت شركة «بلاك ووتر» قامت بالعديد من الأعمال في أفغانستان والعراق بعد تعاقدها مع القوات الأميركية فترة حكم الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش (الابن)، حيث أطلق حراسها النار على 17 مدنيا في قلب بغداد عام 2007، كما قاموا بالإغارة على عدد من القرى في أفغانستان وقاموا بعمليات قتل أثارت حفيظة المجتمع الأفغاني وانتقادات حادة من الرئيس الأفغاني السابق حميد كرزاي.
إلى ذلك أعلنت الحكومة الأفغانية مقتل 47 من المسلحين المعارضين للحكومة الأفغانية ضمن عمليات تقوم بها القوات الأفغانية والأميركية في أفغانستان في ولايتي خوست وميدان وردك.
وقال بيان عن فيلق الجيش الأفغاني جنوب شرقي أفغانستان إن حوالي ثلاثين من المسلحين قتلوا وثمانية آخرين جرحوا أثناء غارات قامت بها القوات الأميركية في مناطق كوهنا دارا وخومار وسلمان فارس في مديرية جلريز في ولاية وردك غرب العاصمة كابل. وأضاف البيان أنه تم تدمير ناقلتين عسكريتين مصفحتين كانت طالبان استولت عليهما من القوات الحكومية. وكانت القوات الأميركية أعلنت عن غارات جوية في مناطق سباراكي في مديرية نادر شاه كوت في ولاية خوست غرب أفغانستان. وأشار البيان الصادر عن القوات الحكومية إلى صدها هجمات لقوات طالبان في مديرية سروبي في ولاية بكتيكا ما أسفر عن مقتل ثلاثة من المسلحين حسب البيان الحكومي.
بينما كانت دائرة الاستخبارات الأفغانية أعلنت أن القوات الأميركية قتلت 26 من مسلحي تنظيم داعش كانوا يخططون لمهاجمة مواكب عزاء عاشوراء في أفغانستان حسب بيان الاستخبارات الأفغانية.
وجاءت الغارات الجوية الأميركية على مراكز تنظيم الدولة بعد سلسلة هجمات شنها التنظيم على مراكز وتجمعات شيعية في أفغانستان خاصة مناطق غرب كابل. وأعلنت الشرطة الأفغانية القبض على سبعة أشخاص بينهم باكستاني بتهمة تهريب أسلحة إلى إقليم ننجرهار شرق أفغانستان، وقال بيان للشرطة بثته وكالة خاما بريس الأفغانية إن عملية إلقاء القبض جاءت بعد مداهمة أمنية في منطقة دور بابا بإقليم ننجرهار المحاذي للحدود مع أفغانستان.
وأضاف البيان أن القوات الأفغانية صادرت مجموعة كبيرة من الذخائر إلى جانب أسلحة وبنادق أميركية وأن المعتقلين حاولوا تهريب الأسلحة والذخيرة من منطقة دور بابا وأنهم اعترفوا بتورطهم في عمليات التهريب.
ويأتي الإعلان عن اعتقال باكستاني متهم بتهريب الأسلحة إلى أفغانستان بعد أيام قلائل من التفاؤل بتحسن العلاقات الباكستانية الأفغانية إثر الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي إلى كابل والتقى فيها الرئيس أشرف غني ورئيس السلطة التنفيذية عبد الله عبد الله وعددا من المسؤولين الأفغان.
وكانت الحكومة الأفغانية أعلنت مقتل تسعة من رجال شرطتها في هجوم شنته قوات طالبان في ولاية بلخ كما ذكرت محطة الأفغانية، وذلك في ظل معارك ضارية وهجمات متواصلة من قوات طالبان على القوات الحكومية الأفغانية، حيث باتت طالبان تسيطر على أجزاء واسعة من الريف الأفغاني، كما بدأت تشنه هجمات عنيفة على المدن الكبرى، في وقت بدأ تنظيم داعش حملة تفجيرات في مختلف المناطق الأفغانية.
وقد تواصلت المعارك والاشتباكات في ولاية فراه غرب أفغانستان حيث تمكنت قوات طالبان من السيطرة على ثلاثة مراكز عسكرية جديدة من القوات الحكومية في منطقة شمالغاه قرب مدينة فراه مركز الولاية، بعد معارك ضارية بالأسلحة الثقيلة بين الطرفين. وأضاف بيان الحركة من ولاية فراه أن مقاتليها هاجموا مركزا للشرطة الأفغانية في منطقة كاجغين ما تسبب في مقتل تسعة أفراد من الشرطة، كما هاجمت قوات طالبان مراكز للشرطة في مناطق أخرى من الولاية ما أسفر عن مقتل ستة من رجال الشرطة. وكانت الشرطة الأفغانية أعلنت خسارتها مركزا متقدما في منطقة بالا بالوك في ولاية فراه غرب أفغانستان حيث قتل تسعة من رجال الشرطة وأسر ثلاثة آخرون وأجبر الآخرون على الفرار من المنطقة. وكانت قوات طالبان تمكنت من السيطرة على نقطة مراقبة في ولاية زابل جنوب شرقي أفغانستان بعد معركة ضارية استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة مما أسفر عن مقتل أحد عشر من القوات الحكومية وفرار بقية القوات من المركز تاركة وراءها كمية ضخمة من الأسلحة.



اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.