ولادة مركز صحي جديد في قلب سان موريتز السويسرية

«أوفافيرفا» علامة جديدة في جبال الألب

حمام سباحة خارجي مدفأ في الشتاء
حمام سباحة خارجي مدفأ في الشتاء
TT

ولادة مركز صحي جديد في قلب سان موريتز السويسرية

حمام سباحة خارجي مدفأ في الشتاء
حمام سباحة خارجي مدفأ في الشتاء

تعد سان موريتز من أجمل المناطق الجبلية في سويسرا، وإضافة إلى أنها من أهم المنتجعات الشتوية الزاخرة ومن أهم وجهات التزلج في البلاد، فإن تلك المدينة الوادعة عند هضاب الألب تعد من الوجهات الرائعة في فصل الصيف أيضا، وتقصد لقضاء فترة من النقاهة وزيارة أحد منتجعاتها الشتوية - الصيفية بهدف الاسترخاء في أحد المراكز الصحية بغية تخفيض الوزن أو الخضوع لعلاجات بدنية متنوعة.
ومن أحدث العلامات التجارية في سان موريتز، سبا «أوفافيرفا»، الذي افتتح في 5 يوليو (تموز) الحالي.
ويتميز الموقع في سان موريتز بالعديد من وسائل الرفاهية المختلفة، منها حمامات السباحة الداخلية للأطفال والكبار، وحمام غطس، وحمام سباحة في الهواء الطلق، مع حمامات التدليك والجاكوزي. وتوفر حدائق المياه الثلاث المختلفة 190 مترا من الخدمات اللامتناهية.
كما تقدم واحة الـ«سبا» مزيدا من الرفاهية، مثل التدليك وعلاجات الجمال، وحمامات الساونا المختلفة، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من مرافق الراحة والهدوء والاسترخاء. ويعرض الـ«سبا» أنشطة ممتعة بالمركز الرياضي والترفيهي، بالإضافة إلى أشهى الأكلات ومركز تسوق متميز. ويركز المركز الخارجي على ممشى «نورديك» وركوب الدراجات الجبلية في الصيف ومدرسة التزلج الريفي في الشتاء. كما يضم مطعما صغيرا يقدم أشهى الأكلات الصحية والطبيعية الإقليمية.
ويعد سبا «أوفافيرفا»، بطوابقه الأربعة فائقة الرفاهية والفخامة، إضافة رائعة لأجواء سان موريتز، كما أن بنيته وتصميمه المعماري الرائع يساهم أيضا في خلق منظر فريد ومتميز. ويتألق المبنى في استقبال الزوار وسط مزيج متناغم وساحر من المناظر الطبيعية الساحرة والمسطحات الخضراء الخلابة على الرغم من مظهره العصري.
تعد سان موريتز من الوجهات الشهيرة لدى الطبقات الراقية والمشاهير، حيث تجري إقامة الفعاليات العالمية فيها كل عام، ويتجمع عشاق الرفاهية والفخامة للاستمتاع بمباهج الحياة بكل تفاصيلها الرائعة.



سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».