لاس فيغاس تُشبهني وألفت مجموعة من أغنياتي وأنا في الطائرة

كارول سماحة في الولايات المتحدة
كارول سماحة في الولايات المتحدة
TT

لاس فيغاس تُشبهني وألفت مجموعة من أغنياتي وأنا في الطائرة

كارول سماحة في الولايات المتحدة
كارول سماحة في الولايات المتحدة

لا تتعب الفنانة كارول سماحة من السفر لظروف عملها من ناحية ولشغفها به من ناحية ثانية. زارت لحد الآن الكثير من البلدان من تونس ودولة الإمارات العربية إلى إنجلترا والولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وتأمل في زيارة المزيد. فالسفر بالنسبة لها ليس هروبا من الروتين بقدر ما هو وسيلة لتحفيز طاقتها الإيجابية. تقول:
> السفر بالنسبة لي حرية أتوق إليها بين وقت وآخر. إنه بمثابة ولادة جديدة أعيشها في كل مرة أزور بلدا لأول مرة، لذلك لا يمكنني تفويت فرصة السفر كلما سنحت لي الظروف. من الناحية المهنية، له دور مهم، فكم من مرة كتبت كلمات أغنية وأنا في الطائرة. أغنية «سهرانين» واحدة من الأغاني التي ألفتها على علو آلاف الأقدام عن الأرض وكذلك أغاني أخرى ك«انسَ همومك» و«ح اخونك». لا أعرف لماذا الطائرة تُزودني بالإلهام فأكتب بسعادة وبأسلوب مبدع.
> أحببت الكثير من الأماكن لكن لدي ضعف تجاه مدينة لاس فيغاس الأميركية. زرتها نحو 7 أو 8 مرات ولا أمل منها بل أحن إليها بشوق، لأنها تشبهني بحريتها وعفويتها. أرتدي الجينز وقميصا قطنيا وأنطلق بحرية تامة. تغريني أيضا بعروضها المسرحية والغنائية على حد سواء.
وقعت في حبها منذ أول زيارة. انبهرت وأنا أتابع الأعمال الفنية الضخمة المعروضة فيها، والتي زادت من شغفي بالفن. صحيح أن نيويورك ونيو أورلاينز وغيرها تجذبني بشكل عام، إلا أن لاس فيغاس تخطفني بجنونها وتحلق بي إلى عالم من الأحلام. فالناس فيها لا تنام لهذا أمضي سهراتي أتنقل من مكان إلى آخر أستمع إلى موسيقى الجاز
> رغم أن الفن يجري في عروقي وأبحث عنه في كل مكان أزوره، فإني أميل أيضا إلى الرحلات التي تتضمن بعض المغامرة والتشويق. قد يعود السبب إلى أن طبيعة عملي لصيقة بالرفاهية نوعا ما. لا تفهميني خطأ، فأنا أحب هذه الرفاهية لكن من وقت لآخر فقط، لذلك عندما أرغب في الانطلاق والابتعاد عن أجوائي اليومية لا أختار الأماكن المرفهة والفاخرة، بل أختار بلدانا كاليونان مثلا، لأتنقل بين جزرها، أستقل الحافلة العمومية والقطار وأنا أحمل حقيبتي على ظهري كأي طالبة جامعية أو كفتاة مراهقة تكتشف العالم لأول مرة. أحيانا أتوجه إلى بلد أوروبي كإسبانيا أو البرتغال أو إيطاليا بحثا عن مغامرات رياضية تشحذ طاقتي بالحماس والقوة، علما أني أمارس هذا أيضا في لبنان. أحاول قدر الإمكان التمتع بطبيعته فأنظم نزهات في الهواء الطلق مع أصدقائي، وتكون خير ملاذ لابنتي تالا التي تحب الطبيعة مثلي تماما.
> أنا من النوع الذي ينهض بكبسة زر ويبدأ نهاره بنشاط وحيوية يبحث عن الجديد إلا في مصر. فأنا أشعر فيها بالكسل، بحيث أبقى في الفندق معظم وقتي، إما لأخذ قسط من الراحة أو لتمرين صوتي إذا كانت الزيارة لإحياء حفل.
> إذا خيرت بين مكسيكو وباريس، فأنا لن أتردد في اختيار الأولى لأن باريس ثابتة في ذهني وأعرف عنها الكثير، بحكم أني درست في الجامعة اليسوعية في بيروت، وهي فرنسية الطابع وتشكل امتدادا لفرنسا بوجه عام. المكسيك في المقابل عالم مختلف.
> لن أخفي أني أهوى التسوق عندما أكون في رحلة سفر، ولكن ليس على حساب زيارة المتاحف واكتشاف المعالم القديمة. فأنا مهووسة بالتاريخ وبالمتاحف الوطنية عموما لذلك أحرص على زيارتها لمعرفة المزيد
> ليس لدي مطبخ مفضل، لأن البلد الذي أوجد فيه هو الذي يحدد ما أتناوله. لكن عموما أنا لست متطلبة، إذ يكفيني أحيانا رشف كوب قهوة في مقهى على الرصيف، وأحيانا أخرى ترينني أقضم «همبرغر» مع البطاطس المقلية بشراهة.
> أعترف أني لست جيدة عندما يتعلق الأمر بترتيب حقيبة سفري. فغالبا ما أبدأ في ذلك قبل ساعات قليلة من موعد إقلاع الطائرة، وبالتالي أنسى نصف حاجاتي، لهذا أترك هذه المهمة لوالدتي لأنها دقيقة وأفضل مني بكثير
> أسوأ تجربة سفر عشتها في حياتي كانت إلى لاس فيغاس، حيث هبت عاصفة رملية شديدة غطت الرؤيا تماما. وأخذ قبطان الطائرة يحلق بنا في السماء لأكثر من ساعة، ونحن في حالة هلع لا توصف.


مقالات ذات صلة

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

الاقتصاد سياح صينيون يزورون مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء (رويترز)

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

أعلنت وزارة السياحة المغربية، الاثنين، أن عدد السياح الذين زاروا المغرب منذ بداية العام وحتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) بلغ 15.9 مليون سائح.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
سفر وسياحة من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)

«متحف الجريمة» في لندن... لأصحاب القلوب القوية

من براميل الأسيد التي استخدمها القاتل جون جورج هاي لتذويب ضحاياه والتي تعرف باسم Acid Bath «مغطس الأسيد» إلى الملابس الداخلية لـ«روز ويست».

عادل عبد الرحمن (لندن)
يوميات الشرق آلاف الحقائب التي خسرتها شركات الطيران في متجر الأمتعة بألاباما (سي إن إن)

المسافرون الأميركيون يفقدون ملايين الحقائب كل عام

داخل المساحة التي تبلغ 50 ألف قدم مربع، وإلى مدى لا ترى العين نهايته، تمتد صفوف من الملابس والأحذية والكتب والإلكترونيات، وغيرها من الأشياء المستخرجة من…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سفر وسياحة «ساحة تيفولي» في كوبنهاغن (الشرق الأوسط)

دليلك إلى أجمل أضواء وزينة أعياد الميلاد ورأس السنة حول العالم

زينة أعياد الميلاد ورأس السنة لها سحرها. يعشقها الصغار والكبار، ينتظرونها كل سنة بفارغ الصبر. البعض يسافر من بلد إلى آخر، فقط من أجل رؤية زينة العيد.

جوسلين إيليا (لندن)

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».