كاتس يدعو إلى «انفصال مدني» عن غزة ويرى الانفجار أقرب من التفاهم

وزير المواصلات هاجم ليبرمان ونفى وجود قرار بالقضاء على «حماس}

TT

كاتس يدعو إلى «انفصال مدني» عن غزة ويرى الانفجار أقرب من التفاهم

هاجم وزير المواصلات والاستخبارات الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، وزير الجيش الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، بسبب تصريحات ينفي فيها ضلوعه في التهدئة مع حماس. وقال كاتس لإذاعة الجيش أمس: «إذا قال وزير الدفاع إنه ليس ضالعاً في التهدئة، فعلى المواطنين ألا يشعروا أنهم بخير... لا يجب علي أن أسرب من اجتماعات الكابنيت (المجلس الوزاري الأمني المصغر) أن ليبرمان متورط فيما يحدث؛ واضح أنه متورط».
وأضاف كاتس: «ينبغي اتخاذ قرار استراتيجي بالنسبة لغزة؛ الوضع هناك ليس جيداً، ولا يمكنني الدخول في تفاصيل، لكن ليس مؤكداً أننا نسير باتجاهات تسوية، ولا أرى تسوية مع حماس، فهي تضحي بشعبها من أجل مصالحها... وموضوع غزة يحتاج إلى تفكير استراتيجي».
وأردف: «بإمكاني القول، كعضو في الكابنيت ووزير للاستخبارات من أكثر من 3 سنين، إنه توجد خطط عسكرية كثيرة، لكن لم يتم طرح أي اقتراح يمكن أن يتسبب بانهيار حماس. وليبرمان لم يطرح على الطاولة أبداً اقتراحات حقيقية حول ذلك. ولذلك، لا يوجد قرار بالقضاء على حماس، فدعونا نتخذ قراراً بشأن كيفية الانفصال عن المسؤولية المدنية (تجاه القطاع)».
وأضاف كاتس: «الوضع هو أن إسرائيل تريد هدوءاً عند حدودها مع غزة، لا طائرات ورقية حارقة، ولا أنفاق، ولا قذائف هاون، ولا صواريخ. وحتى لو توصلنا إلى وقف إطلاق نار، فإنني لا أؤمن بأن هذا سيتطور إلى أكثر من ذلك، وعلينا أن نتخذ قراراً استراتيجياً بشأن غزة بصورة أحادية الجانب، ومن دون حماس، وننفذ انفصالاً جيداً، بدل انفصال سيء، وليس اعتماداً على كلمة حماس».
وتطرق كاتس إلى السجال بين ليبرمان ووزير التعليم نفتالي بينت، وقال: «لا أريد المشاركة في هذا الشجار».
كان ليبرمان وبينت قد تبادلا الاتهامات بسبب السياسة المتبعة ضد حماس في غزة.
وهجوم كاتس على ليبرمان جاء بعد تصريحاته (الجمعة) في «كيسوفيم»، قرب غزة، حين قال إنه «لا يشارك في التسوية، ولا يؤمن بها»، مضيفاً: «التسوية الوحيدة هي ما يحدث في أرض الواقع».
وتابع ليبرمان: «في الأيام الأخيرة، شاهدنا أن حماس تسيطر سيطرة تامة على كل ما يحدث هنا، حيث انخفض مستوى العنف، ووصل إلى الصفر تقريباً».
وأردف: «أحاول تحديد العلاقة بين الهدوء الأمني والاقتصاد. إرهاب - نقص الاقتصاد. نقص الإرهاب - اقتصاد. يجب أن تكون العلاقة مباشرة، وهذه هي الرسالة الأهم التي نسعى إلى نقلها إلى مواطني غزة، المواطنين العاديين الذين يهتمون بمصدر كسب الرزق، ويفكرون في إعالة العائلة. لهذا، إذا ساد الهدوء فسيظل المعبر مفتوحاً، وإذا لم يحدث ذلك فسيغلق المعبر».
وأوضح ليبرمان: «نحن ننقل رسائل عبر مصر وآخرين، وتعرف حماس هذا - ليس هناك تقدم، ولن تحدث أية تسوية جديدة فيما عدا فتح المعابر ومنطقة الصيد، حتى التوصل إلى حل في قضية الأسرى والمفقودين. علينا أن نوضح لحماس أنه إذا كانت ترغب في التقدم، سنتطرق إلى قضية الأسرى والمفقودين أولاً».
وأشار ليبرمان أيضاً إلى أن «حماس هي منظمة إرهابية، وعندما تتخذ إسرائيل قراراً، وتنفذ عملية عسكريّة، سنفعل كل ما هو ضروري؛ نحن نحدد التوقيت والشروط».
ويؤكد حديث ليبرمان أن مفاوضات التهدئة مع حماس تدور فعلاً حول هدوء يقابله هدوء، ويشمل إلغاء التقييدات الإسرائيلية الأخيرة، ثم الولوج إلى مرحلة ثانية، تجري فيها مباحثات حول صفقة أسرى، وتتضمن إقامة مشاريع كبيرة لاحقاً في غزة.
وتحاول مصر، التي تعمل على استئناف المباحثات الجديدة، إقناع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالمشاركة فيها، لكن عباس غير راض عن الاتفاق بين إسرائيل وحماس، ويرى أنه يصب في مصلحة صفقة القرن، وفصل غزة عن الضفة.
وقالت تقارير إسرائيلية إن أجهزة الأمن في تل أبيب تعتقد أن تقدم محادثات التهدئة احتمال ضعيف للغاية بسب الخلاف الفلسطيني.
وبحسب تقديرات أجهزة الأمن الإسرائيلية، فإن احتمال أن تستأنف السلطة الفلسطينية تحويل الرواتب لقطاع غزة متدنٍ للغاية أيضاً، وبالتالي فإن الانفجار أقرب من التفاهم.
ويتوقع مسؤولون إسرائيليون أن ما يدور من حديث الآن يدور حول «فترة غير مستقرة أبداً، بسبب الصراع الفلسطيني الداخلي الذي لا يبدو أنه قابل للحل».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.