ماليزيا تحاكم متهمتين باغتيال أخ كيم جونغ أون غير الشقيق

تزعمان أنهما خدعتا من طرف كوريين شماليين

الشرطة الماليزية ترافق المتهمة الفيتنامية في اغتيال أخ كيم جونغ أون غير الشقيق  بعد جلسة المحكمة في كوالالمبور أمس (أ.ب)
الشرطة الماليزية ترافق المتهمة الفيتنامية في اغتيال أخ كيم جونغ أون غير الشقيق بعد جلسة المحكمة في كوالالمبور أمس (أ.ب)
TT

ماليزيا تحاكم متهمتين باغتيال أخ كيم جونغ أون غير الشقيق

الشرطة الماليزية ترافق المتهمة الفيتنامية في اغتيال أخ كيم جونغ أون غير الشقيق  بعد جلسة المحكمة في كوالالمبور أمس (أ.ب)
الشرطة الماليزية ترافق المتهمة الفيتنامية في اغتيال أخ كيم جونغ أون غير الشقيق بعد جلسة المحكمة في كوالالمبور أمس (أ.ب)

قررت محكمة ماليزية، أمس، محاكمة امرأتين متهمتين باغتيال الأخ غير الشقيق لزعيم كوريا الشمالية، بتهمة القتل، فيما شكّل صدمة لعائلتيهما اللتين أصرتا على أنهما خدعتا للقيام بهذا العمل.
وبعدما استمع للادعاء، قال القاضي عزمي عريفين إن هناك أدلة كافية لتأكيد تهمة القتل الموجهة إلى الإندونيسية ستي عائشة (26 عاما)، والفيتنامية دوان ثي هوونغ (29 عاما). والسيدتان متّهمتان باغتيال كيم جونغ نام بغاز الأعصاب السام «في إكس»، في مطار كوالالمبور في فبراير (شباط) العام الماضي، عندما كان ينتظر للصعود على متن طائرة متوجهة إلى ماكاو.
وقال القاضي في حكمه في المحكمة العليا، بشاه عالم بالقرب من كوالالمبور، «أدعوهما إلى تركيز دفاعهما إلى التهمتين الموجهتين إليهما». وبدت السيدتان مصدومتين وعلى وشك البكاء عند إعلان القرار. وذكر الإعلام المحلي إنه لولا الدلائل، لكان القاضي قرر تبرئتهما.
وقال غو سون سينغ محامي عائشة للصحافيين «شعرنا بخيبة أمل كبيرة من الحكم (...) سنفعل ما بوسعنا للدفاع عنهما»، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وتؤكد عائلتا الشابتين أنّهما تعرضتا لخدعة للقيام بعملية اغتيال شبيهة بتصفيات الحرب الباردة، مع أن مدعي الدولة أكدوا أن لديهم أدلة دامغة.
بهذا الصدد، قال دوان فان ثانه والد هيونغ لوكالة الصحافة الفرنسية قبل بدء الجلسة، إن ابنته «لا يمكن أن تكون قاتلة، فهي كانت دائما فتاة تعمل بكد». وتؤكد المتهمتان أنهما ضحيتا مؤامرة قتل متقنة دبّرها عملاء كوريون شماليون، وتشددان على أنهما اعتقدتا أنهما كانتا تشاركان في مقلب لبرنامج من نوع تلفزيون الواقع، عندما هاجمتا كيم بالمادة الكيميائية التي تعتبر من أسلحة الدمار الشامل.
لكن المدعين العامين في الولاية وصفوا جريمة القتل بأنها أشبه بفيلم لجيمس بوند، وقالوا إن المتهمتين قاتلتان مدربتان جيدا وتدركان بالضبط ما كانتا تفعلانه. وتوصلت محكمة شاه علم العليا خارج كوالالمبور، إلى أن أربعة كوريين شماليين خططوا للجريمة وجنّدوا ستي عائشة وهيونغ، وزودوهما بالسم في يوم الجريمة قبل السفر خارج ماليزيا.
ويقول وكلاء الدفاع عن المتهمتين إنهما ببساطة كبش فداء بسبب عجز السلطات عن توقيف القتلة الكوريين الشماليين الحقيقيين. ويصرّ المحامون على براءة ستي عائشة وهيونغ من تهمة القتل، ويؤكدون أن الادعاء العام لم يظهر أنهما تعمّدتا قتل كيم الذي كان الوريث للقيادة في كوريا الشمالية قبل أن يتم إبعاده ويذهب للعيش في المنفى.
وكانت الشرطة الماليزية كشفت مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي أسماء أربعة كوريين شماليين يشتبه بتورطهم في اغتيال كيم جونغ نام، مؤكدة أنهم فروا من ماليزيا بعد الجريمة. وذُكرت الأسماء خلال جلسة محاكمة للشابتين اللتين أكدتا أنهما كانتا تعرفانهم بأسمائهم المستعارة.
والكوريون الشماليون الأربعة هم هونغ سونغ هاك (34 عاما) وكان معروفا باسم شانغ، وري جي هيون (33 عاما) ويعرف باسم واي، وجاي نام (57 عاما) ويلقب بهانامور واو جونغ جيل الذي عرف باسم جيمس.
وأصدرت الشرطة الدولية (إنتربول) مذكرة توقيف دولية بحق الكوريين الشماليين الأربعة.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».