5 نصائح لتهيئة طفلك لعام دراسي جديد

طفلة فلسطينية في مدرسة ابتدائية بقرية الخان الأحمر بالضفة الغربية (أرشيفية - أ.ف.ب)
طفلة فلسطينية في مدرسة ابتدائية بقرية الخان الأحمر بالضفة الغربية (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

5 نصائح لتهيئة طفلك لعام دراسي جديد

طفلة فلسطينية في مدرسة ابتدائية بقرية الخان الأحمر بالضفة الغربية (أرشيفية - أ.ف.ب)
طفلة فلسطينية في مدرسة ابتدائية بقرية الخان الأحمر بالضفة الغربية (أرشيفية - أ.ف.ب)

تستعد كثير من الأسر لتحضيرات موسم الدراسة، وجلب الأدوات المدرسية الجديدة لأطفالها؛ لكن كذلك عليهم الانتباه إلى عدة أمور من أجل تهيئة الأطفال للعام الدراسي الجديد؛ خاصة لمن يذهبون إلى المدرسة لأول مرة.

1- وجبة إفطار صحيحة

وجبة الإفطار هي اللبنة الأساسية في اليوم الدراسي، هكذا تقول اختصاصية التغذية أماندا أورسل لصحيفة «تليغراف»، وتتابع: «ذهاب الأطفال إلى المدرسة بإحساس الجوع والعطش يصعب تحصيلهم فكريا وعاطفيا وجسديا».
وذكرت أورسل أمثلة لوجبة إفطار متكاملة للأطفال، مثل قليل من زبدة الفول السوداني والخبز المحمص مع كوب من الحليب، وتجنب المنتجات ذات السكريات العالية، وترشيح الفواكه بدلا منها.

2- قسط كاف من النوم

لفتت الصحيفة إلى أن الأطفال يجب أن يحصلوا على قسط كاف من النوم، وقالت المعالجة السلوكية نويل جانيس نورتون، إن على الآباء والأمهات تدريب أطفالهم على الاستيقاظ مبكرا قبل الدراسة بأسبوع على الأقل، لتجنب شعور العجز عن النوم.
ونصحت الخبيرة في النوم سيمي مارغو، بأن يمارس الأطفال الرياضة قبل وبعد اليوم الدراسي، مثل المشي أو ركوب الدراجات، وهذا سيجعلهم يشعرون بالنعاس ليلا دون أرق.
وأشارت فيكي سيلفرثورن، الخبيرة في التنظيم، إلى ضرورة أن تكون غرف نوم الأطفال مرتبة وهادئة، أو وجود بعض الكتب والألعاب، مثل الأحجيات، للتحفيز على النوم.

3- جدول للتلفزيون والهواتف الذكية

أشارت سيلفرثورن إلى أنه يجب إبعاد الشاشات (التلفزيون والهاتف الذكي) عن غرف الأطفال بعد العودة للمدرسة؛ خاصة صغار السن، فلا يكون هناك إطلاقا تلفزيون في الغرفة، ولا هواتف ذكية إطلاقا في ساعات ما قبل النوم، وأن يكون هناك جدول محدد للتعرض للهواتف الذكية؛ لأن التحديق في شاشة الهاتف قبل النوم أمر سيئ للأطفال أكثر من البالغين.

4- إعادة تعريف النجاح

تذكر الصحيفة أن الأطفال يحصلون على الإشادات دوما من أهاليهم في المنزل، ولا يحدث ذلك دوما في المدرسة، وربما يشعر الأطفال أن هناك خطأ ما، لذلك تنصح جانيس نورتون بتشجيع «عقلية النمو» لديهم، والتي تتحسن مع الوقت والتركيز، مما يساعد على تحسين ثقتهم بأنفسهم. كما نبهت نورتون على ضرورة تعليم الأطفال أن الحصول على الإشادة لا يتم من تلقاء نفسه، وأن النجاح ليس فقط الحصول على الإشادة، ولكن المهارات الاجتماعية الجديدة التي يتعلمها الأطفال.

