المحترفون الجدد يلهبون أولى جولات الدوري السعودي

إثارة وندّية وأهداف قاتلة تمهّد لنسخة تاريخية من البطولة

تاوامبا («الشرق الأوسط»)  -  خواردو («الشرق الأوسط»)
تاوامبا («الشرق الأوسط») - خواردو («الشرق الأوسط»)
TT

المحترفون الجدد يلهبون أولى جولات الدوري السعودي

تاوامبا («الشرق الأوسط»)  -  خواردو («الشرق الأوسط»)
تاوامبا («الشرق الأوسط») - خواردو («الشرق الأوسط»)

خطف اللاعبون الأجانب نجومية الجولة الأولى من دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، إذ شكلت الصفقات الجديدة دعامة قوية للأندية السعودية بعد الدعم المالي الكبير من قبل القيادة السعودية والهيئة الرياضية، حيث تجاوزت القيمة السوقية للاعبين الأجانب المنضمين للدوري السعودي مليار ريال سعودي (250 مليون يورو) وهو ما أسهم في بلوغ دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين المرتبة الثالثة في القارة الآسيوية من ناحية القيمة السوقية للاعبين متخطياً الدوري الكوري الجنوبي والدوري الياباني.
ولم تحتج الأسماء الجديدة المنضمة حديثاً للأندية السعودية إلى وقت طويل للانسجام، وبرزوا بشكل لافت، بعدما جذب الإسباني خواردو صانع ألعاب الأهلي، إليه الأنظار وكان نجم المباراة الافتتاحية لفريقه بعد المستوى الرائع الذي قدمه طوال شوطي اللقاء، وكان العلامة البارزة في صفوف الأهلي في المواجهة التي جمعته أمام التعاون، وأسهم بشكل كبير في تعديل كفة المباراة، وهو ما ينطبق على ثنائي التعاون الكاميروني تاوامبا الذي قص شريط أهداف فريقه في المسابقة، إلى جانب البرازيلي كاسيو حارس المرمى، والأخير كان من نجوم المباراة لتصديه لأكثر من هدف أهلاوي محقق.
وقاد الكولومبي يوهان أرناغو فريقه الباطن للعودة إلى حفر الباطن بنقطة التعادل بعدما أطلق قذيفة من كرة ثابتة في الثواني الأخيرة من الوقت المحتسب بدل الضائع، وسجل هدف التعديل في الوقت الذي كان فيه الفيصلاويون يحتفلون على مقاعد البدلاء بالعلامة الكاملة في افتتاح الدوري السعودي، بيد أن الكولومبي كان له رأي آخر وأطلق رصاصة بقدمه اليمنى استقرت في شباك مصطفى ملائكة حارس الفيصلي، كأجمل أهداف الجولة.
الإثارة لم تتوقف عند الكولومبي يوهان أرناغو، وشهدت اللحظات الأخيرة من مواجهة النصر مع مستضيفه أُحد، جنون اللحظات الأخيرة، حيث لم يقتنع النصراويون بالعودة للعاصمة السعودية الرياض بنقطة التعادل، وظهر المغربي نور الدين أمرابط في الثواني الأخيرة، وسجل هدف التقدم لفريقه عندما كان يظن الجميع أنها متجهة إلى التعادل بهدف لمثله، وهذه المباراة كشفت عن موهبة البرازيلي جيوليانو الذي أهدى أمرابط تمريرة ماكرة، كما شهدت توهج لوبيز مهاجم أُحد الذي صال وجال وسببّ حرجاً كبيراً لمرمى النصر.
وأسهم الحراس الـ13 الأجانب الذي ظهروا في الجولة الأولى في الذود عن مرماهم، إلا أن المصري محمد عواد حارس الوحدة كان نجم الحراس في الجولة الأولى بعدما أنقذ مرماه في المواجهة التي جمعت فريقه بمستضيفه الحزم من ثلاثة أهداف محققة في دقائق المباراة الأخيرة، وتحمل وحده العبء الهجومي الحزماوي وتألق في الذود عن مرماه، وهو ما ينطبق تماماً على البرازيلي كاسيو حارس التعاون الذي واجه هجوماً أهلاوياً مكثفاً لكن براعته قادت فريقه للعودة للديار بنقطة ثمينة.
وعلى غير المتوقع غاب عن الظهور والتسجيل الاسمان الأبرز والأغلى في المنافسات المحلية، إذ لم يوفق النيجيري أحمد موسى مهاجم النصر، في التسجيل، فعلى الرغم من ظهوره في اللقاء الدوري الأول بشكل رائع فإنه لم يوفق في حسم الفرص التي لاحت له أمام المرمى، وهو ما ينطبق تماماً على الفرنسي غوميز مهاجم الهلال، الذي لم يكن في يومه في اللقاء الذي جمع فريقه بالفيحاء، وتهيأت له فرص عديدة أمام المرمى، غير أن التوفيق لم يحالفه في استثمار واحدة منها.
وغاب عن الجولة الأولى من اللاعبين الأجانب المغربي حمد الله مهاجم النصر، بداعي الإصابة، والبوروندي أميسي، والبرازيلي ساندرو مانويل، لاعبا محور الارتكاز بنادي التعاون بداعي الإيقاف الممتد معهما من منافسات الموسم الرياضي الماضي، وهذه هي الغيابات الوحيدة بين اللاعبين الأجانب في الجولة الأولى لدوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين.
ولم يغب اللاعبون المحليون عن الظهور في الجولة الأولى وكان لهم نصيب من التألق، إذ واصل محمد الكويكبي لاعب الاتفاق نجوميته وقص شريط أهداف الموسم الرياضي الجديد بعدما أحرز هدف فريقه في شباك الرائد، لكن صالح الشهري المهاجم الرائدي رفض أن يعود فريقه للقصيم خالي الوفاض، وأدرك هدف التعديل في الدقيقة الأخيرة من المباراة، في مواجهة شهدت غياب فاعلية العنصر الأجنبي وتألق اللاعبين المحليين سواء بالتسجيل وحتى في صناعة الأهداف.
وواصل الاتحاد غموضه، وخسر اللقاء الافتتاحي من الشباب، رغم وجود كوكبة من النجوم الأجانب والمحليين، إلا أن اللغز الاتحادي ظل غامضاً منذ انطلاق الموسم الرياضي السعودي وخسارته في مواجهة السوبر من الهلال وتعادله في البطولة العربية للأندية الأبطال على أرضه وبين جماهيره، وأخيراً خسارته من الشباب بهدف دون رد، ولم يظهر كريم الأحمدي ورفاقه الاتحاديون بالمستوى المرضي لجماهيرهم، في الوقت الذي رد ناصر الشمراني هداف الشباب، على كل منتقديه وسجل هدف المباراة الوحيد، وأهدى فريقه ثلاث نقاط ثمينة.
وشهدت جميع مواجهات الدوري تسجيل أهداف، باستثناء مواجهة الحزم مع ضيفه الوحدة، والقادسية مع نظيره الفتح، والتي ذهبت نتيجتها النهائية إلى السلبية، على الرغم من الزخم الهجومي الذي يملكه الوحدة بوجود أسماء أجنبية لها ثقلها الفني غير أنهم لم يظهروا في هذه الجولة، وهو ما ينطبق على القادسية والفتح اللذين يمتلكان أسماء مميزة، إلا أن الحراس الأجانب كان لهم الدور الأبرز في إبقاء النتائج سلبية بوجود السوري مليك عسلة في مرمى الحزم، والمصري محمد عواد بين الخشبات الثلاث الوحداوية، والروماني كوفال في حراسة المرمى الفتحاوي، والأسترالي دنكان حارس القادسية.
وشهدت الجولة الأولى للدوري التي أدارها تحكيمياً طواق أجنبية، إلغاء هدف نصراوي في مرمى أُحد من قدم المهاجم محمد السهلاوي بعد الرجوع لتقنية «فار» والتي حضرت في جميع المباريات، وجاء إلغاء الهدف النصراوي بداعي التسلل، ولم تشهد المباريات الأخرى إلغاء أهداف أو احتساب ركلات جزاء بتقنية «فار» إلا أن الجولات القادمة ستشهد مزيداً من الإثارة والندية.
وأُشهرت البطاقة الحمراء في هذه الجولة في ثلاث مناسبات، وجميع هذه البطاقات ظهرت في المباراة التي جمعت الهلال بضيفه الفيحاء، حيث استبعد الحكم عمر العودة مدافع الفيحاء، وأتبعه بسالم الدوسري مهاجم الهلال، قبل أن يشهر البطاقة الصفراء الثانية ويتبعها بالحمراء في وجه عبد الله كنو مدافع الفيحاء، وهي المرة الأولى في تاريخ الكرة السعودية التي تظهر فيها البطاقة الحمراء لثلاثة لاعبين في مباريات الافتتاح.