5- الاعتماد على أنفسهم

حين يكون الأطفال في المنزل، يصبحون هم الأهم بالنسبة لأهاليهم؛ لكن ذلك لا يحدث في المدرسة، وبحسب نورتون فإن الأطفال ربما هم «الشخص الأهم في الغرفة» في منزلهم؛ لكن ليست تلك الرسالة التي يحتاجها الأطفال من خلال التعلم المدرسي؛ بل يحتاج الأطفال إلى الاعتماد على أنفسهم بشكل أكبر، وعدم الاعتماد على الأهل في كل شيء، لذا ينصح الخبير بضرورة إشعار الأطفال بالاستقلالية، أو أن تكون هناك مساحة خاصة بهم، مثل القليل من الترفيه عند العودة من المدرسة، أو استبدال ملابسهم بأنفسهم، وبهذا يحصلون على مهارة حل المشكلات، والتي يحتاجونها كذلك لتطوير مهاراتهم خلال الدراسة.



«الجمل عبر العصور»... يجيب بلوحاته عن كل التساؤلات

جانب من المعرض (الشرق الأوسط)
جانب من المعرض (الشرق الأوسط)
TT

«الجمل عبر العصور»... يجيب بلوحاته عن كل التساؤلات

جانب من المعرض (الشرق الأوسط)
جانب من المعرض (الشرق الأوسط)

يجيب معرض «الجمل عبر العصور»، الذي تستضيفه مدينة جدة غرب السعودية، عن كل التساؤلات لفهم هذا المخلوق وعلاقته الوطيدة بقاطني الجزيرة العربية في كل مفاصل الحياة منذ القدم، وكيف شكّل ثقافتهم في الإقامة والتّرحال، بل تجاوز ذلك في القيمة، فتساوى مع الماء في الوجود والحياة.

الأمير فيصل بن عبد الله والأمير سعود بن جلوي خلال افتتاح المعرض (الشرق الأوسط)

ويخبر المعرض، الذي يُنظَّم في «مركز الملك عبد العزيز الثقافي»، عبر مائة لوحة وصورة، ونقوش اكتُشفت في جبال السعودية وعلى الصخور، عن مراحل الجمل وتآلفه مع سكان الجزيرة الذين اعتمدوا عليه في جميع أعمالهم. كما يُخبر عن قيمته الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لدى أولئك الذين يمتلكون أعداداً كبيرة منه سابقاً وحاضراً. وهذا الامتلاك لا يقف عند حدود المفاخرة؛ بل يُلامس حدود العشق والعلاقة الوطيدة بين المالك وإبله.

الجمل كان حاضراً في كل تفاصيل حياة سكان الجزيرة (الشرق الأوسط)

وتكشف جولة داخل المعرض، الذي انطلق الثلاثاء تحت رعاية الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة؛ وافتتحه نيابة عنه الأمير سعود بن عبد الله بن جلوي، محافظ جدة؛ بحضور الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، رئيس مجلس أمناء شركة «ليان الثقافية»؛ وأمين محافظة جدة صالح التركي، عن تناغم المعروض من اللوحات والمجسّمات، وتقاطع الفنون الثلاثة: الرسم بمساراته، والتصوير الفوتوغرافي والأفلام، والمجسمات، لتصبح النُّسخة الثالثة من معرض «الجمل عبر العصور» مصدراً يُعتمد عليه لفهم تاريخ الجمل وارتباطه بالإنسان في الجزيرة العربية.

لوحة فنية متكاملة تحكي في جزئياتها عن الجمل وأهميته (الشرق الأوسط)

وفي لحظة، وأنت تتجوّل في ممرات المعرض، تعود بك عجلة الزمن إلى ما قبل ميلاد النبي عيسى عليه السلام، لتُشاهد صورة لعملة معدنية للملك الحارث الرابع؛ تاسع ملوك مملكة الأنباط في جنوب بلاد الشام، راكعاً أمام الجمل، مما يرمز إلى ارتباطه بالتجارة، وهي شهادة على الرّخاء الاقتصادي في تلك الحقبة. تُكمل جولتك فتقع عيناك على ختمِ العقيق المصنوع في العهد الساساني مع الجمل خلال القرنين الثالث والسابع.

ومن المفارقات الجميلة أن المعرض يقام بمنطقة «أبرق الرغامة» شرق مدينة جدة، التي كانت ممراً تاريخياً لطريق القوافل المتّجهة من جدة إلى مكة المكرمة. وزادت شهرة الموقع ومخزونه التاريخي بعد أن عسكر على أرضه الملك عبد العزيز - رحمه الله - مع رجاله للدخول إلى جدة في شهر جمادى الآخرة - ديسمبر (كانون الأول) من عام 1952، مما يُضيف للمعرض بُعداً تاريخياً آخر.

عملة معدنية تعود إلى عهد الملك الحارث الرابع راكعاً أمام الجمل (الشرق الأوسط)

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قال الأمير فيصل بن عبد الله، رئيس مجلس أمناء شركة «ليان الثقافية»: «للشركة رسالة تتمثّل في توصيل الثقافة والأصالة والتاريخ، التي يجهلها كثيرون، ويشكّل الجمل جزءاً من هذا التاريخ، و(ليان) لديها مشروعات أخرى تنبع جميعها من الأصالة وربط الأصل بالعصر»، لافتاً إلى أن هناك فيلماً وثائقياً يتحدّث عن أهداف الشركة.

ولم يستبعد الأمير فيصل أن يسافر المعرض إلى مدن عالمية عدّة لتوصيل الرسالة، كما لم يستبعد مشاركة مزيد من الفنانين، موضحاً أن المعرض مفتوح للمشاركات من جميع الفنانين المحليين والدوليين، مشدّداً على أن «ليان» تبني لمفهوم واسع وشامل.

نقوش تدلّ على أهمية الجمل منذ القدم (الشرق الأوسط)

وفي السياق، تحدّث محمد آل صبيح، مدير «جمعية الثقافة والفنون» في جدة، لـ«الشرق الأوسط» عن أهمية المعرض قائلاً: «له وقعٌ خاصٌ لدى السعوديين؛ لأهميته التاريخية في الرمز والتّراث»، موضحاً أن المعرض تنظّمه شركة «ليان الثقافية» بالشراكة مع «جمعية الثقافة والفنون» و«أمانة جدة»، ويحتوي أكثر من مائة عملٍ فنيّ بمقاييس عالمية، ويتنوع بمشاركة فنانين من داخل المملكة وخارجها.

وأضاف آل صبيح: «يُعلَن خلال المعرض عن نتائج (جائزة ضياء عزيز ضياء)، وهذا مما يميّزه» وتابع أن «هذه الجائزة أقيمت بمناسبة (عام الإبل)، وشارك فيها نحو 400 عمل فني، ورُشّح خلالها 38 عملاً للفوز بالجوائز، وتبلغ قيمتها مائة ألف ريالٍ؛ منها 50 ألفاً لصاحب المركز الأول».

الختم الساساني مع الجمل من القرنين الثالث والسابع (الشرق الأوسط)

وبالعودة إلى تاريخ الجمل، فهو محفور في ثقافة العرب وإرثهم، ولطالما تغنّوا به شعراً ونثراً، بل تجاوز الجمل ذلك ليكون مصدراً للحكمة والأمثال لديهم؛ ومنها: «لا ناقة لي في الأمر ولا جمل»، وهو دلالة على أن قائله لا يرغب في الدخول بموضوع لا يهمّه. كما قالت العرب: «جاءوا على بكرة أبيهم» وهو مثل يضربه العرب للدلالة على مجيء القوم مجتمعين؛ لأن البِكرة، كما يُقال، معناها الفتيّة من إناث الإبل. كذلك: «ما هكذا تُورَد الإبل» ويُضرب هذا المثل لمن يُقوم بمهمة دون حذق أو إتقان.

زائرة تتأمل لوحات تحكي تاريخ الجمل (الشرق الأوسط)

وذُكرت الإبل والجمال في «القرآن الكريم» أكثر من مرة لتوضيح أهميتها وقيمتها، كما في قوله: «أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ» (سورة الغاشية - 17). وكذلك: «وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ» (سورة النحل - 6)... وجميع الآيات تُدلّل على عظمة الخالق، وكيف لهذا المخلوق القدرة على توفير جميع احتياجات الإنسان من طعام وماء، والتنقل لمسافات طويلة، وتحت أصعب الظروف.