مقالات ذات صلة

وولفرهامبتون يستهدف مدرب الشباب

رياضة سعودية غاري أونيل (أ.ب)

وولفرهامبتون يستهدف مدرب الشباب

يعمل نادي وولفرهامبتون الإنجليزي على التوصل إلى اتفاق لتعيين مدرب نادي الشباب السعودي فيتور بيريرا مدرباً جديداً للفريق بعد رحيل غاري أونيل.

نواف العقيّل (الرياض)
رياضة سعودية فريق نجران يأمل تحقيق الاستفادة الكاملة من معسكره الخارجي (تصوير: عدنان مهدلي)

الأخدود يعيد ترتيب أوراقه في معسكر أبو ظبي

يقيم الفريق الأول لكرة القدم بنادي الأخدود معسكراً تحضيرياً في أبوظبي بدءا من اليوم الأحد ولمدة أسبوعين.

علي الكليب (نجران)
رياضة سعودية ترقب لانطلاق دوري تحت 21 عاما (الاتحاد السعودي)

اتحاد القدم السعودي يطلب مرئيات الأندية حول «دوري تحت 21 عاماً»

وجَّهت إدارة المسابقات بالاتحاد السعودي لكرة القدم تعميماً لجميع الأندية، وذلك لإبداء مرئياتها تمهيداً لإطلاق دوري تحت 21 عاماً، الموسم الرياضي المقبل.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة سعودية سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش يتألق بقميص الهلال (رويترز)

وكيل سافيتش: سيرجي سعيد في الهلال… ويتطلع لمونديال الأندية

أكد أوروس يانكوفيتش، وكيل اللاعب الصربي سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش، أن الشائعات بأن لاعب الهلال سيعود قريباً إلى الدوري الإيطالي غير صحيحة.

مهند علي (الرياض)
رياضة سعودية ولي العهد لحظة مباركته لملف السعودية لاستضافة كأس العالم 2034 (واس)

العالم يترقب فوز السعودية باستضافة «مونديال 2034»

تتجه أنظار العالم، اليوم الأربعاء، نحو اجتماع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، حيث يجتمع 211 اتحاداً وطنياً للتصويت على تنظيم كأس العام 2030 و2034.

فهد العيسى (الرياض)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